دورة استكشاف مشترك حول طرق وآليات استخدام الطائرات المسيرة للكشف عن الجراد

اثنين, 2021-11-01 23:23

بدأت اليوم الاثنين في نواكشوط، أعمال دورة استكشاف مشترك حول طرق وآليات استخدام الطائرات المسيرة للكشف عن أماكن وجود الجراد الصحراوي.

وتنظم هذه الدورة التكوينية، التي تدوم ثلاثة أيام، من طرف وزارة الزراعة بالتعاون مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو).

ويشارك في الدورة ممثلون عن الدول الأعضاء في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التي تضم كلا من موريتانيا والجزائر وليبيا والمغرب وتونس والنيجر والسنغال ومالي واتشاد وبوركينافاسو إضافة إلى ممثلين عن المنطقة الوسطى التي تضم مصر وأثيوبيا وأريتاريا وسلطة عمان.

وأوضح الأمين العام لوزارة الزراعة، السيد أمم ولد بيباته، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة تتزامن مع الاهتمام الذي توليه بلادنا لحماية المصادر الطبيعية وتوفير الأمن الغذائي، مذكرا أن القوة المشتركة للتدخل ضد آفة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، التي تتخذ من بلادنا مقرا لها، تمت المصادقة على إنشائها خلال اجتماع الوزراء المكلفين بمكافحة الجراد الصحراوي في الجزائر سنة 2016.

وأضاف أن قطاع الزراعة وقع على اتفاقية الإطار مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية بغية دعم وتقوية التنسيق المشترك من أجل القيام بعمليات الاستكشاف والمكافحة الاستباقية تطبيقا للإستراتيجية الوقائية المعتمدة من بلدان المنطقة.

وبين أن الدورة تتنزل ضمن توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى حماية المصادر الطبيعية وسد الفجوة الغذائية، و هو ما تسهر الحكومة على تنفيذه بشكل متكامل عبر الجهود المبذولة من قبل قطاع الزراعة بغية تطوير تقنيات ومعدات الاستكشاف والمكافحة ضد آفة الجراد الصحراوي.

ودعا المشاركين إلى الاستفادة من هذه الدورة، التي تؤكد على أهمية العمل الجماعي الذي تقوم به القوة المشتركة للتدخل ضد آفة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، وهو ما يتوج مسار تعزيز القدرات الوطنية في مجال محاربة الآفة من جهة ورفع مستوى التكامل الميداني والتنسيق المشترك بين هذه البلدان من جهة أخرى.

وبدوره أشاد ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في نواكشوط، السيد اليكساندر حيين، بالشراكة القائمة بين منظمته والحكومة الموريتانية خاصة في ميدان مكافحة الجراد الصجراوي.

وقال إن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية تنفذان عدة نشاطات في مجال مراقبة الجراد الصحراوي دوليا وإقليميا، وتدعمان الدول الأعضاء المعنية في هذا المجال.

وأشار إلى أن اجتياح الجراد الصحراوي عام 2020 أظهر جدارة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية في مجال المكافحة الوقائية التي تعتمد على مكافحة الآفة في مناطق تكاثرها.

وبين أن إدخال تقنيات جديدة في مجال مكافحة الجراد يشكل عاملا اقتصاديا مهما، مشيرا إلى أن هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية أدخلت منذ سنوات تقنية استعمال الطائرات المسيرة وهي تقوم بالاستكشاف سنويا في موريتانيا لتعزيز قدرات الفنيين المعنيين.

و أكد الدكتور محمد الأمين حموني، الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أن استخدام طائرات" درون" في عمليات الاستكشاف عن الجراد الصحراوي يدخل ضمن خطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو" الرامية إلى رقمنة الزراعة من خلال إدخال تقنيات حديثة في هذا المجال.

وأضاف أن استخدام الطائرات المسيرة له عدة مزايا اقتصادية حيث أنها تعمل على تقليل الجهد والوقت للمستكشف وإعطائه مسافة أكثر لليوم لما تتوفر عليه من إمكانية الطيران لمسافة قد تزيد عن 88 كلم في ظرف ساعة ونصف، كما تتميز بوجود ذكاء صناعي يمكنها من مساعدة المستكشف على تحليل المعلومات.

وأشار إلى أن من المزايا المتعلقة بهذه الطائرات كونها صديقة للبيئة عكس السيارات التي تعمل بالمحروقات التي تلوث البيئة.

ونبه الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية إلى أن هذه الطائرات لا توجد في السوق بل تم تصميمها انطلاقا من بحوث أجرتها الهيئة مع مؤسسة " هيماف" الاسبانية ومصلحة المعلومات والتنبؤ لدى منظمة(الفاو) في روما وتطلب ذلك ثلاث سنوات، منبها إلى أن كل الدول الأعضاء منخرطة في هذا البرنامج الخاص بإدخال مسيرات في مجال الاستكشاف بدعم مالي من الوكالة الفرنسية للتنمية وسيتم دعم هذا البرنامج ببحوث حول إدخال مسيرات في مجال المكافحة خلال الأعوام القادمة.

وبخصوص الوضع العام للجراد في المنطقة الغربية ، أشار الأمين التنفيذي إلى أنه هادئ ومن غير المتوقع أن يكون هناك تغير حتى شهر يوليو القادم نتيجة للظروف البيئية حيث أن هذه السنة لم تكن ممطرة في الساحل وكذا بفضل الجهد الكبير الذي قامت به دول القرن الإفريقي التي تتعرض منذ سنتين لاجتياح غير مسبوق للجراد والتي حظيت بدعم فني من الفاو ومالي من المانحين مما قلل من احتمال أي اجتياح قادم من هذه الدول إلى المنطقة الغربية