ﻣﺼﺮ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺃﻣﻮﻥ ﻭﺗﻌﻴﺪ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮﻳﻦ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ

أحد, 2019-02-03 10:06

ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻣﺼﺮ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺃﻣﻮﻥ، ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ .
ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﻗﺼﺮ، ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻣﺼﺮ، ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﺼﺮ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺑﻮﻝ ﻏﻴﺘﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻊ ﺃﺛﺮﻳﻴﻦ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺨﺪﻭﺵ ﻭﺍﻟﺘﺂﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ .
ﻭﺗﺄﺛﺮﺕ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻴﻖ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﺗﻬﻮﻳﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺒﻞ .
ﻭﺗﻢ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻬﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭﺗﻢ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺇﺿﺎﺀﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﻷﺭﺿﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ .
ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺎﺭﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺵ، ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺼﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺰﻭﺍﺭ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻪ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺴﺪﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺳﺎﺭﺓ ﻻﺭﺩﻳﻨﻮﺍﺱ، ﺧﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﻏﻴﺘﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ : " ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ."
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﻟﺮﻭﻳﺘﺮﺯ : " ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻘﻒ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﻀﺮ ﺑﺄﻱ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ."
ﻭﺧﻠﺺ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﻇﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ .
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﻄﻼﺀ ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ .
ﻭﺗﻌﺪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺃﻣﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﺎﺭﺗﺮ ﻭﺟﻮﺭﺝ ﻫﺮﺑﺮﺕ، ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺼﺮ ﻋﺎﻡ 1922 ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﻨﻮﺯ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻬﺎ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ .
ﻭﻟﺪ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺃﻣﻮﻥ، ﻋﺎﻡ 1341 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﺧﻨﺎﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ 18 ، ﻭﺗﻮﻓﻰ ﺷﺎﺑﺎ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 19 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋﺎﻡ 1323 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .
ﻭﻋﺜﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻴﺪﺓ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﻄﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ .
ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﺣﺠﺮﻱ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮﺍﺑﻴﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻵﺧﺮ، ﺃﺧﺮﻫﺎ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺭﻓﻊ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺗﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺗﻮﺕ ﻋﻨﺦ ﺍﻣﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 3000 ﺳﻨﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺭﺳﻢ ﺟﺪﺍﺭﻳﺎﺕ ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻥ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ، ﻭﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻣﻊ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ