ناجي محمد الامام: أنا .. و الزويرات .. و عيد المرأة

اثنين, 2015-03-09 13:48

البطاح بعد الانبطاح

بعد الثقافة الحجارية (نسبة إلى عاصمة الثورة والوفاء مقطع الحجار) جاءت عهود نضالية مجيدة في يوميات بلاد السيبة وتنوعت القيادات و تعالت رايات الفكر (كل الفكر)اليساري اللاهب المسكون بالعدالة الاجتماعية و هموم الناس في العيش الكريم و الطبيب الرحيم و التعايش السلمي السليم...

و زادت حرب الصحراء أوَّار الثورة في النفوس و تفاقمت الحالة المعيشية و توقف القطار المنجمي عدة مرَّات فكانت الحمية للبلد ــ المتعرض لحرب أرادها قادته عن طيبةٍ تجافي قانون لعبة القوى الكبرى و الوسيطة وخطوط الحرب الباردة الصفراء و البنية و البنفسجية فالحمراء بينهاــ تتصارع في النفوس مع الإحساس بأن الآخر الذي تقاتله منك ..فلم يحرك العامل البطاحي ذراع الرفض أو المساندة للحرب ، لأن ثقافة "الميوعة" القبلية والجهوية كانت أداةً بدت الحاجة ماسة إليها للتعبئة ضد الخصم المحارب لا سيما بعد "خبطتيْ نواكشوط"، و اصطبغت بمظاهر مخزية من استهداف الناس بأمارة بشرتهم و لون أسنانهم و مخارج حروفهم في عملية "اصطياد الساحرة" أو حجة "يمه عينك عين النعجة"...فكان ما كان مما لستُ أذكرهُ . وفي هذه الحمأة فَقَدَ النضال المنجمي رافعته المطلبية جزئيا ليتحول مع الانقلابات إلى صراع بين الحساسيات الايديولوجية على الامساك بنقابات الشمال ، و كانت اللجان العسكرية المتتالية تقرب هذا و تستبعد ذاك في شطرنج غبي القواعد أنهك العمال في حروب نقابية ألهتهم عن النهب المنظم للثروة و الفساد الذي كانت تممارسه ثلةمن السماسرة تعيش الآن شيخوخة باذخة بين ظهرانينا يعود لها "شرف" تأسيس مدارس إفسادية تخرج في كل عهد ذئابا فتيَّة تنشر المذهب بين المريدين مجددة الأساليب مبتكرة الأنماط( كانت إحدى الزوجات ترسل طائرة مدير عام سنيم لتجلب مائدة محببة إلى معدتها من مسقط رأسها) ... وهكذا تلاشت المطلبية و استعر التنافس النقابي السياسي الذي انددمج إلى الودجين في مستنقع الشرائحية و المناطقية و غابت الإيديولوجيا الإنسانية التي هي قاعدة المطلبية العمالية ،فلا ثورة بدون حمولة فكرية ولا حمولة فكرية لمن لا يستهدف وحدة الأنسان وعزته ولا عدالة بدون نضال و لا نضال بدون طبقة ثورية عاملة تسندها طليعة ثورية عالمة ... ليست التوصيفات أعلاه لغة خشبية يابسة بل عصارة تجربة الانسانية ، بتفاوت في التفاصيل و تكامل في المبادئ، من كمونة باريس إلى عمال مناجم البطاح: قف بالبطاح زميلي....فماذا عدا على مابدا حتى ينبعث العامل البطاحي من جديد ؟ 

 

من صفحة الكاتب على الفيس بوك