"أنت انت المليكَ"

يارب ما للعباد مُلتَحَدُ
سواك لا حيلةٌ ولا سَنَدُ
هم الذليلون والضعافُ همُ
وأنت أنت الغني والصمدُ
مدُّوا يُدِيَّ الرجاء ضارعةً
ولم تخِب إن تُمْدَدْ إليك يدُ
ياحيُّ قيومُ ياعزيز ويا
قُدُّوسُ يا واحدٌ ويا أحدُ
يدبِّرُ الأمرَ لا شريكَ له
ولم يكنْ من كُفْء له أحدُ
كُرْسِيُّه واسعٌ عوالمَهُ
والكلُّ من هيبةٍ له سَجَدوا
بأمرِهِ قامتِ السماء فما
لسمكها وارتفاعها عَمَدُ
سبحانهُ ان ينالَهُ زمنٌ
ولا مكانُ يحويهِ أو أَمَدُ
فالحمد لله حمدُهُ أزلٌ
و الحمد لله حمدُهُ أَبدُ
جَلَّى لهذا الوجود مرْحمةً
عُظمى فنعمَ السِراجُ والمددُ
محمدُ الصفوةُ الشفيعُ ومن
به استبانَ الفَلاحُ و الرشدُ
صلاة ربي عليه دائمةٌ
طوبى لقومٍ بنورها سَعِدوا
يا غافر الذنب انت تغفرُهُ
لو مِن حَصَى عالجٍ له عددُ
في بحر عفوٍ أمواجُهُ عظُمتْ
كأنما الإثم جَنْبَها زبدُ
جُدْ منك فضلا بغيث مغفرةٍ
تطرُدُ آثامنا فتَنْطَرِدُ
و اكشف صنوفَ الوباء أجمعَها
ما كان مُسْتَوْطِناً وما يَفِدُ
فأنت أنت المليكُ ليس يرىُ
في ملكه ثغرةٌ ولا أودُ
ما ضَرّ إلا بإذنهِ نَفَرٌ
يبغِي ولا حيَّةٌ ولا أسدُ
لم تُغْن من دون حفظه حِلَقٌ
و لا جيوشٌ تغني ولا عُدَدُ
يا رب فا رفع هذا الوباءَ فما
للخلق صبرٌ وما لهم جَلَدُ
تَعَطل المسجدان لا زُمَرٌ
تطوف بالبيت شوقُها يقِدُ
والأرضُ ضاقت عنهمْ بما رَحُبَتْ
والسوقُ ضاعتْ وحوصِرَ البلدُ
فَبدِِّلَنْهُمْ من بعد خوفهمُ الامْ_
نَ وغِثْهمْ بالفضل ذو عَهِدوا
فأنت نعم المولى النصير لنا
حمدا لربي فالعهد مُنْعقدُ
وَجودُك الجودُ منه ميرتُنا
ورِفْدُنا والعطاءُ و الصفَدُ
و قد وثِقْنا بأنْ أجبتَ لنا
بالصدقِ من وعدك الذي تعِدُ
و صل ربي أزكى الصلاة على الهادي بها الهمُّ زال و النكَدُ

الشاعر :ابوبكر بوري