القدس العربي : رسائل عديدة لعملية عسكرية فى تدمر السورية

سبت, 2016-03-26 07:14

كتبت صحيفة القدس العربي تقول :

حملت  الأيام القليلة الماضية أنباء عن تقدّم لقوات النظام السوريّ وحلفائها من ميليشيات عراقية ولبنانية نحو مدينة تدمر الشهيرة المهمة استراتيجياً التي سقطت في أيدي قوات «الدولة الإسلامية» في شهر أيّار/مايو من العام الماضي بطريقة أثارت، وقتها، شكوكاً في أسباب انسحاب قوات النظام منها (باستثناء قرابة 100 جندي قُتلوا جميعهم) وعدم الدفاع عنها.

لتدمر قيمة كبرى في التاريخ البشريّ فقد كانت خلال حقبة حكم الملكة زنوبيا (حوالي 240-274 بعد الميلاد) من القوّة بحيث سيطرت على معظم أنحاء سوريا الحاليّة وأعلنت عصيانا على الإمبراطورية الرومانية، انتهى بهزيمتها وأسرها، رغم أن معنى اسمها باللغة الآرامية هو «البلد الذي لا يقهر»، وقد تركت الحقب المختلفة فيها كنزا كبيراً من الآثار جعل المدينة في قائمة مدن التراث الإنساني حسب الأمم المتحدة.

الخسارة التي تكبّدها النظام آنذاك يمكن اعتبارها تضحية تكتيكية («جامبيت» باصطلاح الشطرنج) نتجت عنها فوائد استراتيجية كبيرة، فوقوع المدينة المليئة بآثار ذات قيمة إنسانية جعلتها مركز اهتمام وسائل الإعلام العالمية بحيث تراجع الاهتمام بالجرائم الوحشيّة للنظام ضد المدنيين أمام الحديث عن تفجير تنظيم «الدولة» لمعبدين أثريين (في تجاهل متعمّد لقائمة هائلة من استهداف النظام السوري، ولاحقا الروسي، لآثار كبرى في طول البلاد وعرضها)، فيما يشبه مناحة إعلاميّة مبرمجة يساهم في تأجيجها النظام وتنظيم «الدولة» والإعلام العالمي.