بولحراث: 53  قرية تتجمع على أمل ميلاد جديد/ قصة خبرية بقلم: المصطفى ولد أحمد معاوية

لم تكن مليكة، المزارعة البسيطة من إحدى القرى النائية بمقاطعة باركيول بولاية لعصابة، تتخيل أن حياتها ستتغير بهذه السرعة. فقد اعتادت لسنوات طويلة أن تعتمد  في حياتهاعلى الزراعة  المطرية، وأن تقطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء، بينما كان ليلها ظلام دامس، إلا من مصابيح يدوية تعمل بالطاقة الشمسية، فالكهرباء والمياه الجارية والمدارس الحديثة كانت بالنسبة لها و لأطفالها مجرد أحلام بعيدة.

لكن هذه الأحلام بدأت تتحقق مع إطلاق المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر” لمشروع تجميع 53 قرية في بلدية بولحراث، في إطار برنامج “تعمير – مدن التآزر”، وهو برنامج طموح يهدف إلى تمكين السكان  من النفاذ إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية  الحديثة، وضمان حياة كريمة، تجسيدًا عمليًا لبرنامج  فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني  “طموحي للوطن”، الذي يضع العدالة الاجتماعية وتحسين حياة المواطنين في صميم أولوياته.

اليوم، تتطلع مليكة ومعها مئات الأسر إلى خدمات ستغير مجرى حياتهم نحو الأفضل:

  • مياه شرب نقية تصل مباشرة إلى البيوت.
  • كهرباء تضيء المنازل وتفتح آفاقًا جديدة للتعليم والعمل.
  • مدارس مكتملة تضمن لأطفالهم تعليما قريبا من بيوتهم.
  • نقاط صحية توفر العلاج في محيطهم.
  • سدود زراعية تعزز الأمن المائي وتدعم النشاط الزراعي.

هذه التحولات ليست مجرد مشاريع بنى تحتية، بل نقلة اجتماعية كبرى تنقل القرى ال 53 التي استفادت من التجميع  من العزلة والتهميش إلى فضاء حضري متكامل. فالتجمع القروي في بولحراث لا يجمع الناس في مكان واحد فحسب، بل يجمع أحلامهم المشتركة في حياة أكثر كرامة.

تقول مليكة بملامح يغمرها الأمل: “أنتظر اليوم الذي أرى فيه أطفالي يذهبون إلى مدرسة حديثة قريبة، وأفتحُ صنبور الماء لينساب الماء رقراقا زُلالا، دون عناء. حياتُنا كلها ستتغير نحو الأحسن، وسنشعر أننا جزء من المدينة بعد أن كنا بعيدين عنها.”

 

وبينما تتواصل أشغال البناء والتشييد، يعيش سكان بولحراث حالة من الترقب الممزوج بالثقة، معتبرين أن ما أنجزته المندوبية العامة “التآزر”  يمثل خطوة تاريخية تضع المنطقة على سكة تنموية جديدة، وتجعل من “تعمير – مدن التآزر” برنامجا يلبي احتياجات هذه القرى التي تم تجميعها  في بولحراث ،تنفيذا للرؤية الشاملة  لرئيس الجمهورية من أجل وطن أكثر عدالة وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى