فى ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني تؤدي لمصرع ثلاثة مستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين

ثلاثاء, 2022-11-15 23:37

في اليوم الذي حلفت فيه حكومة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية واحتفال الفلسطينيين بعيد الاستقلال، ردت المقاومة الفلسطينية أمس بعملية أشد من عملية قتل الشابة فلّة مسالمة.
فقد أقدم مقاوم فلسطيني على قتل ثلاثة مستوطنين طعنا بالسكين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، قبل إطلاق النار عليه واستشهاده قرب مستوطنة أرئيل في منطقة سلفيت شمال الضفة الغربية.
وأعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن منفذ العمل الفدائي هو الشاب محمد مراد صوف، من قرية حارس غرب مدينة سلفيت.
وودع أهالي الخليل جثمان شهيدتهم الصبية فلة المسالمة التي قتلت غدرا برصاص الاحتلال إلى مثواها الأخير. ونشرت مصادر عسكرية إسرائيلية تفاصيل مثيرة حول عملية الطعن والدهس التي وقعت صباح أمس الثلاثاء قرب مستوطنة “أرئيل” المقامة منذ 1978 على أراضي سلفيت شمال الضفة الغربية.
وذكر المراسل العسكري في صحيفة “مكور ريشون” نوعام أمير، أن المنفذ محمد صوف من قرية حارس القريبة من مكان العملية، يحمل تصريح عمل في الداخل، ويعمل في مصنع للتنظيف بالمنطقة الصناعية القريبة من المستوطنة. وقال إن صوف وصل إلى مدخل المنطقة صباح أمس وطعن أحد الحراس فأصابه بجراح بالغة، بينما اكتفى الحارس الآخر بإطلاق النار في الهواء.
ووفقًا لمصدر عسكري كبير، فشل الحارس الثاني في استهداف المنفذ، ولم يحاول حتى ملاحقته، ما يطرح علامات استفهام حول أداء الحارس في المكان. وبعد وقت قصير، وصل المنفذ إلى محطة وقود قريبة، وواصل العملية، إذ طعن إسرائيليين اثنين حتى الموت وسيطر على مركبة من نوع “برلينغو”، وانطلق الشاب بالمركبة ودهس إسرائيليا ثالثا فقتل في المكان، وبعدها ترك المركبة وسيطر على أخرى، وواصل العملية إلى أن وقع حادث سير معه، فترجل من المركبة، وحينها جرى استهدافه بالرصاص فاستشهد في المكان، وفق المصدر العسكري.
وقال المراسل العسكري إن “تصرف الحارس السريع كان سينقذ أرواح الكثير من الإسرائيليين الذين قتلوا في العملية”، مشيرًا إلى أنه “يجري التحقيق معه بهذا الخصوص” .
ويضاف الفشل الحالي إلى فشلين سابقين، الأول في عملية حاجز شعفاط، إذ فشل أكثر من 6 جنود في استهداف المقاوم عدي التميمي، بالإضافة إلى فشل الجنود في استهداف مقاوم قتل جنديًا بالرصاص على حاجز عسكري شمال نابلس قبل نحو شهر، وانسحابه بسلام لينفذ عملية أخرى ويستشهد فيها.
الى ذلك طالب الاتحاد الأوروبي بضرورة إجراء تحقيق فوري باستشهاد الصبية الفلسطينية فلة المسالمة (16 عاما) على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس، وضمان المساءلة حيال ما جرى. وقدم الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه، أمس الثلاثاء، خالص التعازي لعائلة الشهيدة مسالمة، قائلا: كانت من المفترض أن تحتفل بعيد ميلادها السادس عشر اليوم، ولكنها قتلت بشكل مأساوي أمس برصاص الجنود الإسرائيليين في رام الله.
وأشار إلى أنه في كثير من الحالات تستخدم القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية القوة المميتة بشكل مفرط، مؤكدا على ضرورة أن تقوم اسرائيل، بصفتها جزءا من معاهدة حقوق الأطفال، بضمان حقوق الأطفال، بما في ذلك ضمان حمايتهم، ورعايتهم، وكرامتهم، والحق في الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الشهداء الأطفال بلغ منذ مطلع العام الجاري 35 شهيدا، بينهم 15 شهيدة أُنثى، ما يعني أن نسبة الشهداء الأطفال والشهيدات الإناث من بين العدد الإجمالي للشهداء، بلغت حوالى 30%.
بدورها حثت المملكة المتحدة السلطات الإسرائيلية على إجراء “تحقيق شامل وشفاف”، عقب إطلاق النار الذي أسفر عن استشهاد الصبية المسالمة. وأضافت: نواصل الحث على ضبط النفس في استخدام الذخيرة الحية من قبل القوات الإسرائيلية.

القدس العربي