فى إطار الدورة التاسعة لمهرجان "لقاءات أدبية " ، بشراكة مع جمعية "ترافيرسي موريتانيد " ، نظم المركز الثقافي المغربي بانواكشوط محاضرة تحت عنوان : الشباب و الأدب " ، ألقاها المفكر المغربي طاهر بن جلون ، الحاصل على جائزة كونكور فى عام 1987 ، و هو عضو فى الأكاديمية التى تحمل نفس الإسم و ترجمت له العشرات من مؤلفاته إلى عدة لغات ، مما يجعله من مؤلفاته بالفرنسية الأكثر ترجمة فى العالم . و تميزت المحاضرة بكلمة ترحيبية لمدير المركز الثقافي المغربي ، السيد سعيد الجوهري شكر من خلالها الجمعية على جهودها المتواصة من أجل الإشعاع الثقافي و إشراكها المركز الثقافي المغربي بانواكشوط و الجمعية الفرانكفونية ضمن مبادراته البناءة .
و قد تم عرض نصوص شعرية مختارة ، باللغتين العربية و الفرنسية ، تعالج حقوق الطفل و ظروف معيشته ، و الطفولة و أحلامها ،و تعالج الهجرة السرية للأفارقة ، و هي هجرة محفوفة بالمخاطر طبعا .
المحاضر الطاهر بن جلون ، تقدم بالشكر فى مستهل محاضرته للمركز الثقافي المغربي بانواكشوط ، على استضافته فى دعوة كريمة ، لإلقاء هذه المحاضرة ، متحدثا عن الصورة النمطية لدى الغرب عن الإسلام ، و كيف ساهم بعضنا فى إلصاقها بالدين الحنيف ، و إدمان الشباب على مشاهدة فيديوهات الرعب التى تبثها جماعات متطرفة بمعدل يصل أحيانا 1000 فيديو لليوم ، و عن مصير الشباب الذين لا يحظون فى دولهم بالاهتمام و الاحتضان اللازمين ، فيندفعون عن جهل نحو التطرف .
المحاضر أبرز أن على الشباب الإقبال على القراءة بوصفها حماية من السقوط فى الحضيض و حماية من العنف و التطرف ، و دعا إلى تحفيز الشباب على القراءة و إدخال الكتاب إلى البيوت و اقتنائها ، و إصلاح المنظومات التربوية و الثقافية ، و تمكين الجهات المسؤولة عنها من الوسائل الضرورية لها للقيام بدورها كاملا ، ولفت انتباه الحضور إلى أن هنالك تحفا من الكتب التى تأخذ شهرتها من عالميتها ، و شهرة مؤلفيها بغض النظر عن جنسياتهم ، ينبغى توجيه الأطفال إلى قراءتها ، لأنها قد تسافر بهم إلى حضارات أخرى يستفيدون منها ، فابن خلدون ، وموزارت و باستير و غيرهم ، كلهم خدموا البشرية من خلال ما قدموا لها ، مما ينبغي الاطلاع عليه و الاستفادة منه ، و نبه المفكر و الكاتب المغربي الطاهر بن جلون إلى أنه عند ما نهمل الثقافة فى حياتنا ، و لا نشجع الذكاء و الإبداع نفقد قيمة الثقافة ، داعيا إلى ضرورة أن تكون لدينا إرادة للاسهام فى الرصيد الثقافي العالمي ، خاصة فى عالمنا العربي الذى يعيش أزمة ثقافية ، بمنأى عن المعاصرة التى تفرض أن يبسط القانون و يبقى مرجعا ، يفتح الباب أمام تمدرس الجميع ، لأن حظر التمدرس على البنات مثلا ، قد يساعد على هدم أمة بكاملها ، و هكذا يرى المحاضر أنه لا يمكن الإصغاء لأي دعوة من هذا القبيل مهما كان مصدرها .
و ختم المحاضر بالتنبيه إلى أن أطفالنا يستحقون أن يحظوا بتربية تعليمية مناسبة تحصنهم من مطبات الانحراف ، و تمنى بالمناسبة لموريتانيا - التى قال إنه لا يعرف عنها الكثير - مزيدا من التقدم و تنظيم مثل هذه الأنشطة الثقافية و أن تضم مستقبلا السينما و المسرح و أن تساعد المبدعين الموريتانيين على الظهور أكثر .
و قد أشفعت المحاضرة بتقديم أسئلة حول الموضوع إلى المحاضر ، و هي أسئلة لقيت الرد الشافى .
و قد قدم السيد سعيد الجوهري ،مدير المركز الثقافي المغربي بانواكشوط للكاتب الكبير الطاهر بن جلون هدية رمزية تمثلت فى لوحتين تشكيليتين إداهما للفنانة التشكيلية المغربية امل درية و الثانية للفنان التشكيلي السنغالى منصور كيبي .
و قد دعي الحضور إلى حفل شاي ببهو المركز .
