فايننشال تايمز: بايدن يستخدم مدير "سي آي إيه" في مهام تطمس الفصل بين الدبلوماسية والاستخبارات

ثلاثاء, 2021-12-07 21:49

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية إن الرئيس الأميركي جو بايدن يستخدم وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) في مهام تطمس الخطوط الفاصلة بين الدبلوماسية والاستخبارات بعد 9 أشهر من رئاسته للوكالة، إذ يعمل مبعوثا عاما بطريقة يقول البعض إنها غير مسبوقة لرئيس الاستخبارات.

وذكرت الصحيفة -في تقرير من واشنطن لمراسلتها لشؤون السياسة الخارجية والدفاع كاثرين مانسون- أن بايدن لجأ مرتين إلى بيرنز، وهو أول دبلوماسي محترف يدير "سي آي إيه"، من أجل مبادرات دولية كانت أولاها في كابل للقاء مسؤولي حركة طالبان في أغسطس/آب الماضي من أجل تسهيل خروج الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان.

أما المرة الثانية -تضيف الصحيفة- فكانت الشهر الماضي حين أرسل بيرنز إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنقل مخاوف بايدن بشأن أوكرانيا، فالغزو الروسي المحتمل لهذا البلد يُعدّ "التحدّي الأكثر إلحاحا" حاليا لبيرنز خاصة في ظل اعتقاد المسؤولين الأميركيين أن روسيا تستعد فعليا لشن هجوم على جارتها مطلع العام المقبل وحشدت لأجل ذلك نحو 175 ألف جندي على الحدود الروسية الأوكرانية.

ويشير مارك وارنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، إلى أنه كان من المعتاد دائما إيفاد مدير "سي آي إيه" لإيصال رسائل خارج القنوات الدبلوماسية الاعتيادية، "لكن بيرنز رفع هذا الدور إلى مستوى لست متأكدا من أن أي شخص قبله أو بعده سيكون قادرا على بلوغه".

ويرى آخرون مخاطر في هذا النهج، فيؤكد مسؤولون كبار سابقون -مازحين- أن الإدارة الحالية لديها بالفعل العديد من وزراء الخارجية إلى جانب أنتوني بلينكن، أمثال بيرنز وجون كيري وزير الخارجية الأسبق ومبعوث بايدن لشؤون المناخ، وسوزان رايس وسامانثا باور اللتين كانتا مرشحتين لتولي مناصب دبلوماسية رفيعة وكُلّفتا بأدوار عليا أخرى في الإدارة.