القدس العربي : البريطاني الذي يريد أن يقتل كل المسلمين

ثلاثاء, 2017-06-20 06:13

فى زاوية رأي القدس تناولت الصحيفة حادث الدهس الذي تعرّض له مصلّو جامع فنزبري بارك و نشرت : 

حادث الدهس الذي تعرّض له مصلّو جامع فنزبري بارك صباح أمس جاء ليكشف تصاعد موجة رهاب الإسلام «الإسلاموفوبيا» في بريطانيا وانتقالها من أعمال العنف اللفظي والجسدي إلى العمل الإرهابي الذي يقلّد، عمليّاً، هجمات المتأثرين بتنظيم «الدولة الإسلامية» وشقيقاته، ولكنّه يُستخدم، في الحالة الأخيرة، ضد المسلمين تحديداً، في مصادقة على سرديّات التنظيم الإرهابي التي تنظر إلى العالم باعتباره صراعاً للقضاء على الإسلام والمسلمين لا ردّ عليه بغير العنف الأعمى ضد المدني .

وتابعت : 

 كان حادث الهجوم على مسجد فنزبري بارك قد أظهر، وبشكل واضح، أن لا فرق بين الإرهابيين (إلا بلون البشرة ربما)، وأن من يقتل المدنيين عشوائياً باسم الإسلام لا يختلف عمن يقتل المدنيين باسم الكاثوليكية أو اليهودية أو أيديولوجيات التفوق العرقيّ الفاشية، فإنه قدّم مقارنة مهمّة، بين القاتل الذي كان يصيح إنه يريد قتل كل المسلمين، والمصلّين المفجوعين بمقتل أحدهم وجرح عدد آخر، والذين، حالما تمكنوا من القبض عليه سلّموه، من دون أن يتعرّض لأذى، لإمام الجامع الذي سلّمه، بدوره، لقوّات الأمن البريطانية.

ولعل ترافق كل هذه الحوادث التي شهدها البريطانيون، منذ مقتل جو كوكس، مروراً بهجمات البرلمان، ومانشستر، ولندن بريدج، وصولاً إلى الهجوم على المسجد، بيّنت للبريطانيين عموماً، مسلمين وغير مسلمين، أن التطرّف، من أي جهة جاء وتحت أي اسم تسمّى يستهدفهم جميعاً وأن وعي هذه الفكرة والإيمان بها سيكون الرابط القويّ الذي سيجعلهم قادرين على مواجهة الإرهاب وحواضنه الأيديولوجية المتطرّفة.

صيحة قاتل فنزبري بارك أنه يريد أن يقتل كل المسلمين تعيد تذكيرنا مجدداً، بالآية القرآنية الكريمة «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، فالقاتل المذكور، كما فعل قبله قتلة مانشستر ولندن بريدج، قتلوا، بأفعالهم، الناس جميعا.