القدس العربي: عيد العمال و لقمة العيش المدرسة فى مآسي المرارة

ثلاثاء, 2023-05-02 00:57

رأت القدس العربي أنه إذا كان العمال في بلدان متقدمة يحتفلون بعيد العمل من زاوية الحفاظ على المكاسب الراهنة أو تعزيزها، فإن العمال في العالم العربي محرومون إجمالاً من نقابات مستقلة وفاعلة تنظّم تظاهراتهم على نحو مطلبي، ويحدث عموماً أن تقتصر مشاركاتهم في الأول من أيار/ مايو على الاحتشاد أمام الحاكم والاكتفاء بالتصفيق لخطابات النفاق الجوفاء.
هذا مع العلم أن أحدث تقارير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا تتفق مع المكتب الإقليمي العربي لمنظمة العمل الدولية في استخلاص عدد من الحقائق القاتمة التي تجعل العمل في غالبية المجتمعات العربية أقرب إلى لقمة عيش مغمسة بالمرارة. فالمعطيات على الصعيد العربي تشير إلى 14.3 مليون عاطل عن العمل، خصوصاً بين النساء والشباب، إلى جانب انعدام ملحوظ في المساواة بين الجنسين داخل أسواق الشغل، ونحو 39.8 مليون عامل مهدد بالفصل والوقوع في البطالة لأسباب عديدة.
وإذا وُضعت جانباً أحوال العمال في بلد مثل سوريا، لانعدام المعطيات حول عواقب سياسات النظام في الاستبداد والفساد والنهب والغلاء وندرة الغذاء والدواء والوقود، فإن أوضاع عمال فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة تشكل حالة قياس قصوى لجهة طرائق الاستغلال البشعة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ عامل لا يجد مفراً من البحث عن رغيف الخبز لدى المستوطن مثلاً. عدا عن حقائق قانون العمل الذي تعتمده السلطة الوطنية الفلسطينية ذاتها، والذي يضيف المزيد من التضييق على مشاقّ اضطرار العامل الفلسطيني إلى التوجه نحو سوق العمل الإسرائيلية.
أمثلة أخرى عربية ـ عربية يمكن العثور عليها لدى مآسي عمال التراحيل في مصر، والتظاهرات الجزائرية إزاء مماطلة السلطة في تحسين القدرة الشرائية وتمكين العمل النقابي، وإضرابات أطباء المغرب بعد أسابيع من فشل المفاوضات مع وزارة الصحة، وسوى ذلك كثير من العلائم التي لا تشجع على الاحتفاء بقدر ما تحثّ على الاحتجاج