تدخلات “التآزر” استثمار في الإنسان وتجسيد للعدالة الاجتماعية بقلم: المصطفى ولد أحمد معاوية

لسنا نبالغ إذا قلنا إن تدخلات “التآزر” في نواكشوط و ولاياتنا الداخلية أصبحت مثالًا ملموسًا على كيفية تحويل السياسات الاجتماعية من شعارات إلى ممارسات فعلية، تتجلى في مدرسة مشيدة، أو سد مُستصلح، أو مبلغ نقدي يُسند أسرة فقيرة في وقت الشدة، أو إنارة تُبدد ظلام قرية نائية.

ولعله من المهم هنا التأكيد أن ما يجمع بين كل هذه الأنشطة أنها لا تُنفذ بطريقة تقليدية ، بل يتم إطلاقها بحضور المواطنين، و الاستماع إلى آرائهم واحتياجاتهم، في تجسيد عملي لمبدأ تقريب الإدارة من المواطن، كما أراده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وجعل منه محورًا لسياساته الاجتماعية،إرساءً لمنطق الإنصاف الاجتماعي السليم.

ويأتي برنامج “تعمير – مدن تآزر” الهادف إلى محاربة التقري العشوائي، وتشجيع التجمعات السكنية القروية، وفق رؤية عمرانية وتنموية متكاملة، تضمن توفير كافة الخدمات العمومية الأساسية كالتعليم، والصحة، والمياه، والكهرباء، وغيرها من البنى الضرورية

وهكذا تتوالى التدخلات التنموية ذات الطابع الاجتماعي التي تطلقها المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر”، في مختلف ولايات الداخل، لتبرهن على نجاعة المقاربة المعتمدة في تقريب الخدمات من المواطن، خاصة في الفضاءات القروية والهشة التي ظلت لعقود خارج نطاق اهتمام التنمية الوطنية.

وفي هذا الإطار، فقد جاءت زيارات معالي المندوب العام السيد الشيخ ولد بد لولايات الداخل، حاملة في طياتها سلسلة من التدشينات والمشاريع والأنشطة الاجتماعية، التي لم تقتصر على الاستجابة للحاجيات الآنية، بل رسّخت نهجًا متكاملًا للتنمية المستدامة، يقوم على تعزيز البنى التحتية، والتمكين الاقتصادي، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية.

،وعلى اعتبار التعليم الركيزة الأولى لأي تحول تنموي و دعما للمدرسة الجمهورية و استثمار في العنصر البشري،تعمل التآزر على تهيئة فضاءات تعليمية جاذبة، تحفظ كرامة التلميذ والمدرّس معًا، وتعيد للمدرسة العمومية دورها في خلق جيل واعٍ ومؤهل، وهذا ما أكده المندوب العام خلال إشرافه اليوم على تدشين سكن داخلي بثانوية مال أن التآزر “ستواكب تعليم أبناء الأسر الهشة حتى بلوغهم مراحل التعليم العالي،مع منح الأولوية للمصنفين في سجلها الاجتماعي وللمتفوقين من أبناء هذه الفئات”انتهى الاستشهاد.

مقاربة التواصل والتشاور وجها لوجه مع السكان والفاعلين المحليين، هي نهج جديد تقوم عليه تدخلات التآزر بل هو رسالة قوية تقصى التهميش، مجسدة نجاعة البرامج الاجتماعية المتعددة التي تشكل أذرع المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر”وفق برنامج طموحى للوطن ، لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حيث مشاريع البرنامج الاستعجالي،المرتكز على الدعم المباشر والمقاربة الإنسانية للأوساط الهشة.

هي إذاً مقاربة تضامن اجتماعي في المواسم الحرجة من السنة، حيث درجات الحرارة وزيادة المصاريف،فتنتشر فرق التآزر موزعة  مساعدات نقدية مباشرة لصالح الأسر الأكثر هشاشة، ضمن مكونة خاصة من برنامج دعم الفئات الهشة.

هذه المقاربة، التي تمزج بين الاستهداف الدقيق  لجيوب الفقر، و  اعتماد التحويلات النقدية المباشرة، تؤكد أن التآزر لا تكتفي بتشخيص الفقر، بل تعمل ميدانيًا على التخفيف من آثاره بصورة عاجلة وفعالة.

و ضمن استراتيجيات التآزر لدعم صمود السكان ،وفي قلب رهان الأمن الغذائي، تُراهن أيضًا على تطوير الموارد الطبيعية والاستصلاح الزراعي ضمانا للاكتفاء المحلي ولتحقيق صمود المجتمعات أمام فترات الشح. فسد سيبيكو مثلا  الذي يتسع ل 50 هكتارًا زراعيًا، ليس مجرد منشأة مائية، بل خطوة استراتيجية نحو تثبيت السكان وتحفيز الإنتاج المحلي.

كما أن تدشين محطة الطاقة الشمسية ومنظومة الإنارة الكهربائية فى بلدة أجار على سبيل المثال، تشكل  لحظة تحول نوعي في حياة السكان، الذين عبروا عن امتنانهم لهذا الإنجاز الذي سيفتح آفاقًا جديدة أمام الأنشطة الاقتصادية، ويحسّن من جودة الحياة الريفية بشكل ملموس.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى