رأي اليوم : مبادرة ايرانية للحوار مع دول الخليج.. فهل تجد آذانا صاغية؟

سبت, 2015-08-15 09:40

كتبت رأي اليوم فى افتتاحيتها : 

تعتمد السلطات الايرانية اسلوبا دبلوماسيا نشطا هذه الايام، وبالتحديد منذ توقيع الاتفاق النووي مع الدول الست العظمى بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، الهدف منه تبديد مخاوف الجيران، وانهاء اخطار الحروب التي تهدد منطقة الشرق الاوسط برمتها، فبعد زيارة السيد محمد جواد ظريف الى سورية وطرحه مبادرة من اربع نقاط على الرئيس السوري بشار الاسد، تركز جميعها على تشكيل حكومة وحدة وطنية كمرحلة انتقالية تمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية، ها هي وكالة ايستا الايرانية تنقل عن مساعده السيد حسين امير عبد اللهيان اعتزام بلاده الانحراط في مفاوضات مع دول مجلس التعاون الخليجي لتجسير الخلافات بشأن الصراعات في سورية واليمن للتفرغ لهزيمة “الدولة الاسلامية” التي تهدد جميع دول المنطقة، حسب ما قالت الوكالة.

احتمالات التجاوب اكبر من احتمالات الرفض، لان البديل هو الحرب، سواء بالانابة، او بشكل مباشر، وهذه الحرب التي نرى ارهاصاتها في اليمن وسورية، باتت مكلفة لجميع الاطراف المشاركة فيها، ماليا وبشريا، ولا يلوح في الافق اي مخرج سياسي او عسكري منها في المستقبل المنظور.

الاقتراح وجيه ويعتمد على امرين اساسيين: الاول هو نجاح ايران في تقديم تطمينات لهذه الدول بشأن نواياها النووية وتعهدات بعدم تدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول، والثاني، استعداد هذه الدول للتجاوب مع هذه المبادرة والتعاطي معها بجدية.

المملكة العربية السعودية التي تقود حاليا معسكر الصقور في مجلس التعاون الخليجي، وتهدد بعض المندفعين فيها بشن حرب ضد ايران نفسها، تحاورت مع النظام السوري، واستقبلت مبعوث الرئيس الاسد اللواء علي المملوك في جدة في حضور وسيط روسي، فلماذا لا تستقبل مندوب ايراني وتبحث معه كل القضايا الخلافية والاتفاق على حلول بشأنها؟