مادة الأناشيد والمحفوظات من أهم المواد التي ينص المقرر الدراسي الوطني في مرحلة التعليم الأساسي على أهميتها في خلق شخصية للمتعلم ،متوازنة في :
العقل، و العاطفة،و الوجدان..
إن للأناشيد والمحفوظات المدرسية فوائد متعددة: - في الجانب اللغوي :
الجرس- النبرة - تمفصل الجمل و العبارات.
- في دورها كعلاج فعال لكثير من عاهات النطق ،
- في وظائف أخرى متعددة، منها:
الوظيفة التنشيطية: و هي التي تسمح بتمرير التعلم بطريقة مشوقة لا تعب فيها،و لا ملل،
من هنا أوصى المشرفون التربويون بتقديم حصة الأناشيد والمحفوظات في نهاية الدوام حتى يغادر الطفل حجرة درسه و هو منشرح الصدر، فذلك ما يجعله صديقا جيدا لمدرسته، و لزملائه الذين اشترك معهم التلحين ،للأناشيد المدرسية أيضا، مزية تنظيمية و إبداعية، فالتلاميذ ينتظرون زميلهم المنشد حتى ينهي شطر البيت ثم يقلدون لحنه، فذلك التقليد له فائدته التربوية ...
و تمتاز الأناشيد و المحفوظات المدرسية: بسلاسة المعجم،و سهولة المعنى، و قربه، و بنظمها في البحور الشعرية:
الهادئة ، الناعمة...إذ هي في المستوى الأول أشعار باسمة،رقيقة،لطيفة،تحبب للأطفال لغتهم الفصحى، و مدارسهم و أوطانهم و منها يكتسبون القيم النبيلة.. و تربط وجدانهم بمناسبات متنوعة ، معيشة في سياقات مختلفة خيطها الناظم - رغم ذلك التعدد و التنوع- هو أنها تعني أشياء مهمة بالنسبة للأطفال،مثلا:مناسبات :دينية و وطنية..
في تقديري الشخصي أن ضعف الولاء للوطن، وعدم احترام رموزه ،و اتساع ظاهرة العنف المدرسي، وتدهور القيم عند الناشئة،
و حتى ضعف المستوى اللغوي تعبيرا شفويا أو تحريريا ،كلها نتائج منطقية لعزوف مدرسينا عن تقديم مادة الأناشيد و المحفوظات داخل الفصول الدراسية. و هم في ذلك مدعومون ضمنيا من الجهة المعنية رسميا بالتأليف والنشر المدرسيين.
فمنذ فترة لم تصدر كتب الأناشيد و المحفوظات ...
فما السبب.؟؟
أستبعد أن يكون هذا التغييب مقصودا ضمن خطةٍ ترمي إلى إبعاد أبنائنا عن هذه الكتب اللطيفة الخفيفة..
ختاما أقول: إذا كانت المؤسسة المعنية بالتأليف المدرسي ( المعهد التربوي الوطني ) بصدد تصحيح هذا الخطإ الفادح ، فإنني أهديها هذه الأبيات:
الجميلة، الرقيقة ، للشاعر الحسني الشهير:
محمذن ولد السالم،
فهي تصلح لأن تكون فاتحة جيدة لكتاب المحفوظات و الأناشيد - الذي أصبح عينا بيضاء:
(صفراء تفلق عن حمراء، تفلق عن** بيضاء تصطادنا شيبا و شبانا.
لها إذا حركت في الظرف خشخشة**تصغى القلوب إليها بله الآذانا.
قد كنت من قبلها للبيض ملتمسا**و اليوم صرت بذات القشر هيمانا)

*تحياتي البيضاء*

*مفتش تعليم رئيس بمفتشية التعليم بوزارة التعليم الأساسي و خبير تربوي