انتفاضة جديدة في فلسطين

أربعاء, 2014-11-12 16:00

ما يجري في الضفة الغربية والقدس وربما أنحاء فلسطين المحتلة عمّا قريب من مظاهر مقاومة ضد الإسرائيليين مثل طعن جنود إسرائيليين في القدس، ودهس مستوطنين، واقتحام الأقصى وإغلاقه، علامات على أن انتفاضة جديدة قد بدأت في فلسطين، هذه هي معالم الانتفاضات وبداياتها، وهي نتيجة طبيعية لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينين سواء في الضفة أو القدس أو فلسطين المحتلة عام 1948 بشكل عام، وهي رسائل مفادها أنه لن ينعم الإسرائيليون بالأمن يوما طالما أن الفلسطينيين لا ينعمون به، وهذا ما أصبح الصحفيون والكتّاب الغربيون يكتبونه في صحفهم الآن بعدما تغيّر المزاج الغربي إلى حد كبير بعد معركة إسرائيل الأخيرة مع المُحاصَرين في قطاع غزة والتي كانت انتصاراً بكل المعايير، تحاول قوى عربية وإقليمية موالية لإسرائيل أن تُجهضه، ولعل تبنّي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لعملية دهس قام بها فلسطيني في القدس قبل أيام تعني تبنّيها لما يجري، وأنها تدفع الفلسطينيين وتشجعهم على التعبير عن غضبهم ومقاومتهم للاحتلال بما هو في أيديهم، وأنها تقف وراء بعض ما يجري في الضفة والقطاع إن لم يكن كله. 

أما أفعال الصهاينة فهي دائما تستفز مشاعر المسلمين ليس في فلسطين وحدها وإنما حول العالم، هذه الأفعال الاستفزازية المليئة بالكراهية والعنصرية والتعدي على مقدسات المسلمين هي التي تجلب الغضب ضد الصهاينة وتشعل فتيل الانتفاضة، وهذه المرة لن تكون الانتفاضة مثل سابقاتها وإنما ستكون أشد وأنكى، وطالما أن الشعب الفلسطيني تذوق طعم النصر في غزة فإن أهل الضفة وفلسطين يتوقون لكي يحققوا نصراً يواكب نصر أهالي غزة، لكنه سيكون نصراً من نوع خاص هذه المرة، لا سيما بعد التآمر الجاري على الانتصار الذي حققه الفلسطينيون في غزة، فإن أهالي الضفة وأراضي 1948 يريدون أن يجبروا إسرائيل على أن ترضخ وترضى بالشروط الفلسطينية التي تُغني أهالي غزة عن الاستجداء من هنا وهناك، وأهمها تنفيذ مطالب أهالي غزة بفتح الميناء البحري وبعده المطار وهو ما وافق عليه الإسرائيليون تحت الضغط ثم تنصلوا منه الآن ومن غيره من الشروط الأخرى التي فُرضت عليهم كشروط واجبة التنفيذ لوقف إطلاق النار، ولولا التواطؤ العربي والإقليمي مع إسرائيل لكان وضع الفلسطينيين أفضل بكثير، لكن الشعب الفلسطيني لا يعتمد إلا على الله، لذلك سيحقق بإرادته وتوكله على الله ما عجز العرب جميعاً عن القيام به طوال خمسة وستين عاماً من الصراع مع الكيان الصهيوني.

الانتفاضات مثل الحروب حينما يشعل فتيلها لا يعرف أحد أين ولا كيف تتصاعد وتيرتها، ولا إلى أين تتجه ولا كيف يتم إيقافها، كما أن النصر في الانتفاضات ليس دائما للأقوى وإنما لمن يُجيد أن يُرهق الآخر ويُجهضه ويُجبره على القبول بشروطه ومطالبه، وقد كان الفلسطينيون دائماً في انتفاضاتهم هم الطرف الذي يُجبر الإسرائيليين على القبول بالشروط والرضوخ للمطالب وإن كان ذلك عبر التضحية وبذل الدماء، لكن الحرية دائماً غالية الثمن، وقدر الشعب الفلسطيني أنه الشعب الوحيد في العالم الذي يقع تحت الاحتلال.

أحمد منصور ، عن موقع shabiba.com