المركز الثقافي المغربي ينظم محاضرة حول جهود المرأة الشنقيطية فى السيرة النبوية

ثلاثاء, 2015-05-12 18:39

 

نظم المركز الثقافي المغربي بانواكشوط مساء اليوم بقاعة محاضراته محاضرة تحت عنوان :جهود المرأة الشنقيطية فى السيرة النبوية ، قدمتها الدكتورة زينب بنت الخرشي ،أستاذة الحديث الشريف بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ،بانواكشوط ، و قد استهلت الدكتورة زينب محاضرتها بإبراز أهمية السيرة النبوية بماتقصه علينا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم و منهجه فى الحياة ، فهي من مصادر التشريع غير المباشرة ، لذلك اعتنى المسلمون بها قديما وحديثا ،، وقالت المحاضرة إن الشناقطة لم يكونوا بدعا من الأمم فى هذا الجانب ، فجعلوا تلك السيرة العطرة نصب أعينهم و شغلهم الشاغل فتباروا فى استحضار نماذجها و استنطاق نصوصها و استلهام حوادثها و وقائعها .

و ذكرت الدكتورة زينب بأن المرأة الشنقيطية كانت دارسة و مدرسة للسيرة النبوية ، وفى وقائعها ناظمة و مؤلفة ، بل إنها شمرت عن ساعد الجد جاعلة منها المنطلق الأول لتربية الأجيال .

و كان الدكتور محمد القادري ، مدير المركز ،قد ألقى كلمة مهد فيها للمحاضرة بتقديم المحاضرة بعد أن رحب بالحضور الكريم ، شاكرا الدكتورة زينب على اقتراحها لهذا الموضوع الهام .

نص الكلمة :

سم الله الرحمن الرحيم 

 

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

حضرات السيدات والسادة الكرام،

 

يطيب لي في هذه الأمسية الثقافية المباركة التي يتجدد فيها لقاءنا أن أرحب بكم جميعا شاكرا لكم حسن تفضلكم بتشريفنا بحضوركم، لنتشارك متابعة ومناقشة موضوع هام يتناول دور ومساهمة المرأة الشنقيطية في فرع أساسي من العلوم والمعارف الإسلامية المتمثلة في السيرة النبوية العطرة .

 

كما أنتهز هذه السانحة لأشكر الدكتورة زينب بنت الخرشي، أستاذة الحديث الشريف بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية التي تفضلت باقتراح تقديم هذه المحاضرة القيمة التي تحمل عنوان " جهود المرأة الشنقيطية في السيرة النبوية ".

 

وفي هذا الصدد تقول الأستاذة المحاضرة في تقديمها للموضوع، " أن أهمية السيرة النبوية تكمن في تعريفنا بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبمنهجه في الحياة، فهي من مصادر التشريع غير المباشرة، وقد حظيت بعناية كبيرة من طرف كافة المسلمين قديما وحديثا ولم يكن الشناقطـة بدعا من الأمم في هذا الجانب، حيث جعلوا تلك السيرة العطرة نصب أعينهم ومناط قصدهم بل همهم الناصب وشغلهم الشاغل فتباروا في استحضار نماذجها واستنطاق نصوصها واستلهام حوادثها ووقائعها.

 

وقد ساهمت المرأة الشنقيطيـة في الاعتناء بالسيرة النبويــة والاهتمام بها، فصارت لها دارســة ومدرســة وفي وقائعها ناظمــة ومؤلفــة، بل إنها أكثر من ذلك شمرت عن ساعد الجد جاعلــة منها المنطلق الأول لتربيــة الأجيال وتكوين الرجال وذلك يتجلى بوضوح في سير كثير من الشنقيطيات اللائي ولين وجهوهن شطر منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربيــة والتعليم ونهجــه في الإرشاد والتوجيه، فكن بحق عظيمات ومن وراء ظهور العظماء والعلماء."

 

ومن بين النساء الشنقيطيات البارزات في مجالات العلوم الدينية والإنسانية نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

 

-خناثة بنت بكار زوجة ومستشارة السلطان مولاي اسماعيل، وجدة السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله العلوي وأستاذته والمشرفة على تربيته، وهي الفقيهة الشنقيطية العالمة المتصوفة والمحسنة للقراءات السبع والعالمة بالحديث النبوي الشريف.

 

-خديجة بنت محمد العاقل الشنقيطية، حفيدة الشيخ محنض بن الماحي بن المختار بن عثمان، وهي عالمة جليلة كانت شيخة المحضرة، روت عن والدها، وتخرج عليها علماء أجلاء، منهم أخواها أحمد والمامي عبد القادر، والمختار بن بونة .

 

ومن الأديبات والشاعرات هناك مريم بنت الأمين بن الحاج، و مريم بنت رجال و اخديجة  بنت احمد بن بكياه وخديجة بنت سيدي وصفية بنت اباه وعيشة بنت لزرك واخديجة بنت سيديا بن آدب ومريم بنت الأمين الشقروية وغيرهن كثير ...

 

وفي الأخير أشكركم مجددا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. 

 

 

 

 

 

.

وقد أشفعت المحاضرة بمداخلات للعديد من الأساتذة و الدكاترة ، و أسئلة على صلة بالموضوع ، مقدم بعضها من الحضور النسوي الذى كان لافتا ، و قد ردت المحاضرة على مجمل الأسئلة .

 

وهذا نص المحاضرة :

تمهيد : يحسن التنبيه هنا إلى أن الإسلام اعتنى كثيرا بالمرأة وأنزلها منزلة عالية، فبعد أن كانت تسبى في الحروب وتورث كرها، وتباع في الأسواق، صارت ذات مكانة، فقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بيوم جعله لتعليمهن وتدريسهن، وفي الأحاديث كثير من الوصيـة بالمرأة والعناية بها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا»  ولا يخفى ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف من البر بالوالدين ولا سيما الأم، ففي الحديث أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أردت الغزو وجئت أستشيرك، فقال صلى الله عليه وسلم: «فهل لك أم»؟ قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها».  وكان من بين الصحابيات عالمات، فكانت عائشة رضي الله عنها من المكثرين في الحديث، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى أن يستفيدوا من علم أمنا عائشة رضي الله عنها، فقال صلى الله عليه وسلم: « خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء».  يعني عائشة رضي الله تعالى عنها، فقد برعت في علم الحديث، وأخذ عنها كبار الصحابـة والصحابيات، كما برعت في حفظ كتاب الله وعلومه، وشاركت في الفقه وأصوله،  فكونت مدرسـة ما تزال علومها تدرس إلى الآن.

وقد تواصل هذا الجهد النسوي في العهود الأموية والعباسية والعثمانية وفي عصر النهضة الحديثة، كما أشار إلى ذلك زعماء الإصلاح خاصة حافظ إبراهيم الذي اختزل أزمـة الشرق في تخلف المرأة وجهلها حيث يقول: من لي بتربية النساء فإنها الأم مدرسـة إذا أعددتها الأم أستاذ الأساتذة الألى الأم روض إن تعهده الحيا   في الشرق علة ذلك الإخفاق أعددت شعبا طيب الأعراق شغلت مآثرهم مدى الآفاق بالري أورق أيما إيراق

ويذهب هذا المذهب نفسه أمير الشعراء أحمد شوقي، فقد ربط ربطا وثيقا بين تخلف الأم وشيوع الأميـة، مصرحا أن الأطفال يمتصون من ثدي أمهاتهم ملامح الخمول والجهل، فلا غرو أن يعم الجهل بالأوساط المشرقية إذا ما كانت المرأة غبية جاهلة يقول: وإذا النساء نشأن في أمية   رضع الرجال جهالـة وخمولا

وينتهج هذا النهج نفسه الشاعر معروف الرصافي مذكرا بقيمـة الأخلاق التي يكتسبها الأطفال في أحضان أمهاتهم، مشبها نمو الأخلاق بنمو النبات، منتهيا إلى أن ماء المكرمات هو أفضل ما تتعهد به أخلاق الوليد، ومصرحا أن حرم الأم مدرسـة متميزة تعني بتربيـة الأجيال وتكوين الرجال يقول: هي الأخلاق تنبت كالنبات تقوم إذا تعهدها المربي ولم أر للخلائق من محل فحضن الأم مدرسة تسامت وأخلاق الوليد تقاس حسنا وليس ربيب عالية المزايا وليس النبت ينبت في جنان

  إذا سقيت بماء المكرمات على ساق الفضيلـة مثمرات يهذبها كحضن الأمهات بتربيـة البنين أو البنات بأخلاق النساء الوالدات كمثل ربيب سافلة الصفات كمثل النبت ينبت في فلاة

ونقرأ في الأشعار الشنقيطية ما يشعر بأن الأوساط المعرفيـة توفر لأبنائها جوا علميا متميزا، فالطفل الذي ينشأ في وسط عالم يجد نفسه متعلما ومثقفا دون أن يشعر، وذلك ما عبر عنه أحد الشعراء في نغم حماسي مثير ولغـة شاعريـة معبرة، حيث يقول:  لنا العربية الفصحى وإنا فَمُرضَعُنا الصغيرُ بها يُنَاغِي    أحقُّ العالمين بها انتفاعا ومُرضِعُهُ تُكَوِّرُهُ قِنَاعا

وقد أحس الشناقطة بهذه المكانـة المتميزة للمرأة فأكرموها وبالغوا في تعظيمها وخدمتها، موفرين لها كل أسباب المتعـة والراحـة، فالمرأة عندهم ينبغي أن تجنب كل تعب ومشقـة، فهي أميرة الأسرة وسيدة البيت« فكأن النساء عندهم لم يخلقن إلا للتبجيل والإكرام والتودد لهن، فلا تعنيف عليهن ولا تكليف، فالمرأة سيدة جميع ما يتعلق بالبيت من متاع وماشية، والرجل بمثابـة الضيف فلها أن تفعل ما تشاء من غير اعتراض ولا مراقبـة، وليس من العادة أن تفعل شيئا من الخدمـة في بيتها إلا أن تكون في بيت فقير فتفعل من ذلك ما لا يناسب الرجال مباشرته.  وقد أصبح هذا التكريم تقليدا متبعا وعرفا لازما، فعلى الجميع أن يعطف على المرأة ويعاملها بكل إكبار وتقدير، وذلك ما عبرت عنه لهجـة القوم في ألفاظ يسيرة تنصف النساء وترفع من شأنهن، مؤكدة أنهن "عمائم الأجواد ونعال الأنذال." وبذلك يتجلى حضور المرأة المتميز في مختلف نواحي الحياة، فقد هيأتها الباديـة الموريتانية للاضطلاع بدور كبير يشمل إدارة شؤون الأسرة والاستشارة في الأمور السياسيـة والإسهام في الثقافـة والجوانب المعرفيـة، إضافـة إلى تغطيـة خدمات البيت مع المشاركـة في صعاب الأعمال.  

المحورI- مكانـة المرأة الموريتانية في الثقافـة العربية والإسلامية يتجلى حضور المرأة في مختلف نواحي الحياة. فقد هيأتها البادية الموريتانية لتدبير شؤون الأسرة، والمشاركـة في الحقل السياسي بوضع نصوص تسهم في مسطرة قانون الأسرة وكذا  الأحوال الشخصيـة، وتحصيل جوانب المعرفـة المتعددة حيث كانت تتلقى مايتلقاه الطفل في صغره من علوم. فالفتاة الشنقيطية لم تستثن من الذهاب إلى الكتاتيب في سن مبكرة، وتعلم القرآن وتحصيل المعارف والأخلاق، والخضوع لأساليب التهذيب والتأديب التي كانت متبعة في تأديب وتهذيب الفتيان، وكأنها كانت تعد نفسها للمشاركـة في الحياة العلميـة.

وهكذا استطاعت المرأة الموريتانية أن تتخصص في بعض حقول المعرفة، مركزة بشكل خاص على حفظ القرآن الكريم، ودراسـة السيرة النبويـة، بل بلغ بها الأمر إلى النبوغ حتى في الحقول التي كانت بعيدة عن اهتماماتها وانشغالاتها التربويـة كنظم الشعر، وإنشاء القريض، وحفظ الحكايات الشعبية وتلقينها للصبيان، وسرد الألغاز والأحاجي... وهناك من ذهب إلى أن نشأة الشعر الموريتاني قد ارتبطت بالمرأة ارتباطا وثيقا، بل هناك من عدها مفتاح الشعر والقريض، فنالت بذلك الخظوة والمنزلة الرفيعة في قصائد الشعر المؤلفة. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن المرأة الموريتانية لم تكتف بمجرد كونها محور القصائد المنظومة، بل عكفت على نظم الشعر بمختلف أغراضه من مدح ورثاء وهجاء واستسقاء... وهذه نماذج من الأبيات التي ألفتها، أو ألفت عنها تبين ماتمت الإشارة إليه سابقا. فمن نوادر الشعر الموريتاني تلك الأبيات التي نظمتها السيدة مريم بنت أحمد زيد اليعقوبية في التوسل إلى الله تعالى بسر السبع المثاني أن يحفظها من المكاره والمآزق حيث تقول: علينا من الرحمن سور مدور وسور من السبع المثاني وراءه وهذا ضمان الله رحنا بحفظه إذا كنت وحدي سائرا في مضلة أمام وخلف المرء من لطف ربه ترى الأمر مما يتقى فتخافه    وسور من الجبار ليس يسور وياحي ياقيوم والله أكبر وذمته مما نخاف ونحذر وحولي من الاعداء ما ليس يحصر كوالئ تنفى عنه  ما كان يحذر ومالا ترى مما يقي الله أكثر

وكذلك الأبيات التي نظمتها السيدة مريم بنت الأمين بن الحاج الشقروية، الشاعرة المثقفـة لها مشاركـة في مختلف العلوم حفظت القرآن الكريم في سن مبكرة، ونبغت في كتابـة الشعر وتعاطيه، من أهم آثارها: ديوان شعري أكثره مفقود وشرح على كافية ابن مالك. هذه الابيات نظمتها في التشوق إلى ابنها تقول ضمنها: ومناد باسم الحبيب ينادي بت حيرى أرعى النجوم غراما كلما رمت للفراش افتراشا ليت شعري أطال ليل اللقيا   طار نومي له وطار فؤاي لا أذوق الرقاد طعم الرقاد حال دون الفراش شوك القتاد طال ليلي من بعدها وسهادي

كما نجد أحد العلماء ينظم بيتين يعربان عن انكباب المرأة الموريتانية على الدرس والمطالعـة خاصـة في حقل العقيدة والسيرة النبوية والغزوات، وقد استخدم بعض معارفه البديعة، ولاسيما التورية والجناس، منطلقا من عناوين بعض المقررات المحظرية وهما كتابي : " إضاءة الدجنـة في اعتقاد أهل السنة" و" قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار" متخذا من هذين العنوانين وسما لمحبوبته التي جعلها إضاءة للدجنـة وقرة للأبصار حيث يقول: قد كتبت إضاءة الدجنة من بعد درس قرة الأبصار   في لوحها إضاءة الدجنـة والغزوات قرة الابصار

وهذه النماذج هي على سبيل المثال لا الحصر.  

المحور II: جهود المرأة الموريتانية في التربية والتدريس • جهودها التربوية : تعمل الأم الشنقيطية دوما على اكساب طفلها فعل الخير والطيب من القول، فهي تنشئه على كلمة التوحيد مرددة في أذنه " لاإلـه إلا الله محمد رسول الله" كما تنومه مكررة على مسامعه صدر البسملة قائلـة في نغمات موقعة " بسم الله خير الأسماء بسم الله " عدة مرات متواصلة حتى يكتمل نومه ويسكت عنه الغضب، وأكثر من ذلك فهي تربيه على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى معرفـة سيرته وغزواته، من ذلك رجز راقص على شكل موشح كثيرا ما تردده الأمهات على مسامع الصبية الصغار وفيه. مولده بمكة   إسراؤه بمكة،   وبعثه بمكة،       وقبره بيثــرب،   إنكار ذا كفر جلي     من واجب على الولي     تعليم هذا للصبي.  وثمـة رجز آخر متداول عند الأمهات في بعض مناطق البلاد كثيرا ما يرددنه كي يعلق بذاكرة الصبية ويستقر في صدورهم، مضمونه يربط صحة الإيمان بمعرفـة سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ومهاجره والرجز هو: القلقشندي علمنا أن النبي وأنه لطيبة قد هاجرا مشترط في صحـة الإيمان   من هاشم ومن قريش نخبا من مكـة ومكـة أم القرى في مهرق التوحيد لانجبنان 

  ومن الاشعار التي يقدمن للصغار، الجزء المتعلق بأجداد النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبه من منظومة البدوي لأنساب العرب، فيربي الطفل على محبـة آل البيت، وعلى التعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، مكررات على مسامعه الأبيات التاليـة وهي: النسب الذي عليه اتفقا أحمد عبد الله عبد المطلب ابنُ قصي ابنِ كلاب مره فهر ابن مالك ونضر ذو السكه إلياسها مضرها نزار   كل الورى إذ بالنبي أشرقا وهاشم عبد مناف المنتخب كعب لؤي غالب ذو الغُرة كنانة خزيمة فمدركه معد عدنان انتهى الخيار   

كما كان الأمهات يعودن الطفل في هذه الفترة على حفظ أسماء العشرة المبشرين بالجنـة، فيأمرنه بتكرارها كل عشيـة وصباح على الترتيب التالي: " أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبيدة بن الجراح". • جهودها في التدريس : وبسط ذلك في النماذج النسائيـة التي كان لها حضورها الواسع في حقل التدريس والإقراء ومنهن:  اخناثه بنت بكار البركنية: زوج السلطان إسماعيل وأم ولده عبد الله، كانت لها مشاركـة في العلم، فقد خلفت طرة وتقاييد على كتاب الإصابة في تمييز الصحابة مما يدل على رسوخ قدمها في البحث وإطلاعها على الكتب، وكانت تحاور العلماء.  أم عبد الله مريم بنت حين الجكنية، وصفت بحدة الذكاء وسرعة الفهم، وهي من بيت علم وصلاح، عرف أهله بكثرة العلماء، كانت تساعد أباها في تحرير النوازل والفتاوى مهيئـة له المراجع والمصادر، وكانت ذات خبرة بالفقه والنحو والسيرة والعقائد والقرآن، لها عدة منظومات في العقائد والسيرة النبويـة، كانت تقرض الشعر، ولها في النصح والإرشاد:  تباعد عن العصيان إن كنت ذا عقلِ وخَفْ فجأة الموت الذي يأت بغتة ولا تطع النفس الخؤونـة إنها ألا فاغتنم دهر الشباب فإنه وإن فات مجانا شبابك فابكه ألا فابكينْ دمعا عبيرا وعندما فإن عقاب الله أعظم زاجر وتب قبل طي العمر إنك حادث فعمر بذكر الله عمرك كله وختما بحسنى ربنا منك أرتجي   وشمر لفعل الخير ناهيك من شغلِ وإياك والإسراف في الترك والفعل لأمارة بالسوء في غاية البخل جزاء حديث أزكى من الكهل عسى الله بعد الشيب يحظيك بالبذل على ما عوضت من علومك بالجهل عن الشغل باللذات للحاذق النبل وعما قليلٍ راجعٌ أنت للأصل فهذا وأيم الله فائدة العقل وصل على خير النبيين والرسْل

 خديجة بنت العاقل، عالمة جليلة فائقة في علم المنطق لها شرح على كتاب السلم، أخذ عنها العلامة المختار بن بونه والإمام الألمامي عبد القادر الفوتي قائد الحركة الأمامية أو حركـة الأئمـة، لها عنايـة بالسيرة النبويـة.  فاطمة بنت سيد عبد الله بن الفاضل: ساعدت أخاها أحمد في الإجابـة عن نازلـة من نوازل فقه الطهارة والصلاة مستفيدة ذلك من حضورها أحيانا لمذاكرة طلبته الذين كانوا يغشون أحد بيوت الحي رغبـة في المراجعة والإستذكار، ولما سألها أخوها عن سندها في جوابها الفقهي، أنشدته بيتا من الشعر، يحمل الجواب ويكشف عن اطلاعها العميق على الأدب والسيرة، إذ قالت : وكان مصلى من هديت برشده   فلله مغوعاد بالرشد آمرا

وهي بهذا البيت تروم تنبيه أخيها إلى أن مجلس المذاكرة العلميـة الذي كان ينهاها عن الذهاب إليه هو الذي أخذت منه هذه المعلومات الفقهيـة التي مكنتها من الإجابـة عن النازلـة.  هند بنت عبد الله بن محمد سالم المجلسية: كانت تدرس الفتيات في بيتها، وكذا الفتيان مستعملـة سرادقا بين ركيزتي خيمتها يسترها عن الرجال وكان زوجها يرجع إليها في النوازل المستعصيـة عليه، إذ كان يزاول التدريس المحظري هو الآخر، لها تقاييد مفيدة في الفقه والسيرة.  أم الفضل بنت الهاشم العلويـة: العالمـة المدرسـة الشاعرة ، لها درجـة عاليـة في العلم، جعلت بعضهم يصفها بمثقفة المنطقة وخنساء تجكجة، اشتهرت بإحياء الليالي المولدية، مرددة بمناسبتها اشعارا نبويـة رفيعة تجمع بين الإنشاء والإنشاد، وتضم المديح إلى الإرشاد . لها مادة شعريـة تشكل ديوانا يضم معظم أغراض الشعر، وتتسع مادته الشعريـة لتشمل المدح والتنويه والرثاء والتأبين والاحتفاء والترحيب والمشاعرة والتراسل والسقيا والاستسقاء، من ذلك قولها في رثاء رجل يسمى محمد عبد الله: فمن للمثاني والقوافي بعيده ومن لحديث المصطفى حال نشره فلا ميل في الفتوى ولا ميل في القضا فمن يرد التعليم يلقى مراده ومن يبغ حكم الله والحق يلقه ففي الحق مبسوط وفي الجور عابس   ومن لضريك الليل والليل شامله شمائل تروى ثم تروى مسائله ولا نقض للحكم الذي هو قائله ومن يرد المعروف يلقاه نائله إلى السنة البيضا تشد رواحله وفي الله لا ترضى دواما عواذله كانت هذه السيدة شيخة محظرة تخرج منها عدد من الأئمـة والعلماء والمدرسات، وكانت لها جهود جبارة في التوعيـة والتثقيف، حتى إنها كانت رمزا من رموز نهضـة الإحياء الأدبي، ودرعا من الدروع المحصنة في وجه الاستعمار.  ميمونة بنت محمد بن المحبوب اليدالية، حافظة ومدرسـة للقرآن، لها مشاركة في العلوم، كالنحو والفقه والسيرة، والغزوات، عرفت بالورع والتقوى وكثرة التلاوة للقرآن ومدارسـة الحديث.  خديجة بنت محمد عبد الله الحيبلاوية: كانت لهذه المرأة معرفة بالسيرة غير يسيرة، فقد استطاعت أن توشح أحد أبيات قرة الأبصار بمنظومة بينت ضمنها الإبهام الوارد في بعض أبيات تلك المنظومة، فقد قال صاحب قرة الأبصار: والماءَ قد زودتَ قوما رِفدا

  فعاد أيضا لَبَنًا وزُبْدَا

فعلقت النظامـة خديجة على هذا البيت مبينة هؤلاء القوم الذين زودهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الرفد وظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم بين أيديهم حيث تحول الماء لبنا وزبدا فهي تقول: قد بعثوا لخاخ الأسيادا روضةِ خاخ التي قد أخبرا زودهم بالماء خيرُ مؤتمنْ

  عليَّ والزبيرَ والمقدادَ أنَّ بها المرأةَ خيرُ مَنْ درى فصار ذاك الماء زُبْدًا ولَبَنْ

 عيشة بنت الأزرق: والدة الشيخ سيد المختار الكنتي، كانت تشرف على تدريس البنات بمحظرة زوجها الشيخ سيد المختار الكنتي، يروى أنها ختمت تدريس مختصر خليل لهن في اليوم الذي ختم فيه زوجها تدريس هذا المختصر لجماعـة من الرجال.  أم الخيرات بنت أحمد بن المختار الجكنيـة: مشاركـة في العلم ولها معرفـة كبيرة بالسيرة، أخذ عنها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( آب بن أخطور الجكني ) بعض الأنظام في السيرة النبويـة وفي أنساب العرب وأيامهم، ويذكر أن لها نظما في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم يقع في سبعمائـة وألف بيت.  فاطمة الزهراء بنت سيد أحمد الملقب الجكاني: كانت من فضليات النساء العالمات المتعلمات القانتات المحسنات الذاكرات الصالحات الطيبات أقوالا وأفعالا، وكانت شمس نساء زمانها، وغرتهن علما وعملا وأخلاقا ونبلا.  حفظت القرآن وهي بنت ثمان سنين، وظلت ملازمـة لتلاوته إلى أن توفيت، وتلقت مختلف المعارف المحظريـة عن والدتها، وكانت آيـة في الحفظ والضبط لكثرة مطالعتها كما كانت متمكنة من تفسير الجلالين، والذهب الإبريز، كما أنها تكاد تحفظ بالمطالعة شرح الزرقاني للموطأ، وشرح ميارة لابن عاشر، وشرح جسوس للشمائل، وشرح بنين للهمزيـة، وشرح الباجوري لميمية البوصيري، وممن أخذ عنها السيرة محمد بن أبياه وابنها سيد أحمد وشقيقته ومحمد يحي بن سيد أحمد، وكانت تدرس النساء وقد نسخت بخطها الجميل عدة كنانيش في مختلف المعارف، وكانت تقول الشعر، إلا أنها لا تذكره إلا لخاصتها. تقول في تحديد معني لفظ المن وحكمه : ألمنُّ تَعداد الإِلى وهْو حرامْ إلا إذا وقع من شيخ على أو والد أو سيد على الولد   ومبطلٌ للعمل الذي يرامْ تلميذه فجائز لن يحظرا أو عبده ذا الحكم في الصاوي ورد

 عائشة بنت محمد بن حبيب المجلسية : كانت رحمها الله تقية عابدة، وكانت من أهل العلم متخصصة في السيرة النبويـة تحفظ نصوصها مع إتقان ومعرفـة لدلالتها ومعانيها وقصصها، وممن درس عليها السيرة عن طريق المذاكرات والإفادات والمحاضرات، الأستاذ المدرس محمد عبد الله بن محمد سيد ومحمد يحي بن سيد أحمد، وبصفـة خاصـة فإنها كانت تتقن قرة الأبصار، ونظم المغازي، ونظم عمود النسب ونظم الخاتمة لأحمد البدوي، ونظم الشهداء لإبن متالي، ونظم أهل بدر للشيخ محمد المامي.  مريم مام بنت محمد مولود بن محمد المختار بن البدوي المجلسيـة: ويذكر أنها من فضليات النساء العارفات، اشتهرت بالحفظ والمعرفـة، سيما في علم السيرة النبويـة.  أم الخيرات بنت أحمد بن أحمد محمود المجلسية، كانت قارئـة مقرئـة فقيهية سيرية، عابدة، كثيرة المطالعة، حافظة للكثير من الأشعار والأنظام والمدائح النبويـة.  طويلـة العمر بنت محمد فال بن ابُّتَّ المجلسية: كانت مشاركـة في علوم الفقه والسيرة والأدب، وكانت طبيبـة ماهرة.  ميمونة الملقبـة النجاح بنت محمد فال (الددو) بن محمد مولود المباركية: لها مشاركـة في العلم ومعرفـة بالسيرة غير يسيرة، وقد أشار الشيخ محمد الحسن بن الددو إلى جملة من مناقبها قائلا:  وأمهم فريدةُ الأزمان ميمونةُ النجاحُ بنتُ الددوِ   طيبةُ الأديان والأبدان سيدِ كل حاضر وبدوي

ومن ـأنظامها في السيرة نظم في ذكر بني مقرن وهم الإخوة السبعة المزنيون الذين هاجروا، وقد أشار إليهم أحمد البدوي في عمود النسب بقوله: والأخوة السبعة من مزينه إذ هاجروا لطيبة ولا ترى   مزينة التيس لأد زينه لغيرهم وفتحوا للأمرا

وقد وشحت النجاح المذكورة هذين البيتين، ببيتين ذكرت ضمنهما أسماء هؤلاء السبعة فقالت: حذيفة نعيم النعمان كذا ضرار سبعة يالهم   سويد معقل كذا سنان من سبعة قد أنجبت أمهم

 خديجة بنت محمد يحظيه بن المختار المباركـية: وهي والدة النجاح المذكورة، لها مشاركـة في العلم والمعرفـة خاصة علوم السيرة، وقد أخذ عنها جمع من العلماء، من بينهم: أحمد محمود بن أمين المباركي ومحمد محمود بن يداد الحسني ومحمد بن عبد الله الجكني، وقد تحدث عنها الشيخ محمد الحسن بن الددو في نظمه المذكور مبينا فضلها ومكانتها العلميـة حيث يقول: وأمها عمته خديجة في كل فن طبة خبيره وهي في التجويد للقرآن أفادت الشيخ الفوائد الكبر   للسابقين فهي النتيجه قد برزت لاسيما في السيرة وحفظه معلومة المكان كما بعلمي المغازي والسير

 مريم بنت المختار السالم بن أمد المجلسية: كانت من أهل العلم والأدب حافظة لكتاب الله تعالى، وكانت على جانب كبير من معرفـة علم التاريخ والأنساب والسيرة النبوية.  عيش بنت محمد بن الداه: 1341-1391هـ، كانت على درجة عالية من الحفظ والإتقان، ولها مشاركات في مختلف العلوم، كانت تدرس السيرة النبوية لنساء حيها.  مت بنت محمدي بن بدي: 1316- 1400هـ، عالمة بالسيرة النبوية لها مشاركـة في العلم، أخذت عن محمد الأمين بن بدي (حميين) والقاضي محمدن بن محمذن فال بن أحمدو فال، علم الأصول والفقه والنحو، درس عليها أحمد بن بدي بن محمد المختار رحمه الله ومحمد الحافظ بن السالك ومحمد عبد الله بن محم ومحمدي بن المصطفى... قال عنها محمد الأمين بن بدي (حميين) «لو صح إسناد القضاء إلى النساء لكانت جديرة به».  صفيه (فف) بنت محمد فال بن باب 1320-1400هـ: برعت في السيرة النبوية وفي النحو، أخذت عن والدها محمد فال بن باب بن أحمد بيب وخالها ألمين بن سيدي. أخذ عنها العلامـة اباه بن عبد الله، ومحمد عبد الله بن محم وأحمد بن بدي بن الحاج.   أم كلثوم بنت محمد محمود بنت الطلبه: مشاركة في العلم، ولها معرفة كبيرة بالسيرة النبوية واللغة والأدب، خطاطـه، نقلت مصحفا شريفا بيدها. ت2012م.  عائشـة بنت حامد: عاشت في وسط معرفي، أخذت عن والدها العلامـة المختار بن حامد، لها اهتمام كبير بالسيرة النبويـة على مستوى التدريس والحفظ والتأليف.  عائشة بنت القاضي محمد عالي بن فتى: ولدت 1949، متخصصة في السيرة النبوية، درست على والدها  العلامة محمد عالى بن فتى، ومحمد عبد الرحمن بن الحاج وسيدي محمد بن آب، وأم رومانه بنت أحمدو فال صفية بنت اباه...  درست في مدارس ابن عامر ومعهد أبي بكر الصديق بقرية برينه... ولا يزال عطاؤها العلمي مستمرا إلى اليوم.  من أشهر كتبها: • نظم في أقارب العشرة المبشرين بالجنة. • نظم في أسماء آلاته صلى الله عليه وسلم. • نظم في بعض حملة الرايات.  مريم السالمـة بنت لمرابط بن الطلبه:  أستاذة خبيرة بالسيرة النبوية، درست في كثير من المدارس الأهليـة، لها محظرة شهيرة في انواكشوط، تدرس فيها النساء السيرة النبوية وغيرها من العلوم الشرعيـة واللغوية، وهي إلى جانب ذلك تدرس الرجال والأطفال أيضا، ناهيك عن أخلاقها العالية وخلالها الكريمـة. ومن أشهر كتبها:  البحث الحثيث في بعض ماوجه للنساء من حديث.  جولة الألباب في أسر النبي والأصحاب  التوضيح المبين في حملة الرايات والمستخلفين  تحفة الراغبين في معرفة بنات النبي وأمهات المومنين  ممتع الأسماع في شأن حجة الوداع  منهج النساء في السلوك وبر الآباء   منهج النساء في خدمة البيوت وتربية الأبناء. وتمتاز كتب الأساتذة : مريم السالمـة، بوضوح الرؤية وغزارة المادة العلميـة، وجودة الأسلوب، وخلوه من الصعوبـة والتعقيد. ونود أن نقف وقفة تأمل مع كتاب هذه المرأة المسمى" تحفة الراغبين" وهو كاسمه تحفة نادرة، وهو عبارة عن منظومـة مفيدة تقع فيما يناهز أربعمائة بيت 360 بيتا، وهو في طبعته التي بين أيدينا يقع في ست وخمسين صفحة، موزعة ما بين التقديم، والمقدمة ومتن المنظومة، فالتقديم يقع في ثلاث صفحات، والمقدمة في صفحة واحدة، والمنظومـة في خمسين صفحة من الحجم الصغير، والتقديم بقلم الأستاذ عبد الله بن إسلم بن فتى، والمقدمة بقلم الناظمة، وهي عبارة عن بطاقـة تعريف للموضوع تبين الغرض من دراسـة السيرة النبويـة، وقد صرحت الناظمـة أن السيرة غذاء للأفئدة والقلوب وإصلاح للأعمال والأعمال، ثم انتهت إلى أن هذه المنظومـة تعد تكملـة وتوسيعا لمنظومـة سابقـة، فهي تروم من خلالها الشمولية والاستيعاب، محاولة أن تستقصي أخبار أزواجه صلى الله عليه وسلم وبناته تقول «وهن ذوات استحقاق الصدر فيما أردت من إشراق القلب وتنوير الجوارح بهداه صلى الله عليه وسلم، وكيف لا وهن بيت النبوءة، يحضرن نزول الوحي ويلابسن ما نزل عليه أخص الملابسة، رضوان الله عليهن، ما زلت أجمع قصدي وأشد عزمي على إفرادهن في نظم يحوي من صالح أعمالهن وطيب أحوالهن ما يقر البصر ويشنف السمع ويفيد المتعلم، ولم أزل أسأل الله التوفيق لذلك، فمن له الحمد والشكر بتيسيره، وهو ما نحن بصدده». وقد نوه مقدم الكتاب بقيمته العلمية مؤكدا أن الغياهب تستضيء بأنواره، وأن الأمـة تتحصن بأسواره، كما أن الأجواء تتعطر بعبيره، كما تزين الألفاظ بنظمه وتعبيره يقول: «في هذا الجو الموبوء، والظلام المدلهم، ومن إحدى المدارس النسويـة، تتعطر الأجواء بكتاب جديدة للأستاذة الفاضلـة والأخت الكريمـة مريم السالمـة بنت الطلبه وهو جولـة جديدة في رحاب البيت النبوي ترجمت فيه لأمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم.  وقد استهلت المرأة منظومتها بالثناء على الله سبحانه وتعالى إذ من على المؤمنين بأن بعث فيهم رسولا من أنفسهم، وجعل محبته لازمـة، فهي من أولى الأولويات، وأهم القرب والطاعات، كما جعل الفوز في اتباع سنته صلى الله عليه وسلم، وانتهاح سبيله، كم أن الخسران والعياذ بالله في الانحراف عن سنته، تقول:  حمدا لمن من بسيد العرب وجعل المنهاج في الطريق فعدم اتباعه مضله لكن من أنعم بالشوق عليه قرابة النبي أهل بيته وللنبي أربع من البنات وإنه كانت بلا امتراء قد خصهن الله بالنداء وهن كن أمهات المومنين   وجعل الشوق له خير أرب تتبع الآثار بالتوفيق لا سيما لأهل هذي الملـه أحب الأقرب فالأقرب إليه فجهلهم عار على أمته محببات صينات محصنات نساؤه أفاضل النساء منوها في الذكر بالثناء فحقهن ثابت على البنين

وبعد ذلك تأخذ في تعداد مناقب بنات النبي صلى الله عليه وسلم الواحدة تلو الأخرى بادئـة بفاطمـة الزهراء، ثم زينب ثم رقية، ثم أم كلثوم، لتشفع ذلك بأمهات المؤمنين، فقد بدأتهن بأم المؤمنين خديجـة بنت خويلد، وتوجت منظومتها بخاتمـة أثنت فيها على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله، وصلت على رسوله صلى الله عليه وسلم، مبينـة أن الله سبحانه وتعالى يسر لها ما أرادت من نظم هذا الحرم النبوي الكريم، تقول: هنا انتهى الذي أردت نظمه فالشكر للموجود كان قيدا ثم صلاة ربنا مع السلام ما أرسل اللطف لخلقه فعم    حمدا لمن يسر أن أتمه وللذي فقد كان صيدا على النبي أحمد بدر التمام ويسر العمل للمرء فتم 

 السالمة بنت محمد المختار (عباد) بن محمد بن الداه: أخذت عن مت بنت محمدي ومحمد ينجح بن بدي وخالها محمد الأمين بن الهادي وأحمد بدي بن محمد المختار بن بدي والتاه بن ألما وزوجها محمدي بن المصطفى، درست الحديث والسيرة والنحو والفقه، لها نظم في أمهات المؤمنين، تبين ضمنه القبيلة والأصل الذي يجمعهن مع النبي صلى الله عليه وسلم ولها كذلك نظم في أحكام الحيض. وخلاصة القول إن المرأة الشنقيطية كان لها إسهام مقدر في ساحـة الثقافـة والعلم وخاصـة في حقل السيرة النبويـة، فقد كانت دراسـة ومدرسة، وناظمة ومؤلفة، ومرشدة ومربيـة، فقد شمرت عن ساعد الجد، مربية الأجيال، ومكونـة الرجال، وذلك ما يتجلى بوضوح  في سير كثير من النساء الشنقيطيات، فالقارئ لكثير من سير علماء الشناقطة وأئمتهم يعلم أن النساء قد بذلن جهودا مشكورة في إعداد أولئك الرجال، وبذلك يتضح لنا مصداق قولهم: " وراء كل عظيم امرأة".

  فهرست المصادر والمراجع:  إرواء الغليل للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ، 1985.  الأزهار الشذية في الأعلام المجلسية لمحمد يحي بن سيد أحمد ، مرقون.  البداية والنهاية لابن كثير، دار الفكر- بيروت.  بلاد شنقيط المنارة والرباط للخليل النحوي، تونس، 1987، المنظمـة العربية للتربية والثقافة والعلوم.  تحفة الراغبين في معرفـة بنات النبي وأمهات المؤمنين، الأستاذة مريم السالمة بنت لمرابط بن الطلبه.  ثمرات الجنان في شعراء بني جاكان، الشيخ عبد العزيز بن الشيخ الجكني، ط1، بيروت 2004.  الجليس المؤنس في تاريخ وأنساب المجلس، اباه بن محمد عالي بن نعم العبد المجلسي، لبنان، بيروت،ج3/ ط،1، 2011.  حياة موريتانيا الثقافية، المختار بن حامد، بيت الحكمة، تونس، 1990.  ديوان حافظ إبراهيم، دار الجيل- بيروت، 1408هـ، 1988م.  ديوان الرصافي، الجزء الثاني، مطبعة الاستقامة- القاهرة، ط7، بدون تاريخ.  سنن النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط2، 1406هأ، 1986م.  الشوقيات، دار الكتاب العربي في بيروت- لبنان، بدون تاريخ.  صحيح البخاري، دار ابن كثير- اليمامة- بيروت، ط3، 1407- 1987.  صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي- بيروت.  فتح العليم في معرفة سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم: أحمدو بن ممون، مطبوع في انواكشوط، دون تاريخ.  المستدرك على الصحيحين للحاكم، دار المعرفـة- بيروت- لبنان.  مصنف بن أبي شيبه، دار الفكر.  المقاصد الحسنية للسخاوي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط1، 1399هـ، 1979م.  مكانة المرأة الموريتانية في الثقافـة العالمة: محمذن بن أحمد بن المحبوبي، مجلة الأديب، تصدر عن رابطة الأدباء والكتاب الموريتانيين.  إسهام المرأة الموريتانية في التربيـة والتثقيف، محمذن بن أحمد بن المحبوبي، مجلة التربية، المدرسة العليا للتعليم 2006م.  مقابلة مع الدكتور محمد ولد المصطفي، انواكشوط 15-11-2012.  مقابلة مع الشيخ محمد الحسن بن الددو، نواكشوط 15/06/2012.  مقابلة مع الشيخ محمد يحي بن سيد أحمد، نواكشوط 17/01/2012.