خطاب المرحلة /المصطفى ولد أحمد معاوية

خميس, 2020-03-26 22:19

بمقاربة متعددة الأبعاد هدفها المنشود التعامل بما يقتضيه الظرف الحرج الذى تعيشه موريتانيا جزءا من المعمورة بفعل ظهور وباء كورونا مجتاحا العالم و مخلفا الضحية تلو الأخرى ؛ وجّه رئيس الجمهورية ، السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى إلى الشعب خطابا قيّما أعلن خلاله عن إنشاء صندوق خاص للتضامن الاجتماعي ومكافحة فيروس كورونا، بهدف تعبئة كافة الموارد المتاحة وتوجيهها نحو الأنشطة ذات الصلة بانعكاسات الوضعية الحالية على المواطنين خصوصا الطبقات الهشة وذوي الدخل المحدود ؛ وهو خطاب أعاد إلى المواطنين الاطمئنان إلى أن الدولة بكل مقدراتها المادية و البشرية تؤازرهم و تسخّر إمكانتها ،ضمانا لصحتهم و سبيلا لتوفير العيش الكريم لكل هاؤلاء أينما كانوا .
الخطاب تضمن - من بين ما تضمن - تثمين كل الإسهامات فى معركة مكافحة الوباء و فى الحيلولة دون تفشيه فى بلادنا ؛ و هو فى جوهره و مضامينه خطاب المرحلة بحق إذ يلمس فيه المواطن -دون كبير عناء - مفردات جديدة عليه، لعل من أبرزها مفردات تحمّل الدولة نفقات بعض الخدمات الضرورية و إلغاء الضرائب و الرسوم عن المواد الغذائية الأولية التى تشكل الاستهلاك اليومي و عن الأنشطة التى اتضح أن من يمارسونها فى أمس الحاجة للتخفيف عنهم من وطأة الظرف .
منذ أكثر من أربعة عقود و ربما أكثر ، لم نسمع عن مثل هذه الإجراءات الموفقة التى أملتها -أحيانا- ظروف خاصة مرت بها مناطق عديدة من البلاد ؛ و سيسجل التاريخ أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى أخذ زمام المبادرة بمثل هذه الإجراءات فى الوقت المناسب استجابة لتطلعات المواطنين و نزولا عند رغباتهم .
تنفيذ هذه الحزمة من الإجراءات - التى ستنعكس إيجابيا على حياة المواطنين العاديين - لن يؤثر على تعهدات رئيس الجمهورية بل إنه سيتم تسريع وتيرة تنفيذها خدمة للمواطنين وفق خطاب رئيس الجمهورية .
رئيس الجمهورية قدّر جسامة الخطر المحدق، وما يستحقه الحفاظ على صحة مواطنينا من تضحيات، و جدد الدعوة للجميع، للامتثال للإجراءات الوقائية وللبقاء في المنازل قدْر المستطاع، و للتحلى بأعلى درجات الحيطة واليقظة.
ولقد كان لافتا مستوى الارتياح الذى لقيه الخطاب المحمّل بإجراءات ملموسة كان الكل فى انتظارها خاصة و أنها أخذت فى الحسبان فاقة الفئات التى تضررت بالدرجة الأولى من تأثيرات هذا الوباء.
و يبقى علينا كمواطنين أن نسهم إسهاما ملموسا فى هذا الصندوق كل من موقعه و حسب مستواه و نأخذ بالحيطة وقاية من وباء كورونا بما يتطلبه الأمر من اتباع إرشادات و نصائح المتخصصين .