محاضرة بالمركز الثقافي المغربي بانواكشوط حول العلاقات الثقافية المغربية الموريتانية

أربعاء, 2017-02-22 18:53

نظم المركز الثقافي المغربي مساء اليوم محاضرة تحت عنوان "العلاقات الثقافية المغربية الموريتانية بين الأصالة والحداثة " ، قدمها الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب ، وقد مهد للمحاضرة  ، مدير المركز الثقافي المغربي الدكتور فيصل فرشادو بكلمة قيمة رحب فيها بالحضور الكريم شاكرا إياهم على تجشم عناء الوصول للمركز ، ليقدم الدكتور المحاضر ،مستعرضا مساره الوظيفي والعلمي ، فقد تقلد عدة مهام  سامية في الدولة الموريتانية . و في 2014،رشحته موريتانيا لرئاسة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، و له إصدرات بعدة لغات .

و عرض الدكتور فيصل فرشادو ، للرصيد الوافر للعلاقات الثقافية التاريخية بين البلدين ،الشيء الذى ساهم فى تعزيزها و أكسبها خصوصيتها مؤطرة بترسانة  من الاتفاقيات بين الجارين الشقيقين ، حيث كانت أول اتفاقية ثقافية بين البلدين 1972، و عرف التعاون نموا ملموسا عبر الوكالة الموريتانية المغربية للتعاون .

وكان منها بناء مسجد الحسن الثاني والمركز الثقافي المغربي

 

وهناك برامج تبادل طلابي و بعثات طلاب تكون فى جميع التخصصاتوعيا من المسؤولين بأهمية العنصر البشري والاستثمار فيه سبيلا للرقي . 

ثم تناول الكلام الدكتور المحاضر فشكر مدير المركز و جهود المركز الثقافي المغربي على جهوده فى خدمة الثقافة والمعرفة من خلال عدة لقاءات تجمع المثقفين الموريتانيين لتبادل الأفكار حول القضايا التى تهم البلدين

 

و شكر الحضور آملا أن يكون النفاذ إلى المركز سهلا فى المستقبل سهلا ، خاليا من زحمة المرور حوله .

و قسم محاضرته إلى محورين رئيسيين هما :

البعد التاريخي التليد و يشمل مبحثين هما :أحداث مواتية و ظروف محفزة .

 

 

المحور الثاني : البعد الحداثي

و خلاصة .

و أبرز ولد الكتاب أن هناك ارتبط عقدي وتلاقح فكري قابل للمزيد والاستمرارية لابد لها كي تزداد عمقا واتساعا أن تشمل بعدين كل منهما يغذى البعد الآخر و يمنحه زخما مهما .

 

المحور الأول : البعد التاريخي 

و قال المحاضر إن هذه العلاقات بدأت عند استقدام يحيى بن ابراهيم الفقيه عبد الله بن ياسينالذى قام سنة 1055 م بتأسيس رباط فى صحراء الملثمين و كان منطلق حركة المرابطين التى امتد نفوذها للصحراء الكبرى و غيرها ، وعرض للظروف  المحفزة كتقاسم المذهب المالكي في البلدين و طريقة الجنيد السالك ،  و متانة الروابط بين مريدي الطرق ، ترتب عنها خلفية عقدية تعتمد نفس المصادركابن عاشر و متن آجروم.

وذكر المحاضر شخصيات مؤثرة أسهمت فى ترسيخ و توسيع العلاقات العلمية والت  من بينها السيدة زينب بنت اسحاق الملقبة بزينب اغمات ، كانت ذات عقل راجح ، تزوجه ابوبكر ابن عمر سنة  1067 لمدة 3 سنوات و تزوجها ابن تاشفين بعده بنصيحة منه و كانت مستشارة ابن تاشفين و ام ابنه المعتز بن عبدالله ، ومنها اخناثة بنت بكار ، الأديبة العارفة التى كانت تتقن القراءات و علقت على الإصابة بتمييز الصحابة  ، تزوجها السلطان مولاي اسماعيل ، كما أنه من الشخصيات محمد الاقظف ولد محمد مولود .وفى ظل توصيف الثقافة ،يضيف المحاضر ، بات من اللازم أن نعيد تثييم التكامل والترابط بين مختلف تجليات البعد الثقافي فى كل من المغرب و موريتانيا ، تقييما لمدى التكامل بين البلدين ولمعرفة إمكانية الارتقاء بها ، و تتمثل هذه الأبعاد فى الفنون والثقافة ، والتصوير والرسم والنقش والزخارف والطرب والتعبير بالجسد ، وصناعة الخزف والنسيج وصناعة الحلس وفنون الطهي و أطرزة البناء و الرخام والفسيفساء وفنون البستنة وصناعة النوافير و إلقاء طابع المدنية .

و أبرز المحاضر إلى أنه إذا كان للمحاظر طلابها ، فإن للأبعاد الحداثية طلابها كطلاب كليات الفنون الجميلة و غيرها ومن بين فاعليها مطربون وملحنون ... إلخ 

وخرج المحاضر بثلاث ملاحظات هي :

الملاحظة الأولى هي ان المغرب قطع شوطا كبيرا على طريق البعد الحداثي 

الملاحظة الثانية هي أن البعد الحداثي فى موريتانيا مايزال بعيدا

الملاحظة الثالثة هي أن التعاون الثقافي بين البلدين دون المستوى الذى يجب أن يكون عليه .

 

و خلص المحاضر إلى أنه بإمكان الهيئات المسؤولة عن بلورة البعد الحداثي بين البلدين أن يعملوا على الارتقاء بالتعاون ربطا للعلاقات الثقافية بين البلدين ، و أنه بات حريا بها أن تتخذ من كل أبعاد الحداثة جسورا للتواصل سبيلا للتناغم الوجداني والتكامل الوجودى بين المغاربة والموريتانيين الذين يمكن أن يقال عنهم دون مبالغة أنهم شعب واحد يعيش فى بلدين شقيقين متجاورين .

 

المحاضرة أشفعت بمداخلات و استشكالات سلطت الضوء على جوانب مهمة من الموضوع .

و كان للحضور النوعي للمحاضرة دوره ، فقد حضرها دكاترة وباحثون و إعلاميون وطلاب .