بوتين يتهم كييف بارتكاب «جرائم نازية» وباريس تعتبر تصريحاته «مروّعة وصادمة»

جمعة, 2023-01-27 23:51

لندن – «القدس العربي»- ووكالات: اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة “نازيين جددًا” في أوكرانيا بارتكاب جرائم بحق مدنيين، في يوم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة. وقال بوتين: “يؤدي نسيان دروس التاريخ إلى تكرار المآسي الرهيبة”، مضيفا “تؤكد ذلك الجرائم بحق مدنيين والتطهير العرقي والإجراءات العقابية التي ينظّمها نازيون جدد في أوكرانيا”. وأضاف: “يقاتل جنودنا بشجاعة هذا الشرّ”.
وتابع في بيان نشره الكرملين: “كلّ محاولة لمراجعة مساهمة بلادنا في النصر (خلال الحرب العالمية الثانية) تعود في الواقع إلى تبرير جرائم النازية وفتح الطريق أمام إعادة إحياء أيديولوجيتها القاتلة”. ونعى بوتين “ملايين القتلى الأبرياء – من اليهود ومن ممثلي جنسيات أخرى – الذين قُتلوا وتم تعذيبهم وماتوا من الجوع ومن المرض” خلال المحرقة.
في المقابل، ندّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الجمعة، بتصريحات بوتين، وقالت في مؤتمر صحافي في بوخارست خلال إحياء ذكرى “هذه الأحداث المأسوية”: “أودّ أن أعبّر عن تمسّكنا بما لا ننساه أبداً. حتى لا ننسى، هذا يجب ألا يبدأ مرّة أخرى”. وأضافت: “لكنّني أود أن أقول، بعدما قرأت بعض التصريحات الآتية من موسكو، كم هي مروّعة وصادمة. إنه استفزاز جائر في مثل هذا اليوم”.
كما اتّهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي الجمعة في ذكرى المحرقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببناء “معسكرات جديدة” في الحرب التي يشنّها ضدّ أوكرانيا.
وقال على فيسبوك “في ذكرى تحرير معسكر الموت النازي الألماني أوشفيتز- بيركيناو، فلنتذكر أنّ بوتين يبني معسكرات جديدة في الشرق”، من دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف أنّ “التضامن والدعم المستمرّ لأوكرانيا هما طريقتان فعّالتان لضمان أنّ التاريخ لن يعيد نفسه”.
ولم يتوسّع مورافيسكي في اتّهامه روسيا، إلا أن موقفه يستعيد موقفا أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العام الماضي.
ففي كلمة له في تشرين الأول/أكتوبر، تطرّق زيلينسكي إلى أولينيفكا “معسكر اعتقال يُحتجز فيه سجناؤنا”.
والعام الماضي، قال محقّقون أمميّون إنهم وثّقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسفية وإخفاءات قسرية على يد قوات روسية في أوكرانيا.
وفي الاثناء، اشتبكت أوكرانيا، أمس الجمعة، في قتال مع القوات الروسية في محاولة لاختراق خطوطها في الشرق والشمال الشرقي، قبل أن تتسلم كييف دبابات من حلفائها الغربيين.
وقال مسؤولون محليون إن قصفاً عنيفاً وقع في شمال، وشمال شرق، وشرق أوكرانيا، وهي المناطق التي كانت مسرحا لبعض من أعنف المعارك منذ الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط من العام الماضي.
وأفاد أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف الشمالية الشرقية: “القتال العنيف مستمر على الخطوط الأمامية”. وأضاف أن القوات الأوكرانية صامدة في مواقعها.
وأكّد رئيس الإدارة الروسية في منطقة دونيتسك الأوكرانية دينيس بوشيلين لوكالة “ريا نوفوستي” للأنباء “أن تطويق المدينة وتحريرها المقبل سيحلان بعض الأمور”، مؤكدًا أن الانتصار قد يسمح “بتغيير ميزان القوى على الجبهة” من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بلدات بوكروفسك وكوراخوفي.
وأشار مستشاره إيان غاجين، أمس الجمعة، لوكالة “تاس” إلى أن “معارك جدية وعنيفة” جارية، وأن القوات الروسية “موجودة في الجنوب الشرقي وفي شرق المدينة”.
كما أكّد الناطق باسم الجيش الأوكراني في الشرق سيرغي تشيريفاتي لقناة تلفزيونية: “العدو يحاول بالفعل تحقيق النجاح في هذا القطاع، لكنه لم يتمكن من ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية”. وأضاف: “إن العدو يبالغ في نجاحه (…) أمام خسائره يتراجع”.