اعتبار مستحق لمادة التربية الإسلامية

أربعاء, 2014-11-05 14:24

اعتبار مستحق لمادة التربية الإسلامية

المفتش : محمد عمر ولد أباه ولد الشيخ سيدى

 

   تجسيدا لمُسَلمة " التلميذ الأبدي و المعلم الأبدي " ينساق كثيرون من رجال التربية فى العالم العربي وراء آراء و نظريات تربوية غربية الشكل والمضمون ، ويحاولون بجهد غير موفق استيرادها و تطبيقها على بيئات مغايرة ، متجاهلين السياق المكاني و دوره فى التربية و التعليم ،لذلك فما منا إلا و هو يحفظ الكثير من أسماء رجال التربية الغربيين من أمثال جان جاك روسو ، رينيه اوبير و منسوري و بياجى وغيرهم . و يجد نشوة حين يعزو مقولة لأحد هؤلاء .

              وبالرغم من أن الإرث الحضاري هو نتاج بشري أسهم فيه الجميع ، بغض النظر عن جنسياتهم و أعراقهم ، إلا أننا نحن المسلمين لنا مَعينٌ لا ينضب فى مجالات عدة ، و خاصة التربية و التعليم .

  فقد حول الدين الإسلامي المجتمع الجاهلي إلى مجتمع حضاري متعلم تتحقق فيه سمات العدل و الأخوة و المساواة ، و تتحول إليه كافة المنظومات التربوية والمناهج الدراسية ، ومراكز البحوث والإنتاج التربوي .

   ومن هنا فإن العودة الحقيقية إلى علوم التربية ، انطلاقا من الهدي النبوي والفكر الإسلامي ذى الصلة من أمثال ابن خلدون و الغزالى و ابن سيناء و الماوردى ، وقراءة هذا الهدي ، و تتبع هذه الآثار ، لنسهم فى الفكر التربوي إسهاما يتناسب و تراثتا الإسلامي ـ العربي ، وهو ما سيشكل خروجا عنل قاعدة التلميذ الأبدي إلى دائرة الإسهام الحضاري الفاعل و إظهار هذه الأمة بمظهرها الحضاري اللائق بعظمتها ، وفى هذا السياق ، فإن وعي القائمين على تطبيق سياسة الدولة الموريتانية فى مجال التهذيب والتربية بأهمية هذا التراث ، و بترسيخ القيم النابعة منه ، أمر يستحق منا التقدير و الاحترام .

   إن رفع الضارب فى مادة التربية الإسلامية من 1 إلى 3 ، خطوة جيدة لخلق جيل من الشباب يهتم بتعاليمه الإسلامية ، جيل محصن من الانحراف و الغلو ، ينهل من أصول دينه ، و ينظر إلى المادة باحترام ، كما أن هذا القرار يعطى مدرس المادة جزءا من قيمة كبيرة يستحقها .

   إن تحقيق المكتسبات التنموية الكبرى بحاجة إلى عقول ناضجة ، و أفكار مستنيرة ، وقيم حضارية راسخة لتحمي هذه المكتسبات ، و تجعل من المواطن إنسانا صالحا ، يحارب الفساد ، ويناهض القيم المستوردة المنافية لديننا ، ويتشبث بنصوص ديننا الحنيف تشبثا يؤكد إيمانه الراسخ بأن النجاة من بحر العولمة المتلاطم الأمواج يفرض العض بالنواجذ على تعاليم الدين الإسلامي الناصع .