خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

ثلاثاء, 2017-10-24 17:31

يمكنك أن تجد الكثير من النصائح على شبكة الإنترنت حول تحسين قدرتك على التركيز وسط عدد هائل من مصادر التشويش. لكن العديد من هذه النصائح قد يكون غير واقعي إلى حد بعيد، ولا يحقق النتائج المرجوة.

 

والسؤال الآن هو: كم منا يستطيع "دائما أن يجد ما يفعله ملهما وممتعا"، أو يكون مرتاحا عندما يغلق وسائل التواصل الاجتماعي ويقضي اليوم أو يعمل دون اتصال أجهزته الإلكترونية بالإنترنت؟

 

ومع ذلك، ربما يكون الشيء الأهم هو أن العديد من هذه النصائح لا يتعلق كثيرا بما يكتشفه علماء النفس حول الطريقة التي يعمل بها العقل البشري.

 

فالعديد من الأشياء التي نعتقد أنه يجب فعلها لمساعدتنا على التركيز تعمل في الواقع بعكس الطريقة التي يعمل بها دماغنا بشكل طبيعي. إذن، ما الذي يمكن أن نتعلمه من علم التركيز لتحقيق إنجاز أكبر، وهل تنجح أي من النصائح العامة بالفعل؟ نستعرض هنا خمسة طرق لتحسين قدرة الشخص على التركيز.

 

اسمح لذهنك بالشرود

 

قد يبدو الأمر منافيا للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز. هناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات. وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها.

 

ويتطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة. ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتما، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود.

 

وإذا كان هذا سيحدث حتما، فلماذا لا نخصص وقتا مناسبا لذلك؟ يفرق بول سيلي، عالم النفس في جامعة هارفارد، بين شرود الذهن المتعمد والعرضي، ويقول إن النوع العرضي فقط هو الذي له تأثير سلبي على المهام التي نريد القيام بها.

 

يقول سيلي: "إذا كانت المهمة سهلة، فإن الشرود الذهني المتعمد لن يؤثر على الأداء على الأرجح، لكن يجب أن يتيح للناس فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط".

 

ويشير هذا إلى أن ترك عقلك يشرد عمدا بين الفينة والأخرى قد يكون مفيدا.

 

ويقول سيلي: "فكر في شيء لا علاقة له بالمهمة التي تريد إنجازها، مثل حل مشكلة أخرى تدور في خلدك، ثم عد إلى مهمتك الأساسية".

 

قليل من المرح

 

غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدما في عملنا.

 

ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، ويتطلب قوة إرادة. وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك. ومن خلال التجارب، وجد أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يحقق الارتياح ولكن ليس مضحكا. وخلصت الدراسة إلى أن الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر "مرحا".

 

ويقول ديفيد تشينغ، باحث في مجال القيادة بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا: "خلق ثقافة من المرح لدى فريقك سيساعد على تعزيز إنتاجية العمل". ويضيف تشينغ الذي قاد البحث: "بالطبع، هذا ليس ترخيصا لمشاهدة مقاطع فيديو عن القطط طوال اليوم، لكن الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيدا، خاصة عندما تشعر بالإرهاق".

 

اجعل الأمر أكثر صعوبة

 

حتى تتمكن من التركيز بشكل صحيح يتعين عليك أن تتخلص من كل أنواع التشويش الخارجي، أليس كذلك؟ في الواقع، ووفقا لإحدى نظريات الانتباه المؤثرة، العكس هو الصحيح.

 

توصلت نيللي لافي، عالمة نفس في كلية لندن الجامعية، إلى ما اطلقت عليه اسم "نظرية التحميل" في عام 1995. وتكمن الفكرة في أن هناك حدا لكمية المعلومات من العالم الخارجي التي يمكن لأدمغتنا معالجتها في أي وقت مرة واحدة، وعند امتلاء جميع "أماكن" المعالجة في الدماغ، فإن نظام الانتباه في الدماغ يتدخل لاتخاذ قرار بشأن ما يركز عليه.

 

وتشير تجارب لافي إلى أنه قد يكون من الأفضل العمل في محيطات ليست مرتبة وصامتة، بل في محيطات فوضوية ومربكة. وتنجح هذه الطريقة لأنه عند إشغال جميع أماكن الإدراك الحسي، يتعين على الدماغ صب كل طاقاته للتركيز على المهمة الأكثر أهمية بعد غربلة مصادر الإلهاء بكل بساطة.