جاء صديق إلى أبى العيناء يطلب واسطة إلى أحد الولاة ، فوعده أبو العيناء أن يكلم الجاحظ باعتبار الجاحظ صديقا لذلك الوالي ، وذهب أبو العيناء إلى الجاحظ وعرض عليه التوسط لصديقه عند ذلك الوالي ، فاستمهله الجاحظ للسمر والحديث ثم في النهاية أعطاه كتابا مختوما إلى ذلك العامل . وفى الطريق شك أبو العيناء في الخطاب ولم يأمن الجاحظ ، ففتحه وقرىء له ، فلاحظ أنه قد كتب فيه للوالي: ( كتابي إليك مع من لا أعرفه ، فقد كلمني فيه من لا أوجب حقه ، فان قضيت حاجته لم أحمدك وان رددته لم أذمك ) ، فلما عرف أبو العيناء محتوى الخطاب رجع إلى الجاحظ مستنكرا ، فقال له الجاحظ : هذه علامة بيني وبين الوالي فيمن أعتني به ، فانطلق أبو العيناء يسب الجاحظ ففزع الجاحظ ، فقال له أبو العيناء : ( هذه علامتي فيمن أشكره )!!