عودة الأمل / المفتش و الخبير التربوي محمد عمر أباه الشيخ سيدي

اثنين, 2020-08-10 13:24

مرت على البلاد فترة غير يسيرة كان آخر ما ينظر إليه في التعيينات - خاصة منها المتعلقة بالمناصب السامية في الدولة- معيار الكفاءة، فأن تكون لديك خبرة مؤكدة فى تخصص معين، و مطلعا على مستجدات العصر في ميدان تخصصك، مؤمنا بأهمية التطوير ، لديك رؤية واضحة تضمن الارتقاء بقطاعك و تملك من التجربة ما يساعدك في تحقيق ذلك الهدف،
أن تكون بهذه المواصفات فذلك كله كلام على ورق،

الذي يلزمك فى تلك الحقبة هو الارتماء في حضن سياسة الحاكم و التعلق بطرف الولاء و تأكيد الموالاة ، مع البراء من المعارضة.
و بدون السياسة ستظل في دائرة التهميش و الإقصاء و حتى الازدراء!!! و كأن قدرك أن تبقى شخصا غير مرغوب فيه، أو شخصا يعيش خارج السياق،
مكانك المفضل - في أحسن الحالات - هو أن تظل جنديا مجهولا يكونون فى حاجة ماسة إليك مكرهين ؛ تقدم المساعدة الفنية في الأوقات النادرة التي تتطلب عملا فنيا ليترتب عليه ربح شراكة مع جهات التمويل و الشركاء في الخارج، و الأمرُّ أنه
لن يُسمح للوزير بالتعرف عليك أو اكتشاف كفاءتك و سيبخل عليك رئيسك المباشر بمجرد مقابلة صانع القرار فى قطاعك،خوفا من أن يكتشفك.

في هذا الصدد و انطلاقا من المثل الشعبي " سال إمجرب لا تسال إطبيب"
أقول إني كلفت شخصيا و بعض الزملاء خلال نهاية العشرية المنصرمة بإعداد ملفات و دراسات في مجال التعليم الأساسي ، وبتوفيق من الله أنجزنا تلك المهام على ما يرام، فقدمتْ للوزير الذي كان يتولى حينها قيادة قطاع التهذيب الوطني على أنها من إنجاز آخرين *ماهم ف الكرطه* و لكنهم يقدمونها كذلك ليوهموه أنها من بنات أفكارهم فى خداع متواصل رواده لا يعرفون الاستحياء ليُحمدوا بما لم يفعلوا ...

اليوم يعيد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الأمل للتكنوقراط من أبناء الأمة الموريتانية، فيقلب المعيار ليصبح صوت الخبرة والكفاءة و الاستقامة هو الأعلى و لا صوت يعلوه،
هي إذن ملامح فجر جديد من إصلاح عام طال انتظاره.
وإصلاح خاص بالتعليم وضع قطاره على السكة لكنه ما يزال يتقدم بخطوات وئيدة ،خطوات لن تصل مبتغاها إلا بإرادة مستنيرة، صادقة، صارمة لا يربكها الوصل و لا يزعجها الفصل، و بقرارات حاسمة عادلة منصفة تعطي القوس باريها و تضع حدا لدوامة الغبن والتهميش و الإقصاء الذي عانى منه أهل التعليم الأساسي معلمين و مفتشين و مؤطرين وخبراء.
إن قطاعا بحجم التعليم الأساسي + التعليم الثانوي + التعليم الفني والتكوين المهني + إصلاح قطاع التهذيب
لهو بحق قطاع ثقيل و ضخم ،يخشى عليه من الترهل و الارتداد إلى حالة الضعف و الفشل التي ظلت هي السمة الأبرز لتعليمنا لعقود خلت من الزمن.
فهل قدرنا هو أن تظل خطانا ضائعة بين عدوتي الفصل والوصل، و أن يظل لسان حالنا منشدا:
مشيناها خطى كتبت علينا** و من كتبت عليه خطى مشاها .