الشرق الأوسط الدولية :برخان تقطع طريق المتطرفين بالساحل الإفريقي والجزائر تتردد في التعاون عسكريا بشكل كامل مع باريس

خميس, 2014-11-13 23:12

تهدف عملية "برخان" العسكرية التي تقودها فرنسا مع خمس من دول الساحل الأفريقي، إلى قطع الطريق أمام المجموعات المسلحة المتطرفة، التي تنشط عبر الحدود في الصحراء المترامية الأطراف، مهددة استقرار بلدان إفريقية جديدة.

وصرح قائد القوة الجنرال الفرنسي جان-بيار بالاسيه من مقر قيادة القوة في نجامينا، أن المجموعات المسلحة "لا تكترث للحدود وتستخدمها لصالحها" في الشريط الساحلي الصحراوي من أجل الإفلات من قوات الأمن المحلية.

ولهذا تقرر تشكيل هذه القوة بمشاركة موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، التي تغطي أكبر من خمسة ملايين كلم مربع، أي أكبر بتسع مرات من مساحة فرنسا، في ظروف صعبة خصوصا لجهة المناخ الصحراوي وندرة الطرق وانعدامها في غالب الاحيان.

شكلت هذه القوة في اغسطس (آب)، من ثلاثة آلاف عنصر لتحل محل وتواصل مهمة عملية سيرفال في مالي، التي كلفت وقف انتشار المجموعات المسلحة المتطرفة.

وتعمل برخان اليوم على توسيع نشاطها إلى شمال النيجر وتشاد إلى أقرب نقطة من ليبيا، التي تشكل "ملاذا" لهذه المجموعات، على حد تعبير عسكريين فرنسيين.

واضافت المصادر العسكرية أن المتطرفين يُجندون ويزودون بالاسلحة ويختبئون عند الحاجة في جنوب ليبيا.

ولرصد المتطرفين على الطرق المؤدية من جنوب ليبيا إلى مرتفعات ايفوغاس في شمال مالي، تقلع مقاتلات وطائرات فرنسية من دون طيار بشكل شبه يومي من قواعدها في نيامي ونجامينا، مع التركيز خصوصا على نقاط المياه النادرة في الصحراء.

أمّا في البر، فيهاجم جنود فرنسيون مواكب أو معسكرات على غرار ما حصل في 29 اكتوبر (تشرين الأول)، في شمال مالي عندما قتل جندي فرنسي في المعارك.

والطرق التي يسلكها المتطرفون يسلكها أيضا مهربو الاسلحة والمخدرات عبر النقاط الحدودية.

وأشار بالاسيه إلى "وجود العديد من المناطق الحدودية المشتركة بين ثلاث دول" مثل الجزائر-مالي-النيجر والجزائر-ليبيا-النيجر وتشاد-ليبيا-النيجر.

وفي هذه المناطق، لا يزال بامكان المجموعات المسلحة، حتى التي تعرف مناطق انتشارها، الاختباء في مناطق لا تشملها مهمة "برخان" عبر الانتقال إلى دولة مجاورة.

ولهذا السبب، يريد الجيش الفرنسي تعزيز "حق الملاحقة" بين الدول، كما هي الحال بين تشاد والسودان. ولكنه عمل يتطلب وقتا، إذ لا بد من إقناع الدول بالتخلي عن تحفظاتها لجهة السماح لجنود دول مجاورة بدخول أراضيها.

ويتوقع ان تستمر عملية برخان لفترة طويلة، خصوصا وأن عليها تدريب قوات قادرة على القتال في بعض دول المنطقة. وأظهرت هزيمة الجيش المالي في كيدال في مايو (أيار)، أن الأمر لا يزال بعيد المنال.

كما أن دولة مهمة تغيب عن هذه العملية هي الجزائر، التي انطلق منها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ومجموعة بلمختار.

وتتردد الجزائر التي خاضت حرب استقلال دامية مع فرنسا، في التعاون عسكريا بشكل كامل مع باريس، على الرغم من إشارات انفتاح خجولة مثل تسليم المحروقات إلى القوات الدولية.

إلا أنّ الجزائر هي تاريخيا وجغرافيا، إحدى أهم ركائز محاربة المتطرفين في منطقة الساحل، فهي لديها حدود مشتركة مع موريتانيا ومالي والنيجر وليبيا.

وتنشط باريس منذ أشهر من أجل تنفيذ عملية في ليبيا ضد المجموعات المتطرفة المسلحة المتمركزة في جنوب البلاد. وطالب وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في مطلع سبتمبر (أيلول) بـ"ضرورة التدخل في ليبيا وتعبئة الأسرة الدولية".

لكن الجزائر لديها وجهة نظر مختلفة تماما إزاء هذا الأمر. فقد شدد رئيس الوزراء عبد المالك سلال أخيرا بقوله، "موقفنا واضح. لا نقبل بأي تدخل خارجي على حدودنا".