طهران وواشنطن تتفاوضان بشأن الملف النووي الايراني وسط مناخ من التشكيك   

ثلاثاء, 2015-03-17 17:51

 تواصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران الثلاثاء حول برنامج طهران النووي، حيث شككت واشنطن في فرص ابرام اتفاق سياسي في الايام المقبلة، فيما تحدثت طهران عن حل "90% من المسائل التقنية".

 

وبعد 12 عاما من التوتر بين ايران والغربيين و18 شهرا من المحادثات المكثفة حددت جمهورية ايران الاسلامية ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا) مهلة تنتهي في 31 اذار/مارس للتوصل الى اتفاق سياسي يضمن عدم امتلاك ايران القنبلة الذرية في المستقبل مقابل رفع العقوبات.

 

وعلى اثر جولة اولى من المفاوضات الاثنين --بين الاميركيين والايرانيين في لوزان وبين طهران والاوروبيين في بروكسل-- التقى كيري وظريف مجددا خلال ساعتين الثلاثاء في قصر في مدينة لوزان السويسرية، يرافقهما وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز ورئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي.

 

وفي استراحة بين جلسات المحادثات اعلن صالحي للتلفزيون الرسمي الايراني "اتفقنا على 90% من المسائل التقنية" في المفاوضات مع وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز.

 

واضاف صالحي "لقد توصلنا الى اتفاقات متبادلة بخصوص معظم القضايا .. والخلافات الوحيدة الان هي حول قضية رئيسية واحدة، وسنحاول حلها في اجتماع هذا المساء" بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري.

 

وبدا صالحي اكثر تفاؤلا من مسؤول اميركي بارز في المحادثات الجارية في مدينة لوزان السويسرية الذي تحدث قبله عن وجود خلافات رئيسية قبل ايام من المهلة النهائية في 31 اذار/مارس للاتفاق على اطار لاتفاق نووي شامل.

 

وقال مسؤول اميركي كبير صباح الثلاثاء "لقد انجزنا بالتأكيد تقدما" لكن "يبقى امامنا مواضيع صعبة". وشدد على خلافات "تقنية" بين ايران ومجموعة 5+1 لكنه لم يدخل في التفاصيل.

 

وسبق ان صرح مسؤول اميركي اخر مساء الاثنين "ما زال على ايران اتخاذ قرارات صعبة جدا (...) لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية بخصوص برنامجها النووي".

 

وعندما سئل عن امكانية التوصل الى اتفاق بحلول 31 اذار/مارس، اجاب "بكل صراحة ما زلنا لا نعلم ما اذا كنا سنتمكن من ذلك".

 

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في بروكسل "حصل تقدم لكن تبقى نقاط مهمة لم تجد تسوية بعد"، علما ان حكومته تعتبر الاكثر تشددا في مجموعة 5+1 ازاء ايران.

 

ومن المقرر ان يجتمع المدراء السياسيون لحكومات دول 5+1 وايران مجددا الاربعاء في لوزان. لكن لا يعرف ما اذا كان وزراء الخارجية سيأتون هذا الاسبوع للانضمام الى كيري وظريف.

 

وعلى اثر التوصل الى اتفاق مرحلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 مددت مجموعة 5+1 وايران مرتين المهلة القصوى للتوصل الى اتفاق نهائي. وحذرت واشنطن من جهتها بانه لن يكون هناك تمديد اخر.

 

وفي حال التوصل الى اتفاق سياسي بحلول 31 اذار/مارس اتفقت الدول الكبرى وطهران على وضع اللمسات الاخيرة على كل التفاصيل التقنية بحلول 30 حزيران/يونيو او الاول من تموز/يوليو.

 

وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية وضمان استحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية.

 

وبشأن هذه النقطة بالتحديد تختلف ايران ومجموعة الدول الكبرى الست. اذ تريد طهران رفع الاجراءات العقابية التي فرضتها الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة دفعة واحدة لانها تخنق اقتصادها وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات، بينما تريد الدول الكبرى رفعها بالتدريج.

 

ويبدو ان هناك خلافات ايضا حول مدة الاتفاق وفترة تقييم تترك امام مجموعة 5+1 مجالا للتحرك ان انتهكت ايران التزاماتها.

 

وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما مرات عدة ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي يوما.

 

الا ان امكان التوصل الى اختراق تاريخي اثار جدلا حادا في الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

 

ووجه نحو خمسين عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ قبل عشرة ايام الى القادة الايرانيين رسالة مفتوحة يحذروهم فيها من ابرام اي اتفاق مع اوباما مؤكدين ان الكونغرس ستكون له الكلمة الاخيرة بشأن هذا الملف.

 

واقر المسؤولون الاميركيون بان ظريف ابدى قلقه من هذا الجدل السياسي الدائر في الولايات المتحدة اثناء محادثاته مع كيري.