المركز الثقافي المغربي بانواكشوط ينظم محاضرة حول العلاقات الروحية المغربية الموريتانية

أربعاء, 2015-04-22 17:59

نظم المركز الثقافي المغربي بانواكشوط مساء اليوم بقاعة محاضراته محاضرة تحت عنوان العلاقات الروحية بين المغرب وموريتانيا؛ (التيجانية نموذجا) ،قدمها الدكتور محمد الحنفي بن دهاه ، منسق وحدة التصوف وأستاذ مادة الطرق الصوفية في موريتانيا بقسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة نواكشوط إمام الزاوية التجانية في " انفني "

فى البداية أبرز المحاضر قدم العلاقات بين البلدين خاصة الروحية ، و أن أغلب الطرق الصوفية كالشاذلية و الجزولية وصلت من المغرب ، و ما تكتسي الطريقة التيجانية من أهمية ومكانتها فى العالم و اتساعها و كثرة مريدها لسيدى أحمد التيجاني الذى أسس طريقه على تقوى من الله و رضوان ، و التعلق بالله تعالى ، فكلامه طافح بذلك  ، و قد انتقل جده الرابع إلى عين ماض و بها استقر ، و تنسبه عدة كتب إلى الأشراف ، ولم يتأخر عنه أحد أو عاصره إلا وترجم له .

 

ثم عرض لدخول الطريقة إلى موريتانيا ، فذكر أنه فى القرن التاسع الهجري على يد ستة من الموريتانيين ،كأبى عبد الرحمن الشنقيطي ، و أحمد سالم الوداني ، و الطالب العلوي المدفون بشنقيط ، الشيخ محمد الحافظ العلوي ، وعليه انتشرت الطريقة ، و عثمان الفلاني ، وهو أول من دخل السودان بهذه الطريقة ، ثم أضحت فى القرن الرابع عشر الهجري من أكبر الطرق التى انتظم الناس بها  ،و قد استقبلها الشناقطة الذين وجدوا فيها ضالتهم ، وظلت الصلات بفس تتملك منتسبي هذه الطريقة ، فكل من قصد الحج لابد له من المرور بها ذهابا أو إيابا ، كما قال بول مارتى إن حجاج المنطقة يعتقدون أن المرور بفاس ركن من أركان الحج ، و قد دونوا ذلك فى بعض أشعارهم . كقصيدة محمدفال ولد باب فى قصيدته البليدية المعروفة ،

 

و فى المقابل أخذ مغاربة عن بعض الموريتانيين كالعربي السائح الذى أخذ عن الصغير التشيتي مؤلف الجيش الكبير  ، و ذكر السائح السند الحافظي .

و تناول المحاضر خصوصيات المميزة للطريقة التيجانية عن مثيلاتها من الطرق الصوفية التي دخلت موريتانيا مع تتبع مختلف أسانيد الطريقة التيجانية الموجودة في موريتانيا وتقديم المعلومات الأساسية المرتبطة بكل سند من حيث اتصاله بالشيخ التيجاني رضي الله عنه ومن حيث انتشاره وأهم المقدمين فيه . ثم تناول ما يأخذ البعض على الطريقة و المساجلات التى وقعت بين الطرفين . ليعرض بعد ذلك لمختلف أسانيد الطريقة .

و تقدم المحاضر فى النهاية بجزيل الشكر للعرش الملكي على رعايته للطريقة ، و ما تم فى هذا المجال فى عهد جلالة الملك محمد السادس .

و كان الدكتور محمد القادري ، مدير المركز الثقافي المغربي بانواكشوط قد ألقى كلمة بالمناسبة رحب فيها بالحضور الكريم ، مقدما الدكتور المحاضر ، مبينا الصلات الضاربة فى العمق بين الشعبين المغربي و الموريتاني ، و هي صلات عززت منها العلاقات الروحية . 

 وقد غصت قاعة المحاضرات بالمركز بالحضور المتميز الذى ضم على الخصوص أئمة و باحثين و ديبلوماسيين و إعلاميين ، و مريدين للطريقة التيجانية .

و كان للمداخلات المعقبة و الاستشكالات التى طرحها الحضور الأثر البارز فى إثراء الموضوع ، و عرضت لدور الطريقة فى مقاومة الاستعمار و علاقات البلدين الراسخة فى القدم .

جانب من الحضور