محيِّرٌ جدا و غير قابل للفهم رفضُ الحِوَار بحجة أن من كُلِّفوا به لا ينتمون لفئة الشباب/ بقلم: ذ. يحيى ولد سيد المصطف

تتبعت بإمعان المقابلة التي أجريت مع النائب محمد الأمين سيد مولود الذي هو مثقف ومستنير كما قرأت مقالا مطولا
لموقع الفكر كتبه أبو محمد الذي هو صحفي وعلي مستوي عالٍ من الفكر والثقافة كما قرأت تعليقات و
تدوينات أخرَ – مقال الأستاذ أبو محمد ومقابلة النائب والتعليقات. والتدوينات كلها تتناغم في اتجاه محدد هو إما رفض الحوار لاستباق الحكم عليه لأنه لايشكل أولويةولا يعالج أزمة وإما لأن من
أسند إليه تنسيق الحوار
لا ينتمي لجيل الشباب
وهذا ما استرعي انتباهي
واستعصي عليَّ فهمُه ولا
أظنني وحيدا ممن احتار
واستراب من هذا الرفض
فقد ينتقد شبابنا أو بعض
منهم عدم إشراك الشباب
أوًتدني نسبة تمثيله أوعدم
قبول ما يطرحه الشباب من
أفكار لحاضر الشباب ومستقبله والآليات الكفيلة
باستقطابه في الوظائف أما
أن يكون في دولة تبنّت نظُمَ
الديموقراطية ورضي شعبها
أو نخبه الفاعلة أن يكون انتخاب الرئيس والنواب
والجهات والبلديات – أن
يكون بالاقتراع ومع ذلك
ينفرُ نفرٌ من طليعتها النخبوية
من قيادة الكهول أوالشيوخ
فماذا لو ترشح لنا في انتخابات
قادمة تسعة مرشحين للرئاسة وكان ثمانية منهم
في طور الشباب والعاشر
قد بلغ 74 سنة وعشرة
أشهر وهو ما يجعل مابينه
مع سقف المنع من الترشح
سوي شهرين فقط لكن
الناخبين منحوه الثقة بنسبة
خمسة وخمسين في المائة
أيحق آنئذ في هذا الافتراض
للشباب أن يقولوا لا نحن
نعترض علي قيادة الشيوخ ؟
وما ذا سيجيب به المجلس
الدستوري ثم ما ذا ستجيب
به الأخلاق والعرف والعادة
وليس مقنعا أن يجيب
منتقدوا تَصَدُّرِ الشيوخ
لأي مشهد سياسي – ليس
مقنعا-أن يقولوا هذا مجال
القانون ونحن نتكلم في
السياسة أليست السياسة
إذا لم تضبطها قوانين آمرة
أليست فوضي عارمة ضرها
أكثر من نفعها ؟ دعونا الآن
ننتهي إلي ما يلي:
أولا : لست أدري ماذا يريده
الشباب من رئيسنا فخامة
رئيس الجمهورية الذي لم
يلجِ السلطة عن طريق انقلاب
بل وصل إليها عن طريق
انتخاب ثم لمَّا انتهت مأموريته الأولي أعيد انتخابه
للمرة الثانية وقد ترشح
معه منافسون من فئة
الشباب لكنَّ الشعب قد
اختاره هو بأغلبية مطلقة
وكان في مأموريتيه الأولي
والثانية يولي الشباب
أكثر اهتمامه قولا وعملا
فالوزراء الأِوَّلُ الثلاثة
الذين تعاقبوا علي الحكم
كانوا من فئة الشباب كما
أن أغلب أعضاء الحكومة
هم شباب وللعناية الفائقة
بالشباب أنشأ وزارة خاصة
لتمكين الشباب وتشغيله
فما الذي يراد منه ويُنتقد
من أجله في هذا المجال ؟؟
أيريدون منه أن يقرر أن كل
مواطن تجاوز عتبة الشباب
-التي لا ندري حدها لديهم-
أن يكون نسيا منسيا لا رأيَ
له ولا نشاط وهنا ربما كان
من الأنسب أن يقترحوا علي
الدولة إنشاء ملاجئ لمن
يري الشبابُ أنهم تجاوزوا
عتبته
ثانيا : وللتذكير بأحداث سياسية ليست بعيدة حتي
ننساها،فبعد الحوار الذي
نظمته الحكومة الانتقالية
2006 أجريتْ انتخابات
رئاسية شفافة ولم يُعترض
علي نزاهتها وقد ترشح فيها
شباب ومن هم فوق ذلك
( كهول) ولكن المواطن قد
أعطي أكثر أصواته للكبار
إذ فاز فيها المرحوم سيد
ول الشيخ عبد الله بأغلبية
مطلقة فهل نعيبُ الأمرّ علي
الشعب وننتقد تدني وعيه ؟
ثالثا: إن مقاطعة أي حوار
( أوتغميس الأصابع فيه)
– حوار عام ويسعي إلي
غاياتٍ وأهداف وطنية ليس
من ا لمجدي ولا المفيد لا
بالنسبة للشعب ولا بالنسبة
للشباب أصحاب النزعة
اليسارية
رابعا : أن الشيخ هو من
ضعف جسمه وخارت
عزيمته وإرادته ولهذا
قيل قديما
زعمتني شيخا ولستُ بشيخٍ
إنما الشيخُ من يدُبُّ دَبيبا

يحيي سيد المصطف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى