القدس العربي :عرب فلسطينيون ، في الموت والحياة

أربعاء, 2014-11-19 21:01

نفهم تماماً أن يعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العملية التي نفذها شابان فلسطينيان أمس «وحشية لا معنى لها» لأن كل الأعمال الوحشية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم «لها معنى»، وأن يدين الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجوم وأن يصفه بـ «الاعتداء البغيض»، فتاريخ فرنسا الحديث (والقديم) لا يحوي غير اعتداءات «حميدة» بما فيها قتل أكثر من مليون شخص في حربها على الجزائريين خلال معركتهم لنيل استقلالهم.
لكن أبدع التصريحات المعلقة على الهجوم فكان لأفيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل الذي يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بـ «يهودية دولته» والذي حمّل كعادته الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية عن العملية واتهمه بأنه حوّل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني «الى صراع ديني بين اليهود والمسلمين»!
... يجيء الهجوم على «اليشيفا» اليهودي في القدس كفاصلة فحسب ضمن جملة طويلة من ردود الفعل على سياسات إسرائيل والمستوطنين والتي نذكر منها مثلا عملية دهس العجوز صالح مليحات (70 عاما) التي نفذها مستوطن شرق رام الله في آذار/مارس الماضي، وخطف المستوطنين للفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من أمام باب بيته في شعفاط وحرقه حيّاً، ودهس طفلة من بلدة يطا بالخليل في أيلول/سبتمبر الماضي، ودهس فتى فلسطيني قرب بيت لحم في تشرين الثاني/أكتوبر، وقتل طفلة فلسطينية (5 سنوات) في الشهر نفسه، وشنق سائق حافلة شاب من القدس الشرقية قبل حوالى الأسبوع، وبين أول وآخر حادثة شنّت إسرائيل حربها على غزة التي أدت لاستشهاد 2190 واصابة أكثر من 11 ألفا، وتدمير 17 ألف منزل .
في الفترة نفسها قتل من الإسرائيليين 3 مستوطنين في حزيران/يونيو الماضي، وأصيب في حرب غزة 68 عسكريا و4 مدنيين، وأصيب 2522 إسرائيليا، وقتلت طفلة وامرأة في عملية دهس، وجُرح الحاخام المتطرف يهودا غليك في هجوم، وجرح ثلاثة جنود في عملية دهس، وقتل جندي بطعنه، ثم قتلت مستوطنة وجرح اثنان، وأصيب إسرائيلي بجروح بعد طعنه.