فاجعة زينب ،،، وجع الدهر

أربعاء, 2014-12-24 10:10

لكأنَي بزينب تسير نحو محظرتها وهي تذاكر ما حفظت من القرآن, وتُمني النفس بحفظ واجبها اليومي سريعا لترجع إلى البيت وتلعب بأشيائها الصغرى مع الصغار, لكأني بها وبأحلامها البريئة البسيطة؛ إذ انبعث أشقى البشر مصحوبا بعصابته المجرمة وأحاطوا بها, فخافت وبكت، ليرحموا طفولتها وضعفها... لكن هيهات هيهات فالذئاب ليست لهم رحمة أو ذرة إنسانية إنما هم قطعان من القذارة والخبث والسفالة, فتداعوا كالوحش ينقض على فريسته, ولم يكتفوا بانتهاك براءتها بل أحرقوها لتسلم الروح إلى من لايظلم عنده أحد.

 

فاجعة زينب بالأمس كشفت إلى أي مدى وصل انحطاط الإنسانية والضمير, حيث غلبت الذئبية على الإنسان, بل ووصل الانهيار إلى دركات صيَرته أسوأ من كل مخلوق في هذا الكون. إذ أصبح الافتراس أصلا والعكس استثناء.

 

  إنه أمر تحار فيه العقول, وتئن الأيام, وتتألم القيم...!

 

إن الحروف لتقف مشفقة عاجزة  عن التعبير أمام هذا الجرم الأعظم والموبقة الكبرى والمنكر البشع, الذي داس على كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والضمائر الحية والنبضات الإنسانية...

 

بربّكم ماهذا الكابوس الذي يئد الأحلام في مهدها ويغتال البراءة والطهر والعفاف فري نهاية كل عام؟ أين الأمن وتنفيذ العدالة على الجناة والمجرمين؟ أين الشعب المسلم مائة بالمائة؟! أين وأين...

 

 في نهاية العام الماضي اغتُصِبتْ الزهرة خدي توري ذات الأعوام الستة ورميت في البحر، واليوم نستيقظ على خبر فاجعة زينب التي لم تكمل عامها العاشر.

 

حقا إنها لفاجعة كبرى، ومصيبة حلّت بالذات الإنسانية المنشطرة ألف شطر وشطر.

 

إن جريمة بهذا المستوى تستدعي منا جميعا دق ناقوس الخطر، وبذل ما يمكن ـ كل من موقعه وحسب طاقته ـ، في التصدي لهولاء المجرمين السفلة, ووضع مقاربة عميقة لهذا الانهيار الإنساني والتردي الأخلاقي الكارثي الذي أصبح ظاهرة يلحظها الجميع.

 

إننا إن لم نتلاف الوضع ونتدارك أنفسنا من الآن, ونقوم بواجبنا تجاه هذه القضية, فسوف  ـ لاقدر الله ـ تتكرر هذه المآسي الأليمة, ونتجرع مرارتها مرات ومرات.

 

فلنتحد جميعا لأن المقام يستدعي ذلك، ولأن المشترك الإنساني والديني والوطني يوحدنا أمام هذا التحدي الكبير، ولنرصّ الصفوف لتتضافر الجهود بعيدا عن التخندق والتسييس, حتى نؤمن أجيالنا من هذا الخطر الداهم.

 

ويبقى السؤال الكبير الذي سيظل يحاصرنا

 

بأي ذنب قتلت زينب؟

 

حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

أحمد ولد أبي