القراءة والمطالعة فى موريتانيا موضوع محاضرة بالمركز الثقافي المغربي بانواكشوط

أربعاء, 2016-04-06 18:32

نظم المركز الثقافي المغربي بانواكشوط فى قاعة محاضراته مساء اليوم محاضرة تحت عنوان : القراءة والمطالعة فى موريتانيا بين الإقبال و الانحسار ، قدمها الدكتور أحمد ولد حبيب الله ، أستاذ الأدب الموريتاني و تقنيات البحث العلمي بجامعة نواكشوط .

المحاضرة قدم لها مدير المركز ، السفير محمد القادرى ، الذى شكر الحضور التميز ، حيث رحب با لجميع ، داعيا إياهم إلى متابعة المحاضرة لأنها تتناول موضوعا حساسا و حيويا ،  و لا  تخفى أهمية المطالعة ، يضيف رئيس المركز الثقافي المغربي بانواكشوط ، لأنها تسمح بمعرفة الماضي ، و حسن التصرف فى الحاضر و التوفيق فى إعداد و تدبير شؤون المستقبل ، و ختم المدير كلمته باستعراض إحصائيات مقارنة لنسب المطالعة فى الدول العربية و باقى دول العالم ، ليخلص إلى التذكير بأن اليونسكو قررت تخصيص يوم 23 ابريل من كل سنة يوما عالميا للكتاب ، و ذلك منذ سنة 1995 .

و قد نبه المحاضر خلال محاضرته إلى أهمية القراءة ، وصلتها الوثيقة بالإسلام ، لأن أول آية نزلت هي اقرأ باسم ربك ، و أنها من أسباب تقدم الأمم ، ضاربا أمثلة على أهميتها من تقاليد بعض الشعوب ، خاصة ما حصل من تحولات فى العالم ،  تميزت إثرها بعض الشعوب بين أخرى بسبب القراءة .

و أضاف أنه لا يختلف إثنان في أن القراءة والمطالعة اللتين كانتا من أخص خصائص الإنسان الموريتاني، صارتا مهجورتين لدى المعلم والمتعلم في هذا الزمان في موريتانيا التي صار أهلها فريقين هما : فريق ألهاه المال والأعمال فهو يتأفف من القراءة، وفريق شغله الكد على العيال وضيق ذات اليد عن القراءة، بل عن الدراسة أحيانا.

 

ومن المسلم به أن القراءة والمطالعة هما سبب تقدم الفرد ورقي المجتمع والدولة، فهما القنطرة القوية إلى المعارف والعلوم، وهما منبع الوعي الحضاري ومصنع العقل السليم والسلوك القويم والفكر المستنير والثقافة الراقية وهما حاجة يومية للإنسان كحاجته للغذاء والدواء. ..

 

من هنا تبدو أهمية القراءة جلية ومؤكدة بأن أول آية نزلت من القرآن الكريم هي " إقرأ باسم ربك ..." إذ لم يقل " صل " ولا " جاهد " ولا " ازرع " ، لأن من يقرأ سيكون قادرا قدرة فائقة على صنع المعجزات في كل ما يصلح دنياه وآخرته، ولذا بدأت الرسالة الإسلامية بأول عنوان للعلم والمعرفة وأعظمه وهو " إقرأ " بصيغة الأمر المطلق الذي لا يتقيد بمقروء معين من المعارف والعلوم ولا زمان ولا مكان، ذلك أن الأمة التي لا تقرأ تضعف وتتخلف، لأن علمها لا يزداد : " وقل ربي زدني علما " ، فأكثر الدول تقدما وقوة أكثرها قراءة، فقوة بريطانيا، مثلا، كانت بسبب القراءة، حتى إن المرأة البريطانية إذا بكى طفلها تسكته بكتاب ليتعود على القراءة.

 

ومن المعروف أن ألمانيا واليابان انهزمتا ودمرتا في الحرب العالمية الثانية، وأعيد بناؤهما بالقراءة والعلم والمعرفة، فغزتا الأسواق بأجود أنواع الصناعات والاختراعات، والصين أيضا التي أغرقت العالم ببضائعها الرخيصة وغير القابلة للمنافسة.

 

وقبل ذلك كله، قامت الدولة الإسلامية بالقراءة وبها امتدت شرقا وغربا . وفي الغرب الإسلامي قديما حض العلماء على التعلم والقراءة ، فقد جعل الإمام الحضرمي المرادي المتوفى سنة 489 هـ عنوان الباب الأول من كتابه " الإشارة إلى أدب الإمارة " ، " باب الحض على القراءة والتعلم " ، وفي المشرق العربي قديما قال المتنبي :

 

أعز مكان في الدنا سرج سابح          وخير جليس في الزمان كتاب

 

وحديثا في أقصى الجنوب الغربي من الوطن العربي قال الشاعر أحمدو ولد عبد القادر في قصيدته : 

 

إقرأ كتابك فالحياة سراب         ما لم يقدها في الدروب كتاب 

تناول المحاضر الموضوع من خلال محاور أربعة هي :

 

العزوف عن القراءة : الدال العضال

 

القراءة و المطالعة بين الإقبال و الإدبار فى بلاد شنقيط  

من الشغوف إلى القراءة إلى العزوف 

المحور الرابع :العلاج 

 

النقاشات والمداخلات التى تلت المحاضرة أثرت الموضوع و سلطت الضوء على جوانب مهمة منه .