الاتفاق  الاطار يفتح "صفحة جديدة" في علاقات طهران الخارجية ويثير استياء اسرائيل 

سبت, 2015-04-04 00:42

 اعربت ايران الجمعة عن نيتها العودة الى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة السياسية على خلفية برنامجها النووي، وذلك غداة التوصل الى اتفاق اطار مع القوى العظمى لقي ترحيبا دوليا فيما دانته اسرائيل بشدة.

 

وبعدما اعلنت الخميس في سويسرا "المعايير الرئيسية" لاتفاق اطار تاريخي بعد مفاوضات شاقة استمرت 18 شهرا، سيترتب الان على ايران والدول الكبرى العمل على تسوية التفاصيل التقنية الصعبة بغية التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران/يونيو.

 

ورغم هذا التوافق، الا ان الثقة لم تترسخ بعد بين ايران والغربيين الذين حذروا من ان الالية برمتها يمكن وقفها في حال عدم تقيد طهران بالتزاماتها. ورغم ذلك يبقى هذا الاتفاق الاطار انجازا اساسيا وسط ازمة مستمرة منذ 12 عاما بين ايران والاسرة الدولية.

 

وفي طهران، اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني بعد ظهر الجمعة ان الاتفاق يعتمد على وفاء الطرفين بوعودهما. وقال في خطاب نقله التلفزيون الرسمي مباشرة "اذا احترم الطرف الآخر وعوده، فسنحترم وعودنا" من اجل التوصل الى اتفاق "متوازن".

 

ورأى روحاني ان الاتفاق النووي سيفتح "صفحة جديدة" لايران والعالم.

 

وقال ان الاتفاق يفتح المجال امام "علاقات تعاون جديدة مع العالم في القطاع النووي وقطاعات آخرى" ما من شأنه "ان يفتح صفحة جديدة" في العلاقات الخارجية للجمهورية الاسلامية التي تعاني من عقوبات دولية منذ سنوات.

 

وتابع روحاني "لدينا توترات وحتى عداء مع بعض الدول، ونحن نأمل بنهاية تلك التوترات وهذه العداءات".

 

وجدد روحاني تأكيد سلمية برنامج ايران النووي، مشددا على ان تخصيب اليورانيوم "لن يستخدم ضد دول في المنطقة او في العالم".

 

وتخشى دول الخليج واسرائيل طموحات ايران في القطاع النووي. وبالنسبة لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو فان الاتفاق يهدد "بقاء دولة اسرائيل".

 

وبعد اجتماع للحكومة الامنية المصغرة الجمعة، وصف نتانياهو الاتفاق بالسيء. ولكنه اوضح ان الحل لا يقع بين خيارين هما الاتفاق السيء او الحرب، بل هناك "خيار ثالث هو الوقوف بصرامة وزيادة الضغط على ايران حتى التوصل الى اتفاق جيد".

 

وتابع في بيان ان "اسرائيل تطلب ان يتضمن اي اتفاق نهائي مع ايران اعترافا ايرانيا واضحا وغير مبهم بحق اسرائيل في الوجود".

 

واضاف نتانياهو ان "الحكومة موحدة في رفضها القاطع للاتفاق المقترح"، مضيفا ان "هذا الاتفاق يشكل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم، ويمكن ان يهدد بقاء دولة اسرائيل".

 

اما في ايران فرحب خطیب جمعة طهران آیة الله محمد امامي کاشاني بالاتفاق معتبرا انه "جيد جدا ويعتبر فوزا لنا".

 

واثار اعلان الاتفاق المرحلي ليل الخميس مظاهر فرح في طهران حيث نزل السكان الى الشارع مطلقين العنان لابواقهم وراقصين على الارصفة وهم يرفعون شارات النصر ويلوحون بمناديل بيضاء.

 

كما لقي وفد المفاوضين الايرانيين برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف استقبالا حاشدا لدى عودتهم الى طهران صباح الجمعة بعد ثمانية ايام من المفاوضات الشاقة.

 

وفي تصريحات مقتضبة، شكر ظريف المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الذي يحتفظ بالكلمة الفصل في الملف النووي، على "دعمه اللافت".

 

واشار ظريف الى انه "مقابل المكاسب التي حصلنا عليها، سنقدم بعض الامور من اجل امكان التقدم".

 

وطالما انتقد المحافظون في ايران المفاوضات مع القوى الكبرى. وفي هذا الصدد، ندد المحلل السياسي مهدي محمدي، الذي تصفه وسائل الاعلام بالمحافظ، بتسوية "غير متساوية على الاطلاق" ولا تزال "مبهمة" في ما يتعلق بالعقوبات.

 

كذلك وصف النائب المحافظ اسماعيل كوساري وفد المفاوضين بـ"الضعيف"، مشيرا الى ان نتائج المفاوضات "غير مقبولة".

 

وبموجب الاتفاق الاطار وافقت ايران على خفض عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بنسبة الثلثين (من 19 الفا الى 6104) وعلى وقف عمليات تخصيب اليورانيوم لما لا يقل عن 15 عاما في موقع فوردو علما بان اليورانيوم المخصب بنسبة 90% يدخل في صنع القنبلة النووية.

 

وينص الاتفاق على رفع العقوبات الاميركية والاوروبية فور تاكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران احترمت تعهداتها على ان تفرض مجددا اذا لم يطبق الاتفاق. اما العقوبات المفروضة بموجب قرارات من مجلس الامن الدولي، فترفع ما ان تحترم ايران كل النقاط الاساسية في الاتفاق.

 

وفي اطار ردود الفعل الدولية، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان مسالة رفع العقوبات عن ايران "لم تتم تسويتها تماما بعد" موضحا ان يجب رفعها تدريجا وفق وفاء طهران بالتزماتها.

 

اما وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير فاعتبر انه "من المبكر جدا الاحتفال" بالاتفاق. واضاف ان "كل مفاوض (...) يعلم بانه ليس هناك اي ضمان لنجاح المفاوضات".

 

واشاد وزير الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون "باتفاق صلب يقطع كل السبل امام حيازة القنبلة النووية".

 

وابدت روسيا استعدادها لتزويد ايران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها موسكو في ايران مشيرة الى انه "ما زال ينبغي توضيح نقاط كثيرة".

 

فرانس 24