إندبندنت: ترامب وليد عاصفة العولمة والتكنولوجيا

سبت, 2016-03-05 12:26

صعود المرشح الجمهوري دونالد ترامب يعبّر عن ظهور ولاءات جديدة تحل محل الولاءات القديمة التي عصفت بها العولمة والتطورات المتسارعة في التكنولوجيا ولم يعد يحتاجها للناس.

 

هذا ما ورد في مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية اليوم للكاتب آمول راجان يقول فيه إن ما حدث يوم الثلاثاء الكبير في انتخابات المرشحين المحتملين بأميركا أكد شيئا غريبا في الديمقراطية الحديثة لم يفطن لنتائجه الكاملة لا الناخبون ولا وسائل الإعلام، وهو أن الولاءات شبه القبلية القديمة قد أصبحت غير ذات جدوى، وأن الاختلافات القيمية والفكرية الرئيسية تحدث حاليا داخل كل حزب وليس بين الأحزاب.

 

ففي بريطانيا وأميركا نجد أن كلا الحزبين الرئيسين فيهما منقسم تماما وأن أربعة أحزاب سياسية تقريبا أصبحت تمتد على خريطة الطيف الأيديولوجي ليس فيهما فحسب، بل في القارتين الأميركية والأوروبية "وما يجري ليس وليد مصادفة، بل يؤكد أن شيئا أعمق يأخذ مكانه في الوجود".

 

اختلافات عميقة

دونالد ترامب سيصبح قريبا مرشحا للحزب الجمهوري، لكن مؤسسة حزبه تحتقره وتزدريه وتزدري رؤيته للعالم، وهذا الشعور متبادل بين الطرفين. في الوقت نفسه، نجحت هيلاري كلينتون للتو في تجاوز التأييد الكبير للاشتراكي الراديكالي بيرني ساندرز.

ويوضح أيضا أن حزب العمال البريطاني كان على الدوام خليطا من الطبقات العمالية المنظمة في نقابات والأكاديميين اليساريين القادمين في الغالب من شمال لندن. ويشير إلى أنه ولكي تحصل على السلطة عليك أن تنجح في إدارة هذا التحالفات، وأن توني بلير كان خبيرا في ذلك.

 

ويمضي راجان ليقول إن هذه التحالفات تعاني التمزق جراء الظاهرتين الاقتصاديتين اللتين تنتشران كالفيروس على نطاق العالم وهما العولمة (التي تشمل الهجرات البشرية الكثيفة) والتطورات التكنولوجية، وتحطمان صناعات بأكملها واعتقادات يقينية قديمة حول الحياة.

 

هاتان الظاهرتان تسببتا للفقراء في الدول الغنية، خاصة من يعيشون في المدن الصغيرة المنعزلة عن التجمعات الجديدة في العواصم، في نشر الفقر والشعور بالخوف.