جامعة تركية تمنح الدكتوراه الفخرية لحفيدة الملك فيصل الأول

خميس, 2015-03-12 11:45

منحت  جامعة "باهتشة شهير" التركية، يوم أمس، درجة الدكتوراة الفخرية للأميرة نسرين الهاشمي، حفيدة الملك فيصل الأول، أول ملك عراقي في العصر الحديث، وذلك نظرًا لبحوثها في عدة مجالات علمية وأدبية، ولنشاطاتها الاجتماعية.

 

وأقيم الحفل اليوم في قاعة المؤتمرات بالجامعة في مدنية إسطنبول، حيث قدم رئيس الجامعة البروفسور "شناي يالتشن"، ومالك الجامعة رجل الأعمال "أنور يوجل"، الشهادة الفخرية لها، والعباءة المخصصة لمن يمنحون هذه المرتبة، ضمن فعالية بمناسبة يوم المرأة العالمي.

 

الحفل الذي حضره عدد كبير من أساتذة الجامعة والطلاب، بدأ بعرض فيلم قصير لصور الأميرة، برفقة موسيقى حية.

 

وتحدث رئيس الجامعة البروفسور "يالتشن" في كلمته قبل التكريم، قائلا: "في مناسبة يوم المرأة العالمي، لا تزال المرأة في تركيا تعاني من عدم المساوة بين الجنسين، فضلًا عن التمثيل النسائي المنخفض في الحياة السياسية، مقارنة بالدول الأخرى".

 

وأوضح أن "الجامعة تبذل جهودًا من أجل حماية النساء، والعمل من أجل إكمال تعليمها إضافة للأطفال، ولديها مركز للدراسات حول ذلك، ونفذت عددًا من الفعاليات، وشاركت في عدد من المنتديات، وكان لها جهود في هذه الموضوعات، ويجب تقوية النساء مادياً، وتعليميًا، وصحيًا للوصول إلى مستوى أعلى في الحياة".

 

من ناحيتها قالت الأميرة الدكتورة نسرين الهاشمي، "إنه من دواعي السرور أن أقف في هذا الصرح الأكاديمي، والذي يعد حديثًا في السنوات، لكنه كبير بمستوى الانجازات"، مهنئة القائمين على الجامعة، "لأنهم استطاعوا من خلال عملهم الدؤوب، تسليح الشباب بالعلم، والخروج إلى العالم، ولكن لا يزال أمامهم الكثير".

 

وأضافت الهاشمي أنها "جاءت من بيت آل النبوة، تحمل التكليف الشرعي من الله، بنشر العلم والعمل الصالح، ونشر الفضائل، حيث أن للعلماء منزلة كبيرة، وكانت أول الكلمات للرسول (ص) هي اقرأ، إذ أراد الله لنبيه أن ينشر العلم ويحث على أهميته، والعلم أساسه الفهم، فإذا قرأت وفهمت فستجيد التفكير، وتعمل ما هو صالح، وستتجنب البغضاء".

 

وأوضحت  الأميرة أن "الله قال لنبيه العلم، ولم يقل له آمن، أو قم وصل، وصم وزكي، أو هذا حلال أو حرام، لأن العلم أساس الإيمان، فاستدل على خلق الله بالعلم، الذي يؤثر على النفس البشرية، فتعرف الحلال والحرام، فتعمل وتنتج، لأنه الفراغ فيه شر، وورد ذكر العلم والعلماء في القرآن 856 مرة، فأعطى الله المكان العالي للعلماء".

 

وتناولت الأميرة "دور النساء في نشر العلم لأهميته، وبينت دور المسلمين في العصر العباسي على نقل العلوم والترجمة والحفاظ على المصادر ما انعكس على الإنسانية، وكذلك العلماء المسلمين الذين كان لهم دور في تقديم العلوم، والتطور وصولًا إلى نقل العلوم لأوروبا.

 

وتحدثت الأميرة عن "فضل الدولة العباسية التي قدمت الحضارة الإسلامية وأسهمت في تطوير البشرية، لذلك أجمع العلماء على أنها تحتل مكانة هامة بين الحضارات".

 

وتطرقت الكاتبة لما يحدث في المنطقة بالقول: "أنا حزينة وقلبي يبكي دمًا، لما يجري في البلدان العربية، والعراق، وكلي ألم وحيرة، ففي الوقت الذي يتم العمل والعلم، تأتي يد الجهل لتهدمه، ومنذ عدة أشهر يقوم داعش بتدمير المراقد والأضرحة، والعالم يتفرج بصمت، وقبل أيام حطموا آثار العراق، من حمورابي أول المشرعين، والحضارة الأشورية، ومدينة نمرود القائمة منذ زمن سيدنا إبراهيم، ناهيك عما أحرقوه من مخطوطات، وكتب، وجوامع، وكنائس، واستباحة لدماء وأعراض الناس".

 

وأضافت الأميرة: "الاحتلال الأمريكي عام 2003 أسفر عن سرقة الآثار، ونهب وحرق للمتحف الوطني".

 

وتابعت الهاشمي: "منذ تأسيس دولة العراق، وحتى 1990 كان التعليم إلزاميًا، لتصل نسبة الجهل تقريبًا إلى الصفر، بحسب اليونيسكو، ولكن بعد فرض الحصار بعدها، انتشر الجهل والفقر والأمراض، نتيجة السلاح المستخدم، وارتفاع عدد الوفيات وهجرة العقول، وفقد أطفال اللاجئين الهوية، وبعد 2003 بدأت مرحلة جديدة من اغتيال الأساتذة والأطباء، وارتفع عدد الأطفال الأيتام الذين لا يعلم إلا الله مصيرهم، وكان الهدف من الحصار قتل الأجيال"، على حد تعبيرها.

 

وختمت الأميرة كلامها بالقول بأنها "تشعر بالفخر بالشباب العراقي، الذي يحفر بالصخر ليقرأ ويتعلم، رغم صعوبة ظروفهم اليومية، وسيعود العراق بخير" 

 

والأميرة الهاشمي، التى أهدت التكريم لعائلتها، هي أصغر أولاد الأمير محمد بن فيصل بن الشريف حسين، ولديها 3 أخوة شباب، ونجا والدها بعد انقلاب عام 1958 من الموت، فيما قتل الانقلابيون معظم العائلة المالكة، ولم يبقى سوى الأمير محمد وعائلته.

 

 

وكالة الأناضول