رأي اليوم : لماذا رفعت الصين حجم ميزانيّتها العسكريّة هذا العام؟ وهل تتوقّع حربًا تشنّها أمريكا من أفغانستان.. ومتى وكيف؟

أربعاء, 2021-08-04 19:20

تحت عنوان : لماذا رفعت الصين حجم ميزانيّتها العسكريّة هذا العام؟ وهل تتوقّع حربًا تشنّها أمريكا من أفغانستان.. ومتى وكيف؟ وما هي الأسلحة الصينيّة الستّة المُتطَوِّرة التي تَقُضُّ مضاجع إدارة بايدن هذه الأيّام؟ وهل سيُصبِح “يوان” العُملة العالميّة الجديدة في أقل من عشر سنوات؟ كتبت صحيفة رأي اليوم تقول:

قليلون في العواصم الشّرق أوسطيّة، والعربيّة على وجه الخُصوص، توقّفوا عند الزّيارة التي قام بها وفد حركة طالبان إلى الصين، والتَّعهُّد خِلالها للقِيادة الصينيّة بأنّهم سيَقِفون في خندقها، ولن يسمَحوا لأمريكا تحويل بلادهم إلى منصّة لزعزعة استِقرار الصين، وعبر بوّابة الأقليّة التّركمستانيّة المُسلمة، أيّ الأيغور، فالكثير من الدّلائل تُؤشِّر حاليًّا إلى أنّ جبهة الحرب المُقبلة، سواءً المُباشرة أو بالإنابة، ستَكون على الأرض الأفغانيّة في تِكرارٍ مُعَدَّلٍ لنظيرتها الروسيّة الأمريكيّة في الثّمانينات من القرن الماضي.
فعندما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل يومين إلى “ضرورة التّركيز بصُورةٍ كبيرة على تطوير قُدرات جيش التّحرير الشعبي الصيني لإعداده لصِراعٍ عسكريٍّ طويل في ظِل التّهديدات المُتنامية التي تُواجهها البِلاد، فإنّه كان يَقصِد التّحضيرات الأمريكيّة المُتواصلة حاليًّا لتفعيل هذه الجبهة الأفغانيّة إلى جانبِ جبهاتٍ أُخرى.
إدارة الرئيس بايدن تُؤمِن بأنّ المُواجهة مع الصين هي قمّة أولويّات أمنها القومي، وتتبنّى الاستراتيجيّة نفسها التي وضعتها إدارة ترامب الجُمهوريّة السّابقة، مع فارق أساسي، يتلخّص في أنّ بايدن لا يُريد أن يُحَمِّل بلاده هذا العبء وحدها، وتكوين تحالف من الحُلفاء “كواد” يَضُم الهند وأستراليا واليايان وكوريا الجنوبيّة وربّما اليابان أيضًا، وتكون حِلف “ناتو” مُصَغَّر قاعدته شرق آسيا.
أفغانستان تستمدّ أهميّتها من حُدودها المُشتركة مع إقليم تركمانستان الشرقيّة (الأيغور) وهي لسان بعرض 75 كم غرب الصين، يتَمتّع بجُغرافيا جبليّة وَعِرَة جدًّا، تُشبِه منطقة “تورا بورا” التي استَخدمها المُجاهدون الأفغان والعرب وتنظيم “القاعدة” بعدها لاستِنزاف القوّات السوفييتيّة، وتأمَل واشنطن أن تُحَوِّلها لنُقطة انطِلاق جديدة للنّسخة الثّانية القادمة من المُجاهدين العرب والمُسلمين ضدّ الصين حسب المعلومات الأمريكيّة المُسَرَّبة حول ملامح الحرب القادمة، وهذا لا يَنفِي أنّ بحر الصين الجنوبي الذي تزوره حاملات الطّائرات الأمريكيّة بكَثافةٍ هذه الأيّام (آخِرها حاملة رونالد ريغان) ويُشَكِّل نُقطة احتِكاك قد لا يكون الجبهة الأُخرى، والأهم، للصِّراع القادم.
القِيادة الصينيّة تسعى حاليًّا لتشكيل تحالف رباعي أو خُماسي، لمُواجهة تحالف “تاد” الأمريكي، يَضُم إلى جانبها كُل من روسيا وإيران وكوريا الشماليّة إلى جانب باكستان “الأُم الروحيّة”، أو القابلة الأصليّة لحركة طالبان التي من المُتَوقَّع أن يكون لها دور كبير إلى جانب الصين في أيّ حرب مُقبلة في ظِل تنامي التّقارب الهندي مع أمريكا وإسرائيل.