موفق العاني* يكتب : رجل فى الذاكرة

أربعاء, 2020-02-12 21:45

رمال وبوادي شنقيط في أقصى مغربنا العربي ، كانت وتبقى مهداً للفصاحة والشعر ، حفظت لقوافيه وموازين الخليل هيبتها ، وعضَّتْ بالنواجذ على لغة القرآن ، ومنها تخرج مئات العلماء والشعراء ، في مختلف جنباتها ، رغم المحاولات الأستعمارية في محو لغة الضاد .وفي قرية علبادرس في ولاية الترارزة ، بالقرب من بوتلميت ، المدينة التي اشتهرت بالعلماء والفقهاء ، هناك ولد الشاعر محمد الحافظ بن أحمدو ، من قبيلة تندغة العربية القحطانية ، كتب الشعر وهو شاب يافع ، وإن لم يجد مايكتب عليه يأخذ من ورق شجرة الصمغ قراطيس لشعره ، عرفته في أواسط السبعينات في نواكشوط العاصمة ، وهو يعمل مشرفاً على الصفحة الثقافية في صحيفة الشعب اليومية التي يرأس تحريرها الشاب المثقف الخليل ولد النحوي ، وتوطدت العلاقة الحميمية بيننا ، وطالما زارني في بيتي وصحبني في زيارات المؤرخ الكبير والشاعر القدير المختار ولد حامدن رحمه الله ، كان يتمنى اكمال دراسته الجامعية في بغداد ، وقد وفقه الله ودرس فيها في ثمانينات القرن الماضي، وبوفائه الشنقيطي ونقائه البدوي ، كان يدوام على زيارتي في بعقوبة مركز محافظة ديالى ، ونقضي الساعات مع الشاي الأخضر والحديث عن موريتانيا وأهلها ، كان شاعراً مجيداً في شعره بصمات الجاهليين أصحاب المعلقات ، ورياح الثورة وحب العرب في ثنايا قصائده ، ولطالما كتب مرتجلاً على قصاصات يناولني إياها وفي الصور بعض من تللك القصاصات لا زلت أحتفظ بها بين أوراق مذكراتي ، وقد ضمّه كتابي ( موريتانيا موطن الشعر والفصاحة) الصادر عن دار الصدى بدبي عام 2012 م ، محبتي له ولموريتانيا ، ودعوات بعمر مديد وإبداع متواصل ..

*شاعر وناقد عراقي
عضو إتحاد الأدباء والكتاب العرب