العلامة أحمدو ولد البخاري ، شيخ القراء

سبت, 2018-02-10 16:07

العلامة أحمدّو بن البخاري رحمه الله:

هو شيخ القراء العلامة الفقيه أحمدّو بن محمذن بن البخاري بن المعمَّر بن محم الملقب بوسيدي بن الدّنبجه (يحيى) بن عبد الله الحلي التندغي.

 نشأ ابن البخاري رحمة الله عليه، في محيط معرفي خاص يَعتبر السعي في طلب العلم فريضة عينية على كل أبنائه، ولم يكن الطفل نشازا في قومه من هذه العادة فشب على ما دأب عليه ناشئتهم من انكباب على طلب العلم في جميع مظانه ومن كل أبوابه، ورغم أنه لا تتوفر لدينا تفاصيل ذات بال عن مراحل دراسته الأولى في محاظر قومه وعن شيوخه فيها، لكن يمكن الجزم بأنه بعد أن صال وجال في تلك المحاظر ولى وجهه شطر محظرة أبرز شيوخه في العلم علامة زمانه حرمة بن عبد الجليل العلوي (ت. 1243هـ)، و عنه أخذ علوم قراءة القرآن، ويروى أنه لما قدم عليه طالبا السند، قال له حرمة على سبيل الاستغراب لعلك فارغ الشغل، فقال له: "وما معنى ذلك؟"، فقال حرمه: لأن هذا العلم ظل عندي كذا وكذا من الزمن ولم أجد من يسألني عنه قبلك. ويقال أن حرمة هو أول من جاء بسند القراءات إلى أرض الـﯖبله، أخذه في شنقيط عن شيخه القارئ المحدث أحمد بن خليفة العلوي الشنقيطي (ت. 1188هـ).

أما في جانب التصوف فقد أخذ الإمام أحمدو بن البخاري الأوراد القادرية البكائية عن شيخ الشيوخ العلامة الشيخ سيديّ الكبير بن المختار بن الهيبة الإنتشائي الأبييري (ت. 1284هـ)، وكانت تجري بينهما المراسلات والمكاتبات والاستشارات.

تصدر العلامة أحمدو للتعليم والفتيا والقضاء والإرشاد، ومن حضرته تخرج كثير من فطاحلة العلماء والقضاة والشيوخ من أمثال:

 العلامة المصطفى بن أحمد فال (ت. 1285هـ)، والعلامة الكبير الشيخ أحمد بن بدي بن سيدينا (ت. 1322هـ) العلويان، والعلامة القاضي محمذن فال (يحيى) بن أحمدو فال (ت. 1345هـ)، والشيخ بن أشفغ أنحوي التندغيان..

 

 

 عمل ابن البخاري لفترة من الزمن قاضيا في إمارة لبراكنة أيام الأمير سيد اعل الثاني بن أحمدو بن سيد اعل الأول (ت. 1312هـ / 1893م). 

ترك ابن البخاري آثارا هامة، من أبرزها:

- نظم في القراءات

- نظم للجزرية 

- وله أنظام متفرقة في مواضيع مختلفة، منها نظمه في رثاء ابن عمه الشيخ الجليل سيد قومه محمد الدنبجه بن محمذن بن المصطفى بن أشفغ الدنبجه (ت. 1270هـ)، الذي يقول في بعضه:

نَعيتَ لي بالسيد المُطيــــعِ *** مُعَينا أتى على الجميع

قضى "بشرعٍ" نحبه فكانا *** تاريخه لموته عنوانـا

يشير بـ "بشرعٍ" إلى تاريخ وفاته بحساب الحروف وهو 1270هـ.

- هذا بالإضافة إلى بعض الرسائل والفتاوى المتفرقة. 

 

توفي ابن البخاري عام موت المشاهير الموافق لسنة 1277هـ ودفن في مقبرة "انفني" الواقعة على بعد 40 كلم شمال شرق علب آدرس.

 

 مما رثي به قول الشاعر الهادي بن بدي العلوي (ت. 1319هـ) فيه:

 

مــاهُ خالـﯖ يكــــون الْمـوتْ *** ما باﯖِ يكــــــون البارِ

غير اخلاصْ الّ توجع موت *** أحمــدّو ولْ البُخـــارِ

نشهد بيهَ عند الـﯖسّــــــــام *** الَّ زﯖلت ذِ الناس امام

ملجأ للضعــــيف وليتــــــام *** مسند للضعيف الطـار

يتْمَرْمرْ من شوفتْ لحـــرام *** كيف الْمتفرّشْ لِبــــارِ.

 

من صفحة الدكتور عبد الرحمن الرباني