استشهاد القائد البارز لحماس يحيى السنوار وتأثيره على الحركة.

رغم أن اغتيال القائد البارز لحماس في قطاع غزة، يحيى السنوار يشكل ضربة قوية لحركة حماس، إلا أن الحركة تتمتع بعدة نقاط قوة تمكنها من الاستمرار في مواجهة إسرائيل:
القيادة الجماعية،
التطور العسكري،
التأييد الشعبي،
والعلاقات الإقليمية
كلها عوامل تساهم في تعزيز موقفها، قد تحقق سياسة الاغتيالات الإسرائيلية مكاسب قصيرة الأمد، ولكنها لم تثبت فعاليتها في إنهاء حماس أو تقليل تأثيرها على المدى الطويل، ذلك أن الحركة ستستمر في التكيف والبقاء كجزء أساسي من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وإذا ما تناولنا الحدث فى سياقه الخاص، ، بصفته يمثل ضربة قوية لحماس، باعتبار مكانة يحيى السنوار العسكرية والسياسية داخل التنظيم. فقد كان له دور محوري في بناء القدرات العسكرية لحماس وتعزيز مكانتها في غزة، وكان يُعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في رسم استراتيجيات الحركة خلال العقد الماضي.
نقاط قوة حماس أبرزها القيادة التنظيمية اللامركزية فرغم أهمية السنوار، فإن حماس تعتمد على هيكل تنظيمي لا يركز السلطة في يد شخص واحد.فالحركة قائمة على مبدأ القيادة الجماعية، ما يمنحها مرونة في التعامل مع فقدان القادة الرئيسيين. كلما تم اغتيال قائد، تستعيد الحركة توازنها بسرعة عبر شبكة قيادية داخلية قادرة على ملء الفراغ.
و كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، تطورت على مدى السنوات لتصبح من أكثر القوى العسكرية غير النظامية قوة في المنطقة، و تمتلك الحركة منظومة صاروخية متطورة، وأنفاقًا تحت الأرض، وتقنيات حديثة في المجال العسكري تجعلها قادرة على مواصلة المقاومة حتى في ظل الضربات الإسرائيلية. هذا التطور العسكري يعتمد على تنظيم مستمر، وليس مرتبطًا بشخصية واحدة.
و تتمتع حماس بتأييد شعبي واسع في غزة وبعض الأوساط الفلسطينية. كل عملية اغتيال لقائد بارز يعزز شعور المقاومة لدى الجمهور ويدعم موقف الحركة باعتبارها حامية للمقاومة ضد إسرائيل. هذا التأييد الشعبي يعتبر أحد أهم مقومات بقاء الحركة واستمراريتها، حيث يقدم لها حاضنة جماهيرية تمدها بالموارد والدعم المعنوي.
و لدى حماس علاقات قوية مع جهات إقليمية مثل إيران وحزب الله، وهو ما يمنحها دعمًا لوجستيًا وماليًا وعسكريًا. هذا الدعم يعزز من قدرة الحركة على تجاوز الأزمات، بما في ذلك اغتيال قادتها، ويجعلها قادرة على إعادة بناء قوتها في فترات قصيرة.
اغتيال قادة حماس هو جزء من سياسة إسرائيل القائمة منذ عقود والتي تهدف إلى إضعاف الحركة عن طريق استهداف رموزها. على المستوى التكتيكي، تحقق هذه الاغتيالات نجاحًا في إرباك الحركة وتعطيل بعض عملياتها مؤقتًا. ومع ذلك، على المستوى الاستراتيجي، لم تؤدِ سياسة الاغتيالات إلى إضعاف الحركة بشكل جذري. بل على العكس، أظهرت حماس قدرة على التكيف واستمرار العمل بعد اغتيال قادتها مثل أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي.
و تعتمد إسرائيل بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك شبكات العملاء المحليين والتكنولوجيا المتقدمة، لتنفيذ عمليات الاغتيال. تستلزم هذه العمليات جمع معلومات دقيقة حول تحركات قادة حماس، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الاختراق الاستخباراتي. ومع ذلك، حماس أظهرت مرونة في التعامل مع هذه التهديدات، عبر تعزيز أمنها الداخلي ومحاولة الحد من تسرب المعلومات الحساسة.
التحديات المستقبلية لحركة حماس بعد اغتيال يحيى السنوار:
تواجه حماس تحديات متعددة، منها:
إعادة الهيكلة العسكرية: على المدى القريب، قد تحتاج حماس إلى إعادة تنظيم عملياتها العسكرية في ضوء فقدان قائد بارز. لكنها قادرة على التأقلم، بفضل بنيتها العسكرية المرنة.
الحفاظ على الوحدة الداخلية: من المحتمل أن تواجه الحركة بعض التوترات الداخلية، ولكن تجاربها السابقة تشير إلى قدرتها على تجاوز هذه التحديات بشكل فعال.
التعامل مع الضغوط الإسرائيلية المتزايدة: اغتيال السنوار قد يكون بداية لسلسلة من الضغوط العسكرية المكثفة من قبل إسرائيل، بسببها ستحتاج حماس إلى تعزيز دفاعاتها والتخطيط لمستقبل المواجهة مع إسرائيل.