ايديعوت : التدخل السوري

أحد, 2015-06-14 16:43

تصاعدت  في الآونة الاخيرة الحملة الإعلامية ـ السياسية التي تطالب إسرائيل في أن تخرج لصالح نحو 700 الف درزي يعيشون في جنوب سوريا ـ على مسافة غير بعيدة من الحدود الاردنية. مثل هذا التدخل، اذا ما تم، ليس اعدادا ليوم الامر، حين يهاجمنا العدو، بل تحفيزا للعدو لمهاجمتنا ـ وعليه فمحظور حظرا خطيرا أن يتم. لم يكن الدروز في سوريا يرتبطون بنا أبدا، بل العكس ـ كانوا من العواميد الفقرية في نظام الشر بقيادة بشار الاسد، وهم اليوم حلفاء حزب الله. سمير قنطار، سيء السمعة، ارسله مؤخرا نصرالله لتنظيمه تحت رعاية التنظيم الشيعي. فهل يعقل أن توفر إسرائيل بالذات السلاح او ان تتدخل في صالح حلفاء حزب الله؟ وفي نفس الوقت نجعل أنفسنا، وعن حق، اعداء السنة في سوريا على مدى الاجيال.

حملة مشابهة تمت فور حرب الأيام الستة، عندما تجمعت مجموعة ضغط مؤيدة للدروز حول رئيس بلدية حيفا، آبا حوشي، مع غيورا زيد ودروز إسرائيليين، وضغطت على وزير الدفاع موشيه دايان لاعادة دروز هضبة الجولان ممن فروا إلى سوريا. وبالفعل، سمح لهم العودة إلى قراهم. غير أن دروز الجولان كانت زعامتهم، ولا تزال، معادية لدولة إسرائيل التي انقذتهم.

في سوريا ـ العراق ـ لبنان اليوم طوائف كاملة تباد وغيرها ستباد، وعليه فانها ستتمسك بكل شيء، إلى أن يهجروها وينتقلوا إلى التحالف الوفير التالي ـ كل ذلك فقط من أجل البقاء. وعليه، فالغبي وحده يدخل إلى مثل هذه المعركة الخيانية. درسنا سبق أن تلقيناه، في لبنان، بإسرائيل يتمسكون فقط اذا لم يكن هناك أي خيار آخر، ولكنهم يهجرونها فورا ما أن تظهر امكانية جديدة، ونحن نبقى لنلعق جراحنا.

لقد رأى مناحيم بيغن في مسيحيي لبنان أقلية تذبح، ولهذا فقد بدأ يساعدهم ـ بداية بتزويدهم سرا بالسلاح وحتى غزونا الكامل وذلك ايضا من أجل طرد المخربين الفلسطينيين. وقد انتهى هذا بجيل ضائع مع 18 سنة حرب، والف جندي قتيل من الجيش الإسرائيلي. وكل هذا، من اجل ماذا؟ من اجل المسيحيين الذين سرعان ما خانونا، وانتقلوا إلى حليفهم التالي؟ درسنا تعلمناه ـ هذا هو المستنقع الطائفي للعالم العربي، ونحن بصراحة لسنا جزءا منه، ولن نكون ايضا.

في شمال سوريا سقطت مؤخرا عدة قرى درزية في يد تنظيم الدولة، وسارع السكان فأسلموا وهكذا انقذوا أنفسهم. هذه حسابات شرقي أوسطية داخلية ستستنفد نفسها ايضا داخليا، والا فإننا سنجد أنفسنا في اوضاع صبرا وشاتيلا ـ حين يصفي العرب العرب، ولكن إسرائيل هي التي تتهم في العالم. إذا تدخلت إسرائيل، فان اضواء عالمية كبرى ستوجه الينا على الفور، وليس في صالحنا، واعمال الذبح السورية ستعلق بنا على الفور.

سوريا أكبر عشر مرات من لبنان، وخطرها اكبر بكثير. واجب علينا أن نحمي الذخر الاغلى لنا حتى اليوم في مواجهة الانهيار الاقليمي: عدم تدخلنا. نحن لسنا سُنة ولا شيعة، وعليه فاننا معفيون مسبقا من هذه الحرب العالمية. عدم تدخلنا وردعنا سيبقيان يحافظان علينا، في هذا الواقع التعيس. يوم الامر؟ فقط عندما تكون حدودنا مهددة، لا قل ولا اكثر.