القدس العربي : بايدن ورجاله يخدعون الأنظمة العربية بمسرحية عنوانها:نطالب إسرائيل بوقف إنساني لإطلاق النار

ثلاثاء, 2023-11-07 16:40

كنبت القدس العربي : بينما المقاومة الفلسطينية محاطة بشعب لا يشبهه شعب آخر في القدرة على الصمود والتحدي، بينما الأنظمة العربية تذعن لجبروت الإدارة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، حين تصدق المسرحية الهزلية شبه اليومية التي تصدر عن الرئيس الأمريكي وكبار رجال إدارته وهم يناشدون إسرائيل الكف عن استهداف المدنيين والقبول بهدنة إنسانية، بينما تقيم «واشنطن» جسرا جويا لشحن أحدث الأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني، ويتباهى بايدن بأنه أصدر أوامره بمد إسرائيل بما تريد من أسلحة وآخرها ما يطلق عليه بعض المحللين بالقنبلة الغبية التي تزن طنا قنبلة MK84 الأكبر في عائلة MK80 قادرة على إحداث مساحة كبيرة من التدمير، ويصفها المحلل رائد عدوان بأنها قنبلة أمريكية مخضرمة، وقد سرب أحد الصحافيين العسكريين الصهاينة صورة لها، وقال إنها في طريقها إلى غزة، وهي في الأصل قنبلة غبية، لكن تمت إضافة نظام JDAM لها لتصبح موجهة بدقة نحو الهدف، إضافة إلى أن هناك تطويرا صهيونيا يشابه الـJADAM، لذلك عندما يتم قصف حي سكني في جباليا فإنهم يستعينيون بذلك النوع من القنابل.. وقد تعرض أهالي القطاع لنحو 35 ألف طن متفجرات لمساحة 365 كيلومتر، هي مساحة غزة. ورغم ذلك الاعتداء، الذي يتم بدعم عالمي ما زالت صواريخ غزة تدك قواعد أغلى جيوش المنطقة، التي تحظى بأكبر دعم من قبل الولايات المتحدة وحليفاتها.
ومن أبرز الدلائل على تزايد حالة الخوف لدى واشنطن، أفادت وكالة «بلومبرغ» بوصول الغوّاصة الهجومية «يو أس أس فلوريدا» التي تعمل بالطاقة النووية إلى منطقة الخليج، وتستهدف تلك الخطوة تعزيز وجود الولايات المتحدة عسكريا في المنطقة، كما تم إرسالها للتعامل مع التهديدات في منطقة البحر الأبيض المتوسط وما حولها. ويبلغ طول الغواصة «أوهايو» 560 قدما، وتزن 18.750 طن تحت الماء، وهي محملة بـ154 صاروخا من طراز توماهوك، وتستطيع ضرب أهداف على بعد 7000 كم بالإضافة لقدرتها على البقاء والتخفي تحت الماء.
وأكد الوزير سامح شكري على ضرورة بذل المزيد من الجهود المنسقة من الأطراف المختلفة لدخول المساعدات الإنسانية بالنوع والكم الكافي لاحتياجات المواطنين بصورة مستدامة، وإزالة العوائق المتعمدة التي يضعها الجانب الإسرائيلي، مشددا على أن إدخال المساعدات ينبغي أن لا يثني بعض الأطراف الدولية عن دعم الوقف الفوري لإطلاق النار. وأشار إلى أن عدد الضحايا من المدنيين في غزة ناهز العشرة آلاف، بينهم ما يزيد عن 4800 طفل، مشيرا إلى أن الأمر يمثل دليلا صارخا على ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الأطراف الدولية مع النزاعات المسلحة في مناطق مختلفة، وأنه يتعين على المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، امتثالا لالتزامات الدول في إطار القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

الرعب يقتلهم

حالة الرعب التي تعيشها إسرائيل بعد سقوط مزيد من القتلى في صفوف جيشهم دفعت الضباط والجنود لطلب الحماية بأي ثمن، وكشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة عين شمس، الذي نقلت عنه حنان عبد الهادي في «فيتو»، حالة الرعب التي بدا عليها المجتمع الإسرائيلي في الوقت الحالي، مؤكدا أن أفراد المجتمع الإسرائيلي يلجأون الآن إلى السحر والدجل لإخراج جيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي كله من وضعه المأزوم. وأكد الدكتور عبود أن المجتمع الإسرائيلي يستعين في حربه ضد غزة بـ»شمهورش وخنزب والشيصبان»، في مواجهة الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، متسائلا: «هل دخل الجن الخدمة متطوعا في جيش المرتزقة قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضي؟». وأضاف أنها حالة من الرعب والفزع الشديدين تنتاب الإسرائيليين منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، وتوالي الأنباء عن سقوط القتلى والجرحى في جيش الاحتلال المأزوم والمهزوم، وأن ظاهرة تجارة الأحجبة والأعمال والتمائم انتشرت بشدة في المجتمع الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يعكس أن الأزمة الناجمة عن عمليات «طوفان الأقصى» هزت المجتمع الإسرائيلي بعنف، وأسفرت عن توجيه الناس إلى العوالم الباطنية والخفية بحثا عن الأمان، وأن عددا كبيرا من الجنود صاروا يترددون على بيوت الحاخامات بحثا عن عمل سحري أو حجاب أو تميمة.

الهروب من الموت

ظهرت تلك التمائم التي يلجأ لها جنود الجيش الإسرائيلي من خلال مقطع فيديو، عرض فيه الدكتور محمد عبود بعض التمائم التي يتداولها المجتمع الإسرائيلي، حاليا، وكُتبت على هذه التمائم طلاسم ورموز ظهرت في عبارة كُتب عليها بالعبرية: «حجاب للجنود» وقال الدكتور عبود عن حالة الخوف التي بدت على المجتمع الإسرائيلي من الداخل: «لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن عددا من أهالي الأسرى يستغيثون بالحاخامات للاتصال بالعالم الآخر لتحديد أماكن أبنائهم المخطوفين في القطاع، لكن بلا جدوى. وإن هناك حالة من الذعر الشديد من أبو عبيدة، المتحدث باسم القسام، ورجال المقاومة الفلسطينية، ما أدى لإنتاج تفكير غيبي وبدائي في إسرائيل، لا يتناسب مع الصورة الذهنية الحداثية والمتطورة الشائعة عنهم في العقل العربي والغربي، وأن هناك صفحات شهيرة على السوشيال ميديا العبرية، تخصصت في نشر بعض مزامير داود، لحماية الجنود من الصواريخ، وطالبت تلك الصفحات من جنود الاحتلال تلاوة هذه الأذكار قبل الدخول في المعارك البرية. وعن العديد من تمائم السحر والطلاسم والأحجبة التي يلجأ إليها أفراد مجتمع الاحتلال حاليا، قال عبود «يُعتقد أن بعض الحاخامات يستغلون الوضع المأساوي في إسرائيل لتحقيق مكاسب مادية، لاسيما وأن مشاعر الخوف هي البضاعة الرائجة في إسرائيل الآن. وكشف الدكتور عبود عن مقطع فيديو للحاخام يجآل كوهين، يقول فيه: «إن دخول غزة هو الجنون بعينه، خاصة أن الجندي الإسرائيلي سوف يصبح مثل «الصرصار في عدسة القناصين التابعين للمقاومة الفلسطينية».

وجها لوجه

رأيت الموت وجها لوجه، شاهرا وجهه القبيح على شاشة التلفزيون وصفحات فيسبوك وعلى وجوه الناس وفي الشوارع والمقاهي، رأيت أطفالا مذعورين يهرولون هربا من ساحة الحرب، تاركين إخوتهم الرضع وأمهاتهم وآباءهم وآخرين ضاعت صرخاتهم تحت الركام. تابعت عزة كامل في «المصري اليوم»، رأيت براميل متفجرة تدمر الأخضر واليابس شوارع وبيوتا ومدارس ومستشفيات، أحدق إلى الشاشة، فتتناثر أمامي حياة الشهداء، وأشياؤهم الصغيرة، دفاترهم وكتبهم وبطاقات هوياتهم، والطائرات الملونة ودمى القماش، وأصص الزرع الملونة، جدائل البصل والثوم والفلفل المعلقة على جدران الشرفات، حقائب المدارس، الثياب، مفاتيح بيوتهم العتيقة التي تنتظر العودة، علب المساحيق والثوب القديم المطرز، الكوفية والشال الحريري، الصفصافة العالية وشجرة الزيتون. حياة كاملة دُمرت، والريح تحمل أشلاء الموتى، حصار من البر والبحر والجو، وغارات متواصلة، جثامين مسجاة، بل أكوام دُفنت بلا أكفان ودون جنازات، والقتلة يضحكون في المؤتمرات الصحافية، واجتماعات مجالس الحرب، وهم يتفرجون على المذابح، يبتهجون ويفقدون وعيهم من النشوة، نشوة جنون القتل، كل القتلة متشابهون، كل القتلة وحوش، لا قلب لهم ولا ضمير، كاذبون وجبناء. لا أعرف ما إذا كنت في غفوة أم في صحوة، في هذا الليل الأسود الدامس الذي نأت وابتعدت وغابت عنه النجوم، في هذا الليل الدامي الذي لا يترك لنا أي مجال للتأمل في جدوى هذه الحياة، لكن الشيء المؤكد أننا لا شيء أمام كل هذا الخذلان والصمت المتآمر، والغطرسة والدونية من المتحالفين مع العدو، والغياب التام أمام حضور كل هذه الأشلاء والقبور الجماعية والغيوم السوداء والأطلال، وأخشى أن نكون قد اعتدنا مناظر ومشاهد ذلك القتل والإبادة الوحشية والأشلاء المتناثرة وسحب الدخان الأسود والنيران المستعرة من فرط ما تكررت وأصبحت مُمِلّة، فلا نكترث، ونفضل ألا نتابع ما يحدث وكأننا نتفرج على فيلم كئيب ومحبط، غير مبالين بأن هناك بشرا في غزة المعزولة، المُحاصَرة، المسجونة، المُتآمَر عليها حتى تموت من العطش والجوع، فلا ماء ولا وقود ولا خبز ولا دواء.. غزة المعزولة قيد الهوية وقيد التهجير وقيد الإبادة الجماعية، غزة التي جرَت دماؤها شلالات هادرة في البحار والأنهار وعلى ضمائرنا، وأن أهالي غزة يحتاجون إلينا، وأن قضيتهم هي قضيتنا، وأن عدونا واحد، مهما اختلفنا، وإذا انكسرت غزة فسننكسر جميعا، وسيفترسنا الذئب.