ناصر الحرشي* ... يكتب حول : ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ

أحد, 2018-12-09 06:50

ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﻟﺪﺍﻓﻖ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺃﺩﺑﺎﺋﻨﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ؟
ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺘﺴﺎﺅﻟﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺇﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺣﺘﻤﺎ . ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ، ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻏﺎﻻﻧﺪ ﻭﻧﺸﺮ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ‏( 1804 ‏) ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢ . ﻭﻏﺪﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﻴﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ . ﻭﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻗﺪ ﻻ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ .
ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ، ﺇﺫﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻔﺮﻭﻍ ﻣﻨﻪ . ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﺿﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ . ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼــــﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑـــﻴﺔ ﻣﻬﻤــــﺎ ﺗﻜــــﻦ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻢ ﺃﺧﺮﻯ . ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺳﺘﻘﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ . ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺟﺪﺍ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﺪﺍ، ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ . ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ .
ﻟﺴﻨﺎ ﻧﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﺍﺑﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺪﻯ ﺷﻴﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﺃﻭ ﻋﺸﺮﺓ . ﻓﺘﻠﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻦ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎ . ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻣﺪﻯ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺃﺩﺑﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻏﺪﺍ، ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﺇﺫﺍ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻋﺮﺍﻗﻴﺎ ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﻛﺎﻟﺴﻴﺎﺏ ﻣﺜﻼ، ﻭﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺑﺤﺚ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻓﺤﺘﻤﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺃﻟﻴﻮﺕ ﺃﻭ ﺑﻮﻝ ﺇﻳﻠﻮﺍﺭ، ﻭﺇﻧﻪ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺻﻮﺭﻩ ﻭﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻩ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺃﻭ ﻣﺆﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﻗﻠﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ . ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻛﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻧﻬﺎ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻐﺔ ﻏﻴﺮ ﻟﻐﺘﻪ؟ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻜﺮﺍ ﻭﺗﻮﺍﺻﻼ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺯﻫﺎﺀ ﻣﺌﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻐﺮﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻧﻬﺎ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻓﺬ ﻭﺃﺩﺏ ﻓﺬ ﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﻞ ﻣﻨﻪ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻠﻨﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻟﺜﻼﺙ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻊ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ ﺃﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻌﻘﺪﺓ . ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺷﻌﺮﺍ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻠﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ؟ ﻃﺒﻌﺎ ﻻ . ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻧﺼﻴﺎﻋﺎ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ ‏( ﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺳﺒﻴﺮ ‏) ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻱ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﺪﺭ .
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺘﻬﻢ ‏( ﻛﺎﺭﻝ ﺑﺮﻭﻛﻠﻤﺎﻥ ‏) ﺗﻬﺸﻤﺖ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻄﻔﺄﺓ ﺍﻟﻮﻫﺞ، ﺫﺑﻴﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ . ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﻂ، ﺧﺎﺻﺔ ﺷﻌﺮ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻧﻀﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ، ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ . ﻓﺎﻟﻤﺮﺷﺢ ﻟﻺﻳﺼﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﺃﻱ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻨﺜﺮ . ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ، ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻋﻤﺖ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ، ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﺘﺤﻀﺮ ﻭﺗﺮﺟﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﻣﺌﺘﻲ ﺳﻨﺔ، ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺴﺤﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺭﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﻜﺎﺩ ﻣﻌﻪ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻛﺘﺒﺖ، ﻓﻤﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺗﺸﻴﺨﻮﻑ ﻭﺳﺘﺮﻳﻨﺪﺑﻴﺮﻍ ، ﻭﺑﺮﻳﺨﺖ ﻭﺑﻴﺮﺍﻧﺪﻳﻠﻮ ﻭﺑﺮﻧﺎﺭﺩﺷﻮ ﻭﻟﻮﺭﻛﺎ ﻭﺑﻜﻴﺖ … ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻟﻐﺎﺗﻬﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ . ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻬﻢ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﺣﺪ، ﺃﻭ ﻫﻤﻮﻡ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﻨﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﻴﻮﻥ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻭﺑﺄﻱ ﻟﻐﺔ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻘﻠﻘﻨﺎ ﻭﺗﺬﻫﻠﻨﺎ ﻭﺗﺘﺤﺪﻯ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ ﻭﺫﻫﻨﻨﺎ، ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺎ . ﻓﻬﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺤﺾ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﺗﻴﻜﻴﺮﻭﺳﺎﻭﺍ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻛﺴﺎﺗﻴﺎﺟﻴﺖ ﺭﺍﻱ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺤﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻔﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻳﻬﻤﺎ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ . ﻟﻘﺪ ﺗﺨﻄﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ . ﻭﺑﺮﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﻋﺘﻬﺎ . ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻟﻜﻴﻤﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻛﻤﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺃﺻﻼ، ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻣﻦ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻟﻐﻮﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﻬﺎ :
ﺃﻭﻻ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻬﺎ ﺷﻘﺎﻥ، ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻟﺼﻴﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺿﻤﻨﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻭﻣﺆﺛﺮﺍ ﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻧﻀﻴﻒ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺯﻣﺎﻧﻬﺎ . ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻳﺠﺪ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﻟﻤﺪﻯ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻢ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﺠﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻔﺰﺗﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻟﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺇﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺘﻌﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ . ﺇﻥ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻧﻘﻴﺲ ﺟﺪﺍﺭﺗﻪ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﻏﺰﺍﺭﺓ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻩ ﻭﻛﻮﻧﻴﺘﻪ . ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﻮﺳﻴﻌﺎ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻏﻨﺎﺀ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ . ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺮﻭﺍﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ . ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺟﺒﺮﺍ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺟﺒﺮﺍ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﺻﺮﻑ . ﻭﻳﻘﻒ ﻧﺎﻗﺪ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻦ ﺃﺩﻭﺍﺭﺩ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺼﻌﺐ ﺣﺼﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﺩﻭﻣﺎ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﺑﻠﻐﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺷﻌﺮﺍ ﻭﻧﻘﺪﺍ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ، ﺇﺿـــﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳـــﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﻫﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﺟﻤﻪ؟ ﻛﻢ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎ ﺃﻭ ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺃﺛﺮ ﺃﺩﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺇﺑﺪﺍﻋﻲ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﺇﻻ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎ . ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻧﺪﺍ ﻟﻨﺪ ﺑﻴﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟ ﻻﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺣﺬﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺮﻓﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺸﻘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‏( ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ‏) ﺗﺘﻴﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺘﻴﺤﻪ ﻟﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﺴﻔﺴﻂ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻠﻞ، ﺇﻧﻪ ﻣﺸﺒﻊ ﺑﻜﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﻻ ﻳﺜﻴﺮﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻖ . ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻐﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﺪ . ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻴﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺠﺎﺑﻬﻮﻥ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﺑﺮﺍﻋﺔ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ . ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻓﻨﻲ ﺟﺎﺩ . ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻧﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻦ ﻳﺤﺘﻀﺮ، ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻦ ﻳﺘﻮﺛﺐ ﺣﻴﻮﻳﺔ . ﺇﻧﻪ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﻮ ﻓﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻮﻫﻢ . ﺇﻧﻪ ﻓﻦ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﻩ، ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ﻭﺷﻴﻄﺎﻧﻪ . ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﺪﻋﺖ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺳﺘﺒﺘﺪﻉ ﻻ ﻣﻨﺪﻭﺣﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻔﺔ ﻷﺩﺏ ﺃﻣﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﺇﻻ ﺳﻘﻄﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﺼﻬﻴﻦ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻮﺭﺝ ﻃﺮﺍﺑﻴﺸﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ . ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻷﻱ ﺃﻣﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺒﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﻫﻦ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﻓﺬﺍﺫ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﻭﺗﺮﺍﺛﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﺒﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﻧﺸﻮﺍﺕ ﻭﻫﻤﻮﻣﺎ، ﻭﻟﻮﻋﺎﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ . ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ . ﻣﻦ ﺳﻨﺪﺑﺎﺩ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺎﻣﻠﺖ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺭﺍﺳﻜﻮﻟﻨﻴﻜﻮﻑ ﺩﻭﺳﺘﻮﻳﻔﺴﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺭﺑﺎ ﻛﺎﺯﺍﻧﺘﺰﺍﻛﻴﺲ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻣﻬﺪﻱ ﺟﻮﺍﺩ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻟﺤﻴﺪﺭ ﺣﻴﺪﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ‏« ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ‏» ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻭﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﻠﻘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﺪﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ . ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ .
٭ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻐﺮﺑﻲ