بين عملاقين !

سبت, 2017-03-25 23:47

بين العملاقين محمد الحافظ بن أحمدو و الشيخ أبو شجة..

 

نقل إليَّ قبل ساعات بالهاتف النقال كل من الصديقين الشاعرين المفلقين مفخرة البلاد و ذخر العباد : محمد الحافظ بن أحمدو و الشيخ أبو شجة بن محمد بن ببانه هاتيْن الملاطفتيْن الطريفتيْن اللتيْن دارتا بينهما زوالَ يوم أمس فشفعتهما بثالثة و ها أنا أنشر الجميع تعميما للفائدة :

 

قال محمد الحافظ:

 

لُعَاعُ القَوافِي الحُوِّ يومَ تلجَّنا == بحلقِكَ غَامَ الكونُ شِعْرًا و أدجَنا

فحلَّقتَ في أقصى الشَّواهِق عارِجًا == تُخَالُ عُقابا من "عَمَايَةَ " أحْجنا

يَلَجُّ بك التَّطويحُ في كل نَفْنَفٍ == فعرِّجْ علينا كيْ تلأليءَ وَهْجَنا

 أَبا شَجَّةَ الغِطريفَ يا فَرْدَ عَبْقَرٍ == و يا قاطفا من سدرة المُنتهى الجَنى

حثَثْنا عَناجيجَ القوافي مُغِذَّةً == لميقاتِك المُنْتَابِ نبدأُ حَجَّنا

لِتجْلُوَّنا يا صَيْقَلَ الروحِ و النُّهى == كأنَّا لآلٍ ماضِغُ اليمِّ مجَّنا

 

و قال الشيخ أبو شجَّه:

 

بعَبْقَرَ كان الشعرُ صِرمةَ ناِشِدِ == فلمَّا حدوتَ الشعرَ فيها تَعَرْجَنَا

وَ فَاحَ بِمَا تَحْدُو النُّجُومُ عَرَائِسًا == فَأخْمَلتَ مَنْ سَدَّى برُشْدٍ وَ مَجَّنَا

تَرُوضُ بآفاق العُلا عنْ كرامةٍ == عِتَاقَ القوافي ما أجلَّ و أوْجَنَا 

لقد كنتَ فيها يا محمَّدُ حافِظا == شمائلَ لولاها القَرِيضُ تَهجَّنا

فأَجْنيْتَ لي منهنَّ يا شيخَ عبقرٍ == مَجَانِيَّ أنستْنا من الدهر ما جَنى

و أبدعتَ نهْجًا أنتَ ألزمتَني به == فمَنْ ذا على الأيام يَلزَمُ نهجَنَا؟!

 

 و على نهجهما تجاسرتُ فقلتُ:

 

قَرِينَانِ من فُرسانِ عبْقَرَ في حِمَى == عَرِينْيْهِما سدَّا إليهِ مَحَجَّنَا

و ما مِنْهُمَا إلاَّ لذا الثغر حافظ == و ذو شَجَّةٍ إن نَقْصِدِ الثغر شَجَّنَّا

 و ألْزَمَنَا ما ليس يَلزَمُ مَنهَجًا == لَدُنْ صاغَهُ من خالِص التِّبْرِ و الجَنَى

و مِنْ كُلِّ فَجٍّ قَدْ أتيْنَا بِأشْهُرٍ == حرام بِها أنْ يَقْطَعَ البَرُّ فَجَّنَا

رَضِينَا بِفَضْلِ الرَّوْضِ رَوْضِ قَرِيضِهِمْ ==و روضٍ لهمْ غَضٍّ يؤمِّنُ حجَّنا

نهُزُّ بِجِذْعِ السِّدرةِ المُنْتَهَى بِها == تَسَاقُطُ رَطْبٍ ما ذَوَى أو تَعَجَّنَا !

 

للتوضيح حدثني الأستاذ محمد الحافظ أنه فوجيء في المنزل بزيارة صديقه أبو شجة إذ لم يتنبه له إلا بعد أن وقف عند عتبة البيت و هم بالدخول فقال له و الله لا تجلس حتى أرحب بك شعرا لا نثرا و ارتجل في حقه القطعة المنشورة!

ثم إن أبو شجة جلس فأ نشأ ينظم الإجابة.

 

من صفحة العملاق الموسوعة : محمدن ولد سيد الملقب بدن