هل سينجح ولد عبد العزيز فى واغادوغو ؟/ المصطفى أحمد معاوية

اثنين, 2014-11-10 22:02

مند تولي بلاده رئاسة الاتحاد الافريقي،قاد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز،وساطة بين الحركات المسلحة و الحكومة المالية،وكانت بمثابة أول اختبار له، لكنه اجتاز هذا الاختبار بنجاح،حيث توصلت تلك الأطراف المتحاربة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار،على الرغم من أن بعض المتابعين للشأن المالي يرون بأن الاتفاق حصل قبيل وصول الرئيس الموريتاني إلى  كيدال ، و أنه بقي فقط اعتماده بالتوقيع عليه من طرف الاتحاد الافريقي .اتفاق الأطراف المشاركة في محادثات واغادوغو  يوم الأربعاء الماضى  في بوركينا فاسو على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نوفمبر 2015 ـ وذلك بعد مرحلة انتقالية لمدة عام ، وعلى تعيين شخصية مدنية لرئاسة المرحلة الانتقالية كان  ـ برأي بعض المراقبين ـ قد مهّد الطريق أمام ولد عبد العزيز لإنجاح مسعاه ، خاصة أن تلك المحادثات جرت برعاية رؤساء كل من : السنغال وغينيا ونيجيريا ، باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ، وضمت ممثلين عن القوات المسلحة و الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والزعماء التقليديين ،مما يضفى عليها  مستوى من الإجماع الوطني .مجلس الأمن كان قد اعتبر أن من حق الشعب  البوركينابي التطلع إلى الديموقراطية ، لكنه طلب من قوات الأمن تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية والقيام بكل ما يمكن القيام به من أجل إعادة العمل بالنظام الدستوري فورا ـ و أبدى قلقه من الوضع ، مطالبا بتنظيم انتخابات شفافة بأسرع وقت ممكن ، هذا الموقف الدولي عززه موقف الولايات المتحدة الأمريكية  الداعي إلى تسليم مقاليد الحكم فورا إلى المدنيين و إلى عودة البلاد إلى الوضعية الدستورية. و إذا كان ضغط المجتمع الدولي والمعارضة ومجموعات المجتمع المدني قد دفع الجيش إلى تكثيف المشاورات بهدف الوصول إلى مرحلة انتقالية مدنية وديمقراطية ، فإن تصريحات الرجل القوي في بوركينا فاسو الكولونيل إسحاق زيدا الأخيرة خلال مؤتمر صحفي ، والتى اعتبرها بعض المراقبين "زلة لسان " ، ألقت بظلال من الشك فى نيات العسكر الذى استولى على السلطة فى البلاد ،بعد تنحى الرئيس السابق ابليز كامباورى عن الحكم و فراره خارج بلاده ، حيث قال إن مدة 15 يوما التى حددها الاتحاد  الإفريقي لإعادة الحكم للمدنيين ليست مشكلة ، فالمهم هو استقرار بوركينا ، مضيفا أنه ليس قلقا حيال فرض عقوبات دولية على بلاده ، على حد قوله ، مما يجعل الطريق غبر سالك أمام الرئيس الموريتاني الذي صرح لدى وصوله واغادوغو بنفي نية الاتحاد الافريقي فرض عقوبات على بوركينا فاسو ، و أنه جاء مشاركا في حل الأزمة ، الحل الذى يقدمه البوركينابيون أنفسهم ، ربما بددت من شكوك البوركينابيين فى أن حلا سيفرض عليهم من الخارج تحت تهديد العقوبات ،كما أنه أظهر من جهة ثانية قدرة رئيس الاتحاد الإفريقي على التحفظ من أي تصريحات من شأنها تعقيد الأزمة بدل البحث لها عن حلول ، كما أن المحادثات التى أجراها ولد عبد العزيز مع المقدم زيدا ربما تكون كفيلة بالتعرف عن قرب على ما يخبؤه الرجل الذى يتولى السلطة فى بوركينا فاسو من تنازلات قد لا تكون مشاعة للرأي العام .فهل سيوفق الرئيس الموريتاني فى إقناع العسكر البوركينابيين بضرورة الرجوع إلى الثكنات ؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة .