ﺭﻗﺼﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺔ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻭﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ

اثنين, 2019-01-07 10:43

ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﺩﺕ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﻀﺖ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺪﺛﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ، ﻧﺠﺤﺖ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ﻭﺟﺪﻩ ﻳﺆﺩﻳﺎﻥ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﻻﺧﻮﻥ ﺧﻮﻝ ﻟﻜﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻧﺤﻼﻻ ﺣﻈﺮ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ﻃﻔﻼ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ‏( 48 ﻋﺎﻣﺎ ‏) ﺃﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﻓﺮﻕ ﺭﻗﺼﺔ ﻻﺧﻮﻥ ﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺎ ﻭﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ 20 ﺭﺍﻗﺼﺎ ﻭﺩﺍﺭﺳﺎ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﻴﻦ 6 ﻭ 15 ﻋﺎﻣﺎ . ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺩ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﺪﺛﺮ ﺃﻡ ﺳﺘﺒﻘﻰ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ﻟﺮﻭﻳﺘﺮﺯ ” ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﺮﻗﺼﺔ ﻻﺧﻮﻥ ﺧﻮﻝ ... ﺃﻥ ﺗﻨﺪﺛﺮ .“
ﻭﺃﺩﺭﺟﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‏( ﻳﻮﻧﺴﻜﻮ ‏) ﺭﻗﺼﺔ ﻻﺧﻮﻥ ﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺧﻮﻥ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻴﻦ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻗﻨﻌﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻨﺴﻜﺮﻳﺘﻴﺔ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺍﻣﺎﻳﺎﻧﺎ ﻭﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﻳﻨﻘﺬ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻔﺮﻳﺖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ .
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺎ ﻟﻴﺘﻌﺎﻓﻰ ﻣﻤﺎ ﺃﻟﻢ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺣﻴﺚ ﻟﻘﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 1.7 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1975 ﻭ 1979 ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻨﺎﻧﻮﻥ ﻭﺭﺍﻗﺼﻮﻥ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﻬﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻮﻥ ﺭﻳﺜﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 14 ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ ” ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺮﻗﺺ . ﺩُﻣﺮﺕ ﻻﺧﻮﻥ ﺧﻮﻝ .“
ﻭﻣﺆﺧﺮﺍ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﻠﺴﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻣﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻮﻥ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻭﺃﺫﺭﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪ ﻭﺍﺕ ﺳﻔﺎﻱ ﺃﻧﺪﻳﺖ ﺍﻟﺒﻮﺫﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻨﻮﻣﺒﻴﻨﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻮﻡ ﺑﻮﺭﻙ ‏( 49 ﻋﺎﻣﺎ ‏) ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻮﻡ ﻣﻴﺘﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 11 ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺤﻀﺮ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺮﻗﺺ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ” ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺭﺏ ﺍﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺨﺴﺮ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .“
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺎ ﻓﻮﻳﻮﺭﻧﺞ ﺳﺎﻛﻮﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﻭﺣﺜﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﻟﺮﻭﻳﺘﺮﺯ ” ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪ ﻭﺍﺕ ﺳﻔﺎﻱ ﺃﻧﺪﻳﺖ . ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ .“
ﻭﺣﻘﻖ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺭﻭﺍﺟﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻴﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﻭﻳﺘﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺭﻗﺼﺔ ﺧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ .
ﻭﺳﺎﺭ ﻣﻮﻡ ﻟﻮﺍﻧﺞ ﺑﻮﻧﺠﺴﺎﻭﺍﺩ ﺳﻮﺧﺎﺳﻔﺎﺳﺘﻲ ‏( 67 ﻋﺎﻣﺎ ‏) ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺧﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 10 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺼﻤﻢ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻼﻧﺪﻳﺔ ﺑﺎﻧﻜﻮﻙ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻮﻧﺠﺴﺎﻭﺍﺩ ﺇﻥ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺷﻬﺮﺍ ﻭﺇﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ ” ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ . ﺇﻧﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ