الوزارات بين الوصل و الفصل /محمد عمر أباه الشيخ سيدي

ثلاثاء, 2019-08-13 08:16

جميل أن يتم الفصل بين القطاعات الوزارية على بصيرة من الأمر كما الحال في حالة الوصل بينها،
و الأجمل من ذلك أن تتخذ كل حالة من الوضعيتين بهدف التطوير و الإصلاح لا بغرض الديكور و التمييع،
تاريخ الفصل بين وزارات التعليم ،تاريخ يشوبه الكثير من الغموض و عدم وضوح الرؤية ،ففي آخر مرة خلال العام 2014 العام الذي تلته سنة التعليم حدث الفصل بين وزارة التعليم الثانوي و بين وزارة التعليم الأساسي لكن الإدارت المركزية الأهم ظلت مشتركة و هي : ( المصادر البشرية - التقويم و الامتحانات - التخطيط و البرمجة و الاستراتيجيات)،و على المستوى الجهوي بقيت المديريات الجهوية للتهذيب تسير التعليمين الأساسي والثانوي معا،
يضاف إلى ذلك أن وزير التعليم الأساسي من خارج القطاع بينما الأمناء العامون لوزارة التعليم الأساسي حينها كانوا أساتذة أو رجال أعلام( محسوبون على الصحافة)
و من هنا يمكننا القول إن الفصل كان مجرد فصل صوري،حيث لم يكن للوزارة من التعليم الأساسي إلا الاسم،
مع ذلك لم يطل الفصل المنقوص إذ ما لبث أن استحوث الثانوي على الأساسي كعادته.

اليوم ومع فجر تلإصلاح و الوفاء بالتعهدات،تم فصل التعليم الأساسي عن الثانوي والمهني ليربط بإصلاح التهذيب في إشارة صريحة واضحة من صناع القرار و راسمي السياسات التعليمية للبلد بأن إصلاح المنظومة التربوية تبدأ حتما بالتعليم الأساسي،
هي إشارة أو اعلان ضمني بأن أهل التعليم الأساسي هم على الأقل في هذه المرحلة المكلفون بالإصلاح فهل هم جاهزون؟؟
،لكي نثبت جاهزيتنا أعتقد أنه يتوجب علينا نحن أهل التعليم الأساسي ألا نقبل باللدغ مرتين في جحر واحد،
علينا أن نشترك و نشرك في:
1- وضع هيكلة قطاع نحن أهله و أحق به،
2-رسم خطة الإصلاح،
3- ترجمة تلك الخطة الى استراتجيات ناجعة،
4- تنزيل الاستراتيجيات إلى مهام قابلة للتحقق ،
5- الإشراف الفعلي في كافة مستويات التنفيذ و مراحله

إن الأمر في تصوري بالغ السهولة إذا ما أسند لأهل الإختصاص والخبرة و التجربة.
فهل يعي صانع القرار ذلك ؟
هل بإمكانه تجاوز متاريس اللوبيات في أنقاض قطاع فصلت أوصاله؟
إن نهج فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني المتمثل في البحث عن أصحاب الكفاءات يجب أن يطبق في كل قطاع و إلا فان حكومة التكنوقراط ستظل منقوصة المردودية.