انطلقت اليوم الاثنين في فندق مونوتل دار البركة بالعاصمة نواكشوط أشغال ندوة دولية حول التسويق الإقليمي بمدن المغرب العربي.
وتتخذ الندوة المنظمة من طرف المنظمة الدولية للعمد الفرنكوفونية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي شعار " لنكن فخورين بما نحن عليه " من اجل لفت الاهتمام الى مسألة التسويق في المدن المغاربية وجعلها فضاء للتبادل.
و أكد وزير الداخلية واللامركزية السيد أحمدو ولد عبد الله في كلمة بالمناسبة على أهمية العمل المشترك بين بلدان المغرب العربي الذي يشكل رهانا أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الدول المغاربية، منبها إلى ان التعاون والتكامل بين المدن والحكومات المحلية لهذه البلدان يمثل صلب ذلك العمل المشترك ومدخلا ضروريا بل لازما لتحقيق الاندماج الذي تلعب فيه المستويات المحلية دورا هاما لتقريب الشعوب والبلدان وربط الصلات بينهم.
ونبه إلى الدور الهام والمسؤوليات الجسام التي تضطلع بها منظمات المدن الوطنية والإقليمية وشبكاتها العالمية وهياكل المجتمع المدني على مستوى المغرب العربي خدمة لترقية المدينة المغاربية وتطوير أساليب الحكم المحلي بها لتصبح إطار حياة أمثل يضمن رفاهية شعوب المنطقة .
وقال الوزير ان اختيار" ممارسة التسويق الإقليمي " كموضوع للندوة ينم عن الفهم العميق للمشاركين وتحملهم مسؤولياتهم لتطوير الإقليم معتمدين في ذلك على استغلال المقدرات والطاقات المحلية وترويجها لجذب رؤوس الأموال والاستثمارات الوطنية والأجنبية وجعل الاقليم مسرحا للأنشطة المختلفة.
وأكد على توجهات الحكومة الموريتانية تحت القيادة النيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ممثلة في سلسلة الإصلاحات الهيكلية التي تم القيام بها لتحسين أساليب الحكم المحلي وإحداث نقلة نوعية في تجربة اللامركزية .
وعدد الوزير في هذا الإطار ما تم قطعه من أشواط كبرى في مجال التنمية الحضرية عبر تحسين مستوى عيش السكان واستحداث مدن جديدة في إطار سياسة الاستصلاح الترابي الهادفة إلى محاربة الاختلالات المجالية والتهميش .
و بدورها عبرت السيدة أماتي بنت حمادي رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية عن عرفانها بالجميل للمنظمين لاختيارهم مدينة نواكشوط لاحتضان الندوة، منبهة إلى أن هذا الاختيار يأتي في ضوء ما حققته موريتانيا من نجاحات بتنظيمها لأول مرة للدورة ال 27 للقمة العربية خلال العام الماضي وتحضيرها للقمة الإفريقية المرتقبة خلال يوليو المقبل.
وقالت ان هذه الانجازات تؤكد العناية الفائقة والحرص الشديد لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على استرجاع المكانة الريادية والدور الطلائعي لبلاد شنقيط أرض المنارة والرباط ضمن فضائها العربي والإفريقي ومحيطها المغاربي خصوصا.
وأضافت أن الندوة تأتي لتقوية قدرات الإقليم وجعله أكثر جاذبية من خلال إبراز كنوزه كي يصبح وجهة مثلى وموطنا جذابا للمستثمرين وأصحاب المؤسسات والسياح وغيرهم من الفاعلين الأساسيين في التنمية الترابية مما يضمن له مزيدا من النمو عبر خلق فرص العمل وزيادة الإنتاجية وتحقيق القيمة المضافة .
وأكدت أن مدينة نواكشوط إذ تحتضن هذه الندوة تطفئ شمعتها الستين خلال هذا العام بعد وضع حجرها الأساس في الخامس من مارس 1958وهي بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع منهج تسويقي محكم لإبراز مكامن قوتها وتبيين ما تنفرد به من خصائص تزيد رصيدها وتكسبها قوة جديدة على سلم السباق بين الأقاليم .
وأضافت "إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى انطلاقا من مسؤولياتنا وواجباتنا في إدارة الشأن المحلي باتخاذ القرارات الهامة والعمل صفا واحدا في وجه التحديات الكبرى التي تواجه مدننا المغاربية وتشكل معوقا تنمويا يتجاوز الحدود الوطنية".
و من جهته شكر الأمين العام الاتحاد المغرب العربي السيد الطيب البكوش موريتانيا على حسن التنظيم وكرم الضيافة، مؤكدا على أهمية الندوة ومطالبا البلدان المغاربية بضرورة تكثيف الجهود من اجل تحقيق الاندماج والتكامل بين بلدان المغرب العربي الشقيقة .
وكان سفير الاتحاد الأوروبي السيد جيكومو دورازو، قد القي كلمة أوضح فيها أن تنظيم هذه الندوة يتزامن مع بدء الرحلات السياحية في موريتانيا واستحداث سياسة لامركزية تتجسد بعض معالمها في تنظيم مهرجانات المدن القديمة وإعادة الاعتبار للقضايا المحلية، مشيرا إلى أن ما ستثيره من أفكار قيمة سيسهم دون شك في بلورة حلول ناجعة لقضايا التسويق الإقليمي في المدن المغاربية .
وبدورها أكدت السيدة سيرين ابلوكة رئيسة شبكة النساء المغاربيات الرائدات وسيدات الأعمال على أهمية هذه الندوة لتركيز التعاون بين المدن المغاربية الكبرى وبشكل متسارع نظرا لتشابه المشاكل والتحديات التي تواجهها وذلك في سبيل اعتماد المغرب العربي كسوق كبرى مما سيؤدي حتما إلى تطور اقتصادي ديناميكي لهذه المدن والسعي لتطوير التنمية المحلية وجلب الاستثمارات.
جرت الانطلاقة بحضور وزيرة التجارة والصناعة والسياحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس وعدد من عمد البلديات وبعض ممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالتنمية المحلية.
