اندبندنت عربية : ليس من المألوف أن يخلط رئيس مترشح بين واجبات الرئاسة و استحقاقات الحملة

خميس, 2020-10-22 08:54

ليس في تاريخ أميركا معركة انتخابات رئاسية كالمعركة الحالية بين رئيس يريد ولاية ثانية، ونائب رئيس سابق يرى أمامه فرصة أخيرة ليصبح رئيساً. والسبب ليس انحدار المستوى في التخاطب، بل الخطر على الديمقراطية الأميركية والخوف من حرب أهلية بعد قرن ونصف القرن على الحرب الأهلية التي أنهت الانفصال بين الشمال والجنوب بقيادة أبراهام لينكولن. فكل رئيس لا يفوز بولاية ثانية يشعر بالإهانة.

وكل رئيس يفوز بولاية ثانية ثم لا يكملها يجد نفسه في ورطة، وهناك 14 فحسب من 44 رئيساً، أكملوا الولاية الثانية، حسب جنيفر بوبلان الأستاذة في كلية برنارد، وليس كثيراً عدد نواب الرئيس الذين ترشحوا وفازوا بالرئاسة.

دونالد ترمب الذي جاء من خارج "الاستبلشمنت" يخوض المعركة بأسلوب غير تقليدي، ويصر على أنه لن يخسر إلا إذا جرى تزوير الانتخابات، ويرفض سلفاً التسليم بالنتائج.

وجو بايدن ابن "الاستبلشمنت" في الكونغرس ونيابة الرئاسة يلعب بالأسلوب التقليدي، ويعلن قبول النتائج. حملة ترمب تصف بايدن الكاثوليكي بأنه "شيوعي يؤذي الله والكتاب المقدس". وحملة بايدن الذي يصف نفسه بأنه "وسطي"، ويصفه مستشاره بأنه "تطوري ثوري في تحقيق رؤيته"، ترى أن ترمب "خطر وجودي على أميركا".

وليس من المألوف أن يعلن رئيس قبول الترشح من البيت الأبيض، ثم يخلط بين واجبات الرئاسة واستحقاقات الحملة الانتخابية. ولا أن يعترف بأنه أراد اغتيال الرئيس بشار الأسد، لكن وزير دفاعه السابق الجنرال جيم ماتيس رفض، فصار في نظره "جنرالاً سيئاً"، وهو من أهم جنرالات المارينز. ولا أن يعلن وزير للخارجية، كما يفعل مايك بومبيو، تأييده للرئيس في الانتخابات، لأن من "التقاليد أن يكون وزراء الخارجية خارج الانتخابات"، كما يقول الدبلوماسيان السابقان نيكولاس بيرنز، وويليام بيرنز. ولا بالطبع أن تبدو المناظرة بين المرشحين كأنها مصارعة ثيران، لكن ذلك وسواه ظواهر تمر، أما الخوف الأكبر، فإنه من مجموعة أمور توحي بأن أميركا مقبلة على مأزق لها وللعالم.