ألقى الأستاذ محمدن ولد سيد الملقب بدن ، هذا النص في الندوة التي نظمها المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يرأسه الولي الصالح الشيخ علي الرضى، وذلك في قصر المؤتمرات بانواكشوط مساء الجمعة 8 جمادى الأولى 1436هـ.
الرحمة المهداة ..
هل للخيال مَدًى أم هل يُعين رَوِي == وهل تُطيع اللُّغَى من ليس باللُّغَوِي
أم هل يُساعِدُ إن غاضتْ قريحتُه == نثرٌ فيَنْثُرَهُ أو منطق شَفَوَي؟
ليْتِي أعبِّرُ عن حُبٍّ أَجِيشُ به == كما يَفِيضُ لدى إحساسه العَفَوِي
فيسبح الفكر في الآفاق عالية == تَسْمُو به لِفضاءٍ طَاهِرٍ عُلُوِي
حيث الهِدايةُ مُهْدَاةٌ نسير بها == على طريقٍ من الدين الحنيف سَوِي
هَدِيَّة اللهِ بالمَهْدِيِّ سيِّدِنا == فُزْنَا بها بوِثاقٍ بالقَوِيِّ قَوِي
مُبَشِّرٌ مُنْذٍرٌ بُشْرَى لأُمِّتِه == نذيرُ كُلِّ كَنُودٍ في الأنام غَوِي
الباسطُ النُّورَ إذْ يَجْلُو به سُدفًا == من الظَّلام طَغَتْ في مَجْمَعٍ بَدَوِي
كلُّ المَساوِي سَوَاءٌ في سياسته == كَوَأْدِه ِالبِنْتَ أو كبيعه الرِّبَوِي
أو كالعبادة للأصنام يَصنعُها == أو شُرْبِ خمر به للعقل أيُّ دَوِ
أو كالحروب فلا تنفك مسعرة == إذْ للسيوفِ صَليلٌ و الطِّعان دَوِي
أخاف لو أنني مثَّلتُ حالَهُمُ == لَصادَفَتْ واقِعا فينا لدى غَبَوِي
حتَّى أتيتَ بدين الله تَنْشُرُهُ == فالخيرُ فيه حُوِي والشرُّ عنه زُوِي
وأكمل الله ذا الدينَ القويمَ لدَى == حجٍّ لدَى خُطبةٍ بموسمٍ سنَوِي
كنا لدى مركز في الكون نَعْهَدُهُ == وللذي سامنا فيه الهَوانَ هُوِي
تزهو السماء إذا تُظِلُّنا أَمَدًا == والأرض تحملنا في زَهْوِها الكُرَوِي
حتَّى نبذْنا كتاب الله حلَّ بنا == منه هوان لِمَا بذا الكتاب رُوِي
أعدادنا وفرت كذاك عُدتنا == لكنما الجسم من حر الخلاف كُوِي
أصابنا الذل مما قد ألم بنا == فهل نعود إلى ما في الكتاب حُوِي؟
عليك منَّا صلاةُ اللهِ تُبْدِلُنا == عصرا نَتِيهُ به كعصرنا النَّبَوِي!
نواكشوط بتاريخ 26/02/2015