يحيى ولد حبيب ، الشاعر الفقيه

اثنين, 2015-06-15 19:35

الشاعر المبدع يحي بن المصطفى بن حبيب الحلي التندغي، ولد في حدود سنة 1316هـ الموافق 1898م في النواحي الشرقية من مقاطعة أبي تلميت، تنقل مبكرا بين كبريات محاظر قومه فكانت بدايته في محظرة آل معاوية التي أخذ  القرآن وعلومه عن عميدها القارئ الفقيه أحمد محمود بن محمد بن معاوية (ت. 1360 هـ)، وكان مما درس عليه نظم مورد الظمآن فى رسم أحرف القرءان للخراز  ، ثم يمم وجهه شطر محظرة آل الرباني فأخذ عن شيخها الشيخ محمد أحمد بن الشيخ محمد بن الرباني (ت. 1353 هـ) علوم الفقه واللغة، ثم انتقل إلى محظرة آل أحمدو فال فأخذ عن مؤسسها القاضي لمرابط يحي بن أحمدو فال (ت. 1345 هـ) مختلف الفنون المحظرية بما فيها التصوف. أتقن رحمة الله عليه القرآن وعلومه والفقه وعلوم اللغة والكلام وفنون الشعر قبل أن يتصدر للتدريس في أماكن مختلفة من الترارزة ولبراكنة. كان ابن حبيب شاعرا من طراز فريد جمع بين جزالة اللغة وقوتها ووضوح المعاني وسلاستها وزاوج بين الفصحى والعامية، وتأثر بالأسلوب القرآني خصوصا واستقى من معين الموروث الشعبي كثيرا. ومن رقيق شعره: نِيام شوقي من الأحزان هَبُّوا لي *** لما تذكر قلبي بنت هَبُّــــــولِ إني عليها لمجبول ويا عجبًــــا *** ممن يكون عليها غير مجبولِ
ويقول في أرجوزته المعروفة بالرّحّالية:
سبت فؤادى عنوة رحاليهْ ياليت شعرى ما لها وماليهْ
أي بنت لكويري فليح هاهيه سبت فؤادى يالها من سابيهْ
و أخذت قلبي بكل داعيهْ بالأخذ أخذة عزيز رابيهْ
  :   ومن ظريف شعره قصيدته المسماة بالكَلْبية، و منها: يا رب أنت الذي قدرتَ تلوادي *** في الغيد قدّر عليّ مَلْݤَ عرّادي من بعدما بعُدت مني وصيرني *** غرامها جائلا في جمع الاغيــاد تلك الفتاة التي هام الفؤاد بها *** حُمِّلتُ من حبها شِ ماهُ مُعتــــادِ أحببتُ من حبها أزناڮَ قاطبة *** حبًّا شديدا وقد أحببتُ لݤْنــــــــادِ.. هذا ما أسعفت به الذاكرة وناسب المقام... وقد كان لشعره قبول كبير عند العامة وعند الخاصة، يقول فيه محمد عبد الله بن ففّا العلوي: شهدتُ بحسن الشعر للتندغِي يحي *** ولم يكُ ذا مني افتراء ولا إغيا.. توفي يحي بن حبيب رحمه الله بتاريخ 1363 هـ الموافق 1943 م ، وترك وراءه ديوان شعر حققه الأستاذ محمد عبد الرحمن بن سيدي بن الشيخ مدير إعدادية علب آدرس، بالإضافة إلى مصنف في علم الكلام ذكره المؤرخ هارون بن الشيخ سيديّ في كتابه الأخبار دون أن يسمي عنوانه.