الزيارة الناجحة التى أداها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى لولاية الترارزة ؛ و إنْ جاءت في إطار إطلاق الحملة الزراعية لسنة 2022-2021 وتدشين مجموعة مشاريع تنموية هدفها بالأساس التحسين من وضعية عاصمة الولاية روصو ؛ فإن ساكنة الولاية عموما لم تخفِ آمالا عراضا معلقة على هذه الزيارة التى ينتظرون منها أن تكون سابقة فى انتشال ولايتهم من حصار النسيان أو التناسي الذين كانا نصيبها خلال عدة عقود.

من خلال خطابه بالمناسبة؛ بعث رئيس الجمهورية برسائل ثلاثٍ بالغة الأهمية ؛ صريحة و ضرورية؛ أولاها أن الدولة تقف بالمرصاد لمن يستغل الأنترنت في زعزعة السكينة العامة والترويج للشائعات الكاذبة و التحريض على الشرائحية ونشر الكراهية إذ أكد فخامته أن الأمر غير مقبول؛ خاصة و أن الأمن - ملموسا و محسوسا- مصونٌ لله الحمد بفضل قوات الأمن و وعي المواطنين؛ و أن من يحاول التأثير على الأمن يلعب بالنار و عاقبته الندامة ؛ وطمأن رئيس الجمهورية المواطنين أنه مع ذلك لن يكون هناك أي مساس بالحريات العامة المكفولة دستوريا؛ بل على العكس سيتم تعزيزها وصونها و إن كانت السلطات المعنية عاكفة على تحسين النصوص القانونية تفعيلا لإجراءات التصدى لظاهرة الاستغلال السلبي لتكنولوجيا التواصل؛ فالحبْل غير متروك على الغارب لمن يتحيّن الفرصَ متمتْرسا -عن جهل- خلف هاتف متصل بالشبكة و همّه أن ينفث من سمومه و يكشف عن سريرته.

أما الرسالة الكبرى الثانية التى بعث بها رئيس الجمهورية خلال زيارته الميمونة فقد كانت شحذاً للهِمَم و تأكيدا على أنه آن الأوان أن نستغل المقدرات الزراعية للمنطقة سبيلا للاكتفاء الذاتى من الخضروات والحبوب الأساسية إذ لا يعقل على وجه الإطلاق بل من غير المقبول أن ولاية تتمتع بوفرة المياه وخصوبة الأرض و صلاحيتها للزراعة و مازال مواطنو بلدها يستوردون استهلاكهم اليومي من خارج الوطن و أن مسألة الأمن الغذائي-بدورها- مسألة سيادة لا مساومة فيها ؛ و على هذا الأساس و بنظرته الثاقبة؛ كلف رئيس الجمهورية القطاع العمومي - في الوقت الذي طلب فيه من القطاع الخاص ومن رجال أعمال ومختلف الفاعلين الاقتصاديين - مضاعفة الجهود وتنسيقها من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل المتمثل فى الاعتماد على الذات.
وكانت الرسالة الثالثة :استجابة فورية من فخامته لآمال سكان الترارزة حين دعا فخامته إلى أن تكون الولاية قاطرة المجهود الوطني في سبيل تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي للبلد ؛ و هذه بادرة تستحق الإشادة و التنويه، و إنها لفاتحة خير ستشمل كافة ولايات الوطن من خلال تثمين و تشجيع المقدرات التى تزخر بها كل ولاية؛ كما تشجع القطاع الخاص لمضاعفة استثماره فى الداخل صنواً للقطاع العام فى موريتانيا التى تحتاج جهود كافة أبنائها سبيلا لنهضة شاملة بقيادة رئيسها الذى أخذ العهد على نفسه أن يحسّن ظروف مواطنيه المعيشية و يسخّر موارد بلدهم نحو ولوجهم للخدمات القاعدية تعليما و صحة و أمْنا.
وعموما فإن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أراد من خلال هذه الرسأئل أيضا أن يعيَ مواطنوه فى جميع أنحاء الوطن أن الأمن و الحريات العامة مصانان و أيّ محاولة للمساس بهما ستكون وخيمة العواقب ؛ و أن علينا أن نتجه بكل ما أوتينا من جهد إلى توفير الأمن الغذائي؛ و تستمر - بإذن الله - قاطرة التنمية الشاملة لموريتانيا وفق البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية.