رأي اليوم: نتنياهو لن يستطيع اقتناع حماس

جمعة, 2023-10-13 17:25

كتبت رأي اليوم فى افتتاحية لرئيس تحريرها:دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وبسبب حرب “الطّوفان” التحريريّة التي شنّتها حركة “حماس” بمُشاركة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، منيت بضربتين قاتلتين ترتب عليهما هزيمة عسكرية ضخمة أبرز نتائجها فقدانها لهيبتها أوّلًا، وقُدرتها على الرّدع، أقوى أسلحتها ثانيًا.
لترميم هذه الهيبة، واستِعادة قُدرتها على الرّدع، ليس أمام “إسرائيل” إلّا خِيارٌ واحد وهو اجتٍياح قِطاع غزّة برًّا، والقضاء كُلِّيًّا على حركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وباقِي الفصائل الأُخرى، ولعلّ تأخّر هذا الاجتِياح لأكثر من ستّةِ أيّامٍ يعكس حالة الارتباك والرّعب وربّما الانقِسام التي يعيشها هذا الكيان، وجِنرالاته حاليًّا.
***
هُناك خِياران رئيسيّان أمام القيادة العسكريّة الإسرائيليّة فيما يتعلّق بكيفيّة الخُروج من هذا المأزق:
· الأوّل: هُجوم سريع يستغرق بضعة أيّام أو أسابيع يُمكن أن يُؤدّي إلى تدمير البُنى التحتيّة لفصائل المُقاومة بقيادة “حماس”، وهذا يتطلّب خوض حرب مُدن وشوارع مع عناصر المُقاومة، وسط غابة من الإسمنت، واحتِمالات الفشَل هُنا عدّة أضعاف احتِمالات النّجاح لأنّ المُدافعين عن القِطاع يملكون حاضنة شعبيّة صلبة، وترسانة أسلحة طافِحة بالصّواريخ والألغام والمُسيّرات، ومِئات الكيلومترات من الأنفاق.
· الثاني: اجتِياحٌ بهدف الاحتِلال والسّيطرة الكاملة الدّائمة على القِطاع وجلب عشَرات الآلاف من الجُنود ورجال الأمن، ومِئات الآلاف من المُدرّعات والدبّابات لتثبيت هذه السّيطرة، ممّا يتطلّب أيضًا ضخّ مِليارات الدّولارات لتوفير الخدمات العامّة، وتمويل مَفاصِل الحُكم الجديد ومُتطلّباته والتِزاماته، والأمنيّة منها على وجْه الخُصوص، والاستِعداد لمُواجهة حربِ عصاباتٍ تتمخّض عن تحمّل خسائرٍ بشريّةٍ وماديّةٍ كبيرة.
السُّؤال المُلح الذي يطرح نفسه: هل الجيش الإسرائيلي المُنهار معنويًّا قادرٌ على خوض هذه المُغامرة العسكريّة الخطيرة، وهل جُنود الاحتِياط سيُلبّون نِداء العودة إلى الخدمة تحت راية حُكومة تمرّدوا عليها، ونزل مِئات الآلاف إلى الشّوارع للتّظاهر ضدّها والمُطالبة بسُقوطها؟
قوّة حماس وفصائل المُقاومة الدفاعيّة ستكون أضخم بكثير من قُوّتها الهُجوميّة في حالِ أقدم جيش الاحتِلال على هذه الخطوة، لأنّ الأرض تُدافع مع أبنائها، وهذه نظريّة عسكريّة عالميّة، وجُندي واحِد مُدافع يحتاج قُبالته أربعة أو خمسة جُنود مُهاجمين على الأقل حتّى يهزمونه، والأمر المُؤكّد أن مُقاتلي المُقاومة الواحِد يُساوي عشرة، وسيُقاتلون حتّى الشّهادة، ممّا يجعل من صُمودهم، ودِفاعهم عن أرضهم مُهمّة محكومة بالنّصر على القوّة المُهاجمة وإلحاق خسائر بشريّة وماديّة في صُفوفها أكبر بكثير ممّا توقّعته قِياداتها، خاصَّةً أن هذه المُقاومة تملك خبرة ضخمة في مُحاربة الاحتِلال الإسرائيلي للقِطاع، وما زالت الخسائر الكُبرى التي ألحقتها بشارون وجيشه وأجبرته على الانسِحاب مُهروِلًا ومعه 17 ألفًا من مُستوطنيه عام 2005 تقليصًا للخسائر واعتِرافًا بالهزيمةِ ماثلة في الأذهان.